الانتهاك: مستوطنو مستوطنة ‘ألون موريه’ يصعدون من اعتداءاتهم بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.
الموقع: مناطق وأحواض الدش والشعرة والجلدات ورأس حازم وخلة رقيق من أراضي قرية دير الحطب المحاذية لمستوطنة ‘ألون موريه’.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘ألون موريه’.
الجهة المتضررة: ما يزيد عن 18 عائلة زراعية في قرية دير الحطب.
التاريخ: 9 تشرين أول 2011.
تقديم:
موسم الزيتون موسم العطاء والرزق، هذا الموسم الذي ينتظره الفلاح الفلسطيني بفارغ الصبر حيث تكسو الأرض الفلسطينية بحلة جديدة وتفرح الأرض الفلسطينية برؤية أصحابها وهم يحيطون بها فرحاً بتلك الأشجار في موسم الخير. إلا أن هذا العيد بالنسبة للمستوطنين والاحتلال يعتبر فرصة سانحة لمهاجمة المزارعين ومحاولة الانتقام منهم، لذلك لا يدخر هؤلاء المستوطنين طريقة إلا واتبعوها في محاولة لثني المزارع الفلسطيني عن أرضه الذي ورث حبها أباً عن جد، فكان حرق الأشجار وقص الأغصان وإتلاف المحاصيل وسرقتها كذلك ضخ المياه العادمة صوب أشجار الزيتون المثمرة وغيرها من طرق الاعتداء على المزارعين ومحاولة قتل منهم، جميعها طرق استغلها المستوطنون ضد الإنسان والشجر في فلسطين.
مستوطنة ‘ألون موريه’ وجدت لمصادرة الأرض وحرمان المزارعين من حقهم:
يشار إلى أن مستوطنة ‘ألون موريه’ التي أقيمت في مطلع الثمانينات وجدت ليس فقط لسرقة الأرض عبر الاستيلاء على الجبال الشرقية من الريف الفلسطيني الجميل في محافظة نابلس فصادر الاحتلال المئات من الدونمات الزراعية بغير حق، بل تعدى ذلك إلى تحويل العشرات من الدونمات الزراعية المزروعة بالزيتون إلى مناطق عسكرية وتحويلها إلى ما يعرف بحزام أمني يحيط بالمستوطنة وبالتالي يمنع المزارعين من الاقتراب من أراضيهم الزراعية المحاذية من المستوطنة إلا في موسم الزيتون ولفترة محدودة لا تتعدى 3 أيام كأقصى حد وذلك تحت مطرقة التضييق من قبل قوات الاحتلال وسندان الاعتداءات من قبل المستوطنين أثناء قيام المزارعين بجني ثمار الزيتون.
تجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال حدد التاسع وحتى الخامس عشر من شهر تشرين أول 2011 موعداً للسماح للمزارعين الفلسطينيين بالوصول إلى أراضيهم المحاذية لمستوطنة ‘ألون موريه’ بهدف جني ثمار الزيتون، علماً بأن أصحاب الأراضي ممنوعون من الوصول على مدار السنة. لكن في كل مرة يصل فيها المزارعون إلى أراضيهم التي لطالما اشتاقوا للوصول إليها يتفاجئون بقيام المستوطنين بتغيير معالم الأرض وتخريب الأشجار في خطوة لفرض الحقائق المزيفة على الأرض.
ففي التاسع من شهر تشرين 2011 وأثناء توجه المزارع أحمد حسن سلمان الزامل إلى أرضه لجني ثمار الزيتون في منطقة الدش والشعرة تفاجأ عندما شاهد محو كامل لمعالم أرضه، حيث قام مستعمرو ‘ألون موريه’ بقص الأشجار بالكامل وإعادة زراعتها بالحبوب على مساحة تقدر بنحو 5.5 دونم.
هذا الحال تكرر أيضاً عند توجه عائلة المزارع عبد الرحمن عبد الباقي شحادة عامر والتي تتكون من 15 عائلة ( 94 نفراً) إلى أراضهم في منطقة الجلدات حوض (8) من أراضي دير الحطب الشمالية والبالغة مساحتها 55 دونماً ليفاجئوا بقيام المستوطنين بجني ثمار الزيتون أمام نظرهم بل تعدى ذلك قيام المستوطنين بتكسير 25 شجرة زيتون عبر نشرها بواسطة الأدوات الحادة هناك، حينها حاول أصحاب الأرض رد المستوطنين عن فعلتهم إلا أن جنود الاحتلال تدخلوا ومنعوا المزارعين من التواجد في المنطقة كإجراء عقابي بحق أصحاب الأرض الأصليين في حين سمح للمستوطنين القادمين من بلاد أخرى التواجد هناك بحرية دون أي رادع يردعهم عن تلك الأفعال.
أما حال عائلة المزارع نضال علي داوود زامل لم تكن بأحسن حال، فقد كانت صدمتهم كبيرة عندما توجهوا إلى أراضيهم البالغة 51 دونماً في المنطقة الشرقية من مستوطنة ‘ألون موريه’ والمعروفة باسم أحواض رأس حازم، خلة رقيق وهناك تفاجئوا بقيام المستوطنين بنصب كرفانين في أراضيهم وقيام المستوطنين بزراعة أراضيهم بكروم العنب ومد أنابيب للمياه لري الأراضي هناك بالإضافة إلى تكسير أغصان عدد كبير من الأشجار المثمرة.
تجدر الإشارة إلى أن المزارعين الذين تم ذكرهم قد سبق وان تقدموا بعدد من الشكاوي ضد المستوطنين أكثر من مرة خاصة أن جميع الأراضي المحيطة بمستوطنة ‘ألون موريه’ هي أراض مملوكة لأصحابها بوثائق رسمية كون أنها أراض طابو بالإضافة إلى أنها في الوقت نفسه تتعرض لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين المتطرفين وذلك بشكل مستمر.
وفي عام 2007م حكمت المحكمة العليا الإسرائيلية لصالح أصحاب الأراضي بإخلاء المستوطنين من الأراضي التي استولوا عليها في محيط مستوطنة ‘ألون موريه’ وهذا ما تم بالفعل في أواخر عام 2007م، لكن المستوطنين أعادوا الكرة من جديد في صورة تكشف أن هؤلاء المتطرفون يعتبرون أنفسهم أنهم فوق القانون وخاصة أنهم مدعومون من جيش الاحتلال الإسرائيلي وشرطته ويقدمون لهم المساعدة والحماية الكاملة.
تجدر الإشارة أن حال المزارعين كحال العشرات بل المئات من المزارعين في القرى والبلدات الفلسطينية يتعرضون باستمرار لأبشع صور التنكيل ومصادرة الأراضي تحت أبشع احتلال في العالم ورغم هذا فهم مصممون على حماية أراضيهم في وجه المستوطنين إدراكاً منهم أنهم أصحاب حق و أصحاب الحق هم الذين سوف ينتصرون في النهاية.
صورة 1-3: ارض المزارع نضال علي داوود زامل التي تم استهدافها من قبل المستوطنين