الانتهاك: إحراق مسجد النورين في قرية قصره.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘عادي عاد ‘.
تاريخ الانتهاك: الخامس من شهر أيلول 2011.
الجهة المتضررة: أهالي قرية قصرة.
في ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين الخامس من شهر أيلول 2011، كانت قرية قصرة جنوب شرق محافظة نابلس على موعد جديد من مسلسل اعتداءات المستوطنين المتطرفين التي طالت الإنسان والحجر و الشجر ولكن هذه المرة كان الهدف مسجد النورين جنوب قرية قصرة، و الذي لم تشفع له مكانته الدينية عند الأديان السماوية الثلاث التي تحض على التسامح والرحمة من كيد واعتداءات هؤلاء المستوطنين المتطرفين.
فقد أقدمت مجموعة حاقدة من المستوطنين بالتسلل إلى عمق قرية قصرة باتجاه مسجد النورين جنوب القرية مستغلين سكون ليل القرية وهدوئها في تنفيذ فعلتهم النكراء عبر كسر نوافذ المسجد في الطابق السفلي ومن ثم إلقاء إطارات مشتعلة إلى داخل المسجد والتي أسفرت عن إحراق الطابق السفلي بالكامل وإتلاف السجاد والجدران المحيطة. بالإضافة إلى ما تقدم، أقدم المستوطنون على كتابة عبارات تحريضية ضد الإسلام والمسلمين، ورسم شعار نجمة داوود السداسية بالإضافة إلى كتابة كلمة ‘ ميغرون’ نسبة إلى البؤرة الاستيطانية العشوائية التي قام جيش الاحتلال بتفكيكها يوم الأمس والتي تحتوي في مجملها على 3 منازل تقع بالقرب من مستوطنة مخماس على أراضي محافظة رام الله.
|
|
الصور 1-4: مشاهد من الاعتداء على المسجد:
يشار إلى أن إحراق المسجد من قبل المستوطنين يأتي كرد انتقامي على قرار فك البؤرة الاستيطانية ‘ ميجرون’ بالإضافة إلى أنها تعد رسالة واضحة من قبل هؤلاء المتطرفين ضد أي عملية تجميد مستقبلية للاستيطان أو ضد تفكيك أي بؤر استيطانية في الضفة الغربية. يشار إلى أن سياسة استهداف المساجد ودور العبادة من قبل المستوطنين ظاهرة اخدة بالانتشار بشكل متسارع فمنذ عام 2010 و حتى تاريخ اليوم بلغ عدد المساجد التي استهدفها المستوطنون المتطرفين في الضفة الغربية سواء بعمليات التخريب أو الحرق 17 مسجداً، يأتي هذا بالتوازي مع قيام جيش الاحتلال بهدم 450 مسكناً ومنشأة منذ مطلع العام الحالي حتى تاريخ اليوم.
في المقابل يقيم المستوطنون الدنيا ولا يقعدونها بمجرد إخلاء 3 منازل هي بالأصل غير مستغلة من قبل المستوطنين، فتكون النتيجة هي إحراق مسجد النورين الذي أسس عام 2009م ومازال قيد الإنشاء، فهذا المسجد وجد لعبادة وشكر الله على نعمه امتثالاً لتعاليم الإسلام الذي دعى إلى التسامح وإعمار الأرض و احترام النفس البشرية، لكن هذه الحقائق غير موجود في قاموس المستوطنين الذين لا يعرفون إلا لغة البطش والحقد فقد أصبحت المساجد هدفاً لتنفيذ أحقادهم وكرهبتهم في الأرض، فهذا ليس غريباً عليهم فهم بالأصل جاءوا على أساس تشريد شعب بأكمله وسرقة أراضيهم وزرع الخراب والدمار والفساد في الأرض.
إن المراقب للمشهد الاحتلالي يلحظ تصاعد استهدافه للمقدسات والأوقاف من قبل أذرع الاحتلال الإسرائيلي ، من إحراق للمساجد، وتهديد بهدمها ، وانتهاك لحرمة المقابر سواء كان في مدينة القدس المحتلّة أو في الضفة الغربية المحتلّة، ولا يمكن النظر إلى هذه الجرائم بأنها جرائم فردي ، إذ من المؤكد أن هناك سياسة إحتلالية ممنهجة للاعتداء على مقدساتنا وأوقافنا، حيث أنّ الفاعل الحقيقي لهذه الجرائم هو الاحتلال الإسرائيلي ، وأما المستوطنون أو المنظمات والجماعات اليهودية إلاّ أداة تنفيذ لهذه الجرائم التي تحّرمها الشرائع السماوية والقوانين الدولية، فاليوم يحرق مسجد النورين وفي الأمس احرق مسجد المغير وقبل عام مسجد اللبن الكبير وغيرها من المساجد التي باتت هدفاً لاعتداءات المستوطنين تحت حماية ودعم دولة الاحتلال القائمة على عقيدة التطرف و العنصرية والتي وصلت إلى درجة حرمان المسلمين من الضفة الغربية من مجرد الصلاة في المسجد الأقصى، فدولة الاحتلال لا تلتزم بالأصل بالمواثيق والأعراف الدولية، أما الديانات السماوية الثلاثة فهي بريئة من هؤلاء المتطرفين الحاقدين الذين عاثوا في الأرض فساداً.
من جهة أخرى، يواصل مستوطنو مستوطنة ‘ عادي عاد’ عملية منع المزارعين في قرية قصرة من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في منطقة بصلته جنوب القرية، من خلال الاعتداء على المزارعين ومربي الماشية بالإضافة إلى اقتلاع غراس الزيتون والتي كان آخرها مطلع شهر آب الماضي حيث أسفرت العملية عن اقتلاع 60 غرسة زيتون تعود للمزارعين في قرية قصرة.