نشرت صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية باللغة الانكليزية على صفحتها الالكترونية في السابع و العشرين من شهر تشرين ثاني من العام 2011 عن مخطط اسرائيلي لبناء 119 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة شيلو الاسرائيلية في محافظة رام الله. و جاء الاعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنة ردا على الالتماس الذي قدمته حركة ‘السلام الان’ الاسرائيلية قبل ثمانية أشهر لدى المحكمة العليا الاسرائيلية ضد بناء خمسين وحدة استيطانية في المستوطنة نفسها العام الماضي. و كان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قد صادق على بناء هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة في العاشر من شهر تشرين أول من العام 2011 ضمن المخطط رقم 205/[1]13 و الذي يقضي ببناء 94 وحدة استيطانية في مستوطنة شيلو و المخطط رقم 205/12 و الذي يقضي أيضا ببناء 25 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة. و تضيف صحيفة معاريف السرائيلية نقلا عن وزارة الدفاع الاسرائيلية بان البناء الجديد في المستوطنة سوف يزيد من حجم المستوطنة بنسبة 60% لتستوعب المزيد من المستوطنين الاسرائيلين.
مستوطنة شيلو الاسرائيلية: موقع, مساحة و سكان
تقع مستوطنة شيلو الاسرائيلية شمال شرق مدينة رام الله و يقطنها ما يزيد عن 2300 مستوطن اسرائيلي. تم اقامة مستوطنة شيلو في العام 1978, على أراض تم مصادرتها من كل من قرى جالود, قريوت و ترمسعيا. تبلغ مساحة المستوطنة اليوم 1364 دونما و تتوسط عددا من القرى الفلسطينية, حيث يحدها من الشمال قريتا جالود و قريوت الفلسطينيتين, من الجنوب قرية ترمسعيا. أما من الشرق فتحدها مستوطنة متسبيه راحيل الاسرائيلية و الشارع الالتفافي الاسرائيلي رقم 458 و من الجنوب عدد من البؤر الاستيطانية الاسرائيلية و مستوطنة معاليه ليفونا. جدول رقم 1 يظهر توزيع الاراضي الفلسطينية التي تم مصادرتها من القرى الفلسطينية السابقة الذكر لبناء مستوطنة شيلو الاسرائيلية
جدول رقم 1: توزيع الاراضي الفلسطينية التي تم مصادرتها من قرى جالود, قريوت و ترمسعيا لبناء مستوطنة شيلو الاسرائيلية |
العدد |
اسم القرية |
المساحة المصادرة لبناء مستوطنة شيلو
(دونم) |
1 |
جالود |
281 |
2 |
قريوت |
526 |
3 |
ترمسعيا |
557 |
المجموع |
1364 |
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية –(أريج) 2011 |
خارطة رقم 1: موقع مستوطنة شيلو الاسرائيلية
و الجدير بالذكر أن الاعلان عن البناء الجديد في مستوطنة شيلو لم و لن يكن بهدف زيادة حجم المستوطنة بنسبة 60% بل جاء ليعزز من البناء الاستيطاني في المنطقة و خصوصا أن مستوطنة شيلو تقع ضمن منطقة الممرات الاسرائيلية التي تسعى اسرائيل الى السيطرة عليها من خلال تكثيف البناء الاستيطاني فيها و ذلك لخلق تواصل جغرافي بين المستوطنات الاسرائيلية المتواجدة في الشرق (منطقة غور الاردن[2]) و تلك في الغرب (التي سوف يتم ضمها لاسرائيل حال الانتهاء من بناء جدار العزل العنصري[3]). و يبدو ان المخططات الاسرائيلية لا تتوقف عند انتزاع 13% من مساحة الضفة الغربية على طول الاجزاء الغربية منها من خلال بناء جدار العزل العنصري، وعزل 29 ٪ (1664 كم مربع) من الجهة الشرقية للضفة الغربية (منطقة غور الاردن)، بل تتغلغل اكثر في المنطقة المتبقية من الضفة الغربية لتخلق تواصل جغرافي بين هاتين المنطقتين, في نفس الوقت تحويل الضفة الغربية الى معازل غير متصلة جغرافيا و هي المعزل الشمالي و يشمل المحافظات الفلسطينية الاربع جنين ونابلس وطولكرم وقلقيلية, و المعزل الوسط و يشمل محافظتي رام الله و أريحا و المعزل جنوبي الذي يشمل محافظات بيت لحم والخليل. أما القدس الشرقية ، فان المخططات الإسرائيلية لم تدرجها في أي المعازل السابق ذكرها اذ تتعامل معها اسرئيل على انفراد لأسباب إقليمية و سياسية.
كما ان المستوطنات الإسرائيلية المتواجدة في منطقة الممرات الاسرائيلية هي تلك المستوطنات التي تعتزم اسرائيل الابقاء عليها لتقويض أي اتفاق للسلام مع الفلسطينيين. حتى و ان كان لإسرائيل نية باخلاء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، إلا أنها لن تشمل المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في الممرات الاسرائيلية حيث أن هذه الممرات تتيح لاسرائيل الفرصة للحفاظ على الوصول إلى منطقة غور الأردن حيث المستوطنات الإسرائيلية ال 43 (السكان +13000) من جهة, و احكام السيطرة على حدودها مع الاردن المعترف بها دوليا ضد أي سيناريو تسلل او هجوم من جهة اخرى. كما انه سوف يصبح للمستوطنين الإسرائيليين القاطنين في المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في منطقة الممرات إمكانية الوصول الآمن والمباشر مع اسرائيل. و الأهم من ذلك, إن وجود المستوطنات و البؤر الاستيطانية الاسرائيلية في هذه الممرات سوف يبقي المشروع الاستعماري الاسرائيلي على قيد الحياة الامر الذي سوف يعمل على تقويض الطموح الفلسطيني لدولة فلسطينية متصلة جغرافيا، دولة مستقلة خاصة بهم.
و الجدير بالذكر أنه خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية, تم بناء 36 مستوطنة اسرائيلية في منطقة الممرات الاسرائيلية هذا بالاضافة الى اقامة ما يقارب 100 بؤرة استيطانية التي من شأنها ان تعزز من الوجود الاسرائيلي في المنطقة و السيطرة عليها حتى لا يتم التنازل عنها في أي مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين.
الاستيطان و القانون الدولي:-
تحظر اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949, المادة (49) على قوة الاحتلال ‘ترحيل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلي الأراضي التي تحتلها.’ كما تحظر قوانين لاهاي على سلطة الاحتلال القيام بأي تغييرات دائمة في المنطقة المحتلة ما لم تكن هذه لاحتياجات عسكرية بالمعنى الضيق للمصطلح، أو ما لم يتم الاضطلاع بها لفائدة السكان المحليين. و لذلك فان اقامة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ينتهك القانون الانساني الدولي الذي يحدد المبادئ التي تطبق خلال الحرب والاحتلال. كما تنتهك المستوطنات الاسرائيلية حقوق الفلسطينيين المنصوص عليه في قانون حقوق الإنسان الدولي. و من بين الانتهاكات الأخرى, فان المستوطنات تنتهك حق تقرير المصير، و حق المساواة ، و حق ملكية الارض، ومستوى معيشي لائق ، و حق حرية التنقل.
[2] المنطقة الشرقية من الضفة الغربية
[3] منطقة العزل الغربية التي سوف يخلقها الجدار حال الانتها من بناءه على الاراضي الفلسطينية (بين خط الهدنة و خط جدار العزل العنصري).