الانتهاك: مستوطنو مستوطنة 'يتسهار' يتسببون في إحراق العشرات من أشجار الزيتون.
الموقع: منطقة اللحف شمال بلدة حوارة.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة 'يتسهار'.
الجهة المتضررة: عدد كبير من المزارعين في بلدة حواره.
تاريخ الانتهاك: الأول من تشرين أول 2011.
تقديم:
يعتبر القطاع الزراعي العمود الفقري للاقتصاد الفلسطيني من خلال مساهمته الايجابية في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل لعدد كبير من 'العاطلين عن العمل' وكونه مصدراً رئيسياً للغذاء، إضافةً إلى مساهمته الكبيرة في الصادرات السلعية الوطنية. ومع بدء موسم قطف الزيتون في كل عام يواجه الفلاحون الفلسطينيون مصاعب وتحديات متزايدة خاصة في موسم القطاف، حيث يقوم المستوطنون بمطاردة المزارعين وأصحاب الأراضي لمنعهم من قطف زيتونهم، وكذلك إجراءات احتلالية رسمية متعددة، كاقتلاع أشجار الزيتون، لبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري الذي جاء على آلاف الدونمات ومنع أصحابها من الدخول إليها لقطف زيتونها، ومصاعب أخرى تتعلق بتسويق الزيت الذي يستخرج من الشجرة المباركة.
ولكن يبدو أن معاناة المزارعين الفلسطينيين في موسم الزيتون الحالي 2011 بدأت مبكراً هذا العام، حيث أن قطعان المستوطنين يصرون على محاولة إفشال هذا الموسم قبل بدايته امتثالاً لدعوات كبير حاخامات التطرف الإسرائيلي الداعية إلى حرمان الفلسطينيون من زيت الزيتون بشتى الوسائل، حيث أن الشعب الفلسطيني بحسب ادعاءه عبارة عن متطفلون يعيشون في ارض ليس لهم وبالتالي لا يستحقون الحياة.'
تفاصيل الانتهاك:
يذكر انه في الأول من شهر تشرين أول 2011 شهدت بلدة حوارة اعتداء جديد من قبل قطعان مستوطني مستوطنة 'يتسهار' ، ففي ساعات الظهيرة أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة 'يتسهار' على مداهمة منطقة حوض اللحف شمال بلدة حوارة مع الإشارة إلى أن تلك المنطقة محاذية للأراضي المصادرة من قبل مستوطنة 'يتسهار' ويمنع المزارعون الفلسطينيون من التواجد بها أي خلال موسم الزيتون وفي أوقات معينة من ذلك الموسم.
يشار إلى أن المستوطنين استغلوا عدم تواجد المزارعين في تلك المنطقة وقاموا بإحراق عدد كبير من أشجار الزيتون في المنطقة، حيث ساعدت الأعشاب الجافة والرياح الشرقية على انتشار النيران لتطال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مما أدى حسب تقديرات المجلس البلدي إلى حرق ما يزيد عن 350 شجرة زيتون مثمرة في منطقة اللحف حيث تم تلف تلك الأشجار بشكل كامل وتكبد أصحابها ممن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذا الموسم الزراعي الذي يشكل مصدر دخل لعشرات العائلات الزراعية في بلدة حوارة والقرى المجاورة خسائر فادحة.
يذكر انه وبحسب تقديرات اللجنة الزراعية في بلدة حوارة فان الأشجار المتضررة يبلغ عمرها قرابة 35 عاماً وتقدر طاقتها الإنتاجية في كل عام بمعدل (100- 190) كيلو من زيت الزيتون الفلسطيني. تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت تعطيل وصول سيارات الدفاع المدني الفلسطيني إلى منطقة الحريق بحجة أن المنطقة المتضررة تعتبر منطقة عسكرية مغلقة عدى عن كونها تشكل الحزام الأمني في ما تعرف مستوطنة 'يتسهار'، حيث وبعد ساعتين من الحريق سمحت لسيارة واحد تابعة للدفاع المدني الفلسطيني من الوصول بعد أن أتت النيران على مساحات واسعة من الأراضي مما ساعد ذلك على زيادة الخسائر التي تكبدها المزارعون.
يشار إلى أن الأراضي المتضررة من الحريق تعود في ملكيتها إلى عدد من المزارعين عرف منهم : المزارع حسن محمود اسمر، المزارع عبد الناصر محمد عودة، والمزارع بسام مصطفى الحاج علي بالإضافة إلى عدد من المزارعين في بلدة حوارة.
يشار إلى أن منطقة ' أللحف' تشهد بين الفترة والأخرى استهدافاً ملحوظاً من قبل المستوطنين من اعتداء على المزارعين وسرقة ثمار الزيتون والانتهاء بحرق وتكسير الأشجار، حيث حاول المستوطنون مرات عديدة سرقة الأرض وصب بيوت متنقلة عليها إلا أن يقظة الأهالي حالت دون تنفيذ ذلك، حيث تعد منطقة أللحف كغيرها الكثير من الأراضي الزراعية الواقعة في الريف الجنوبي من مدينة نابلس والتي تشهد اعتداءات يومية من قبل مستوطني 'يتسهار' و'براخا' الذين عاثوا في الأرض دماراً وخراباً كيف لا وهم ينفذون أجندة الاحتلال على الأرض من قتل وتدمير وحرق للمزروعات في صورة بشعة ترفضها الإنسانية قاطبة.
تجدر الإشارة إلى أن قطعان المستوطنين في مستوطنة 'يتسهار' يتسببون بشكل دوري في اعتداءات مستمرة على المزارعين والأراضي الزراعية في الريف الجنوبي من مدينة نابلس تحديدا في قرى وبلدات حوارة، بورين، عينابوس، مادما، عصيرة القبلية، عوريف وجيت، حيث يعمد هؤلاء المستوطنون على إحراق أشجار الزيتون وسرقة ثمار الزيتون كذلك الاعتداء على السكان ومهاجمة المنازل وإحراقها والانتهاء بقتل وجرح المزارعون مجرد تواجدهم في أراضيهم الزراعية فلم تسلم عائلة فلسطينية واحدة في الريف الجنوبي إلا ونالها نصيب من اعتداءات مستوطني مستوطنة 'يتسهار'. يذكر أن مستوطنو مستوطنة 'يتسهار' يتميزون بعقلية التطرف والعنصرية حيث أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوفر الحماية لهم أثناء اعتداءاتهم التي زادت عن تلك الاعتداءات التي يشنها المستوطنون في المستوطنات في الضفة الغربية.
مستوطنة يتسهار:
أقيمت مستعمرة 'يتسهار' عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين وعصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتلك القرى، ومن ثم أخذت المستعمرة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى بورين، عصيرة القبلية، عوريف، مادما، حوارة. وبلغت الحدود البلدية للمستعمرة حتى نهاية عام 2005 نحو 1223 من بينها 269 دونماً مسطحات بناء ( المصدر- مؤسسة سلام الشرق الأوسط – واشنطن). وتقع المستعمرة ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر) ويوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المستعمرة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي والجبل المحيط عرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس