الانتهاك: مواصلة إغلاق مدخل القرية بالحجارة والأتربة.
الموقع: الجهة الجنوبية الغربية من قرية قريوت.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: ما يزيد عن 2000 مواطن في قرية قريوت.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية إغلاق مدخل قرية قريوت الجنوبي، وذلك بالتوازي مع محاولة الأهالي استصدار قرار من محكمة العدل العليا بإعادة فتح الطريق المغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م. يذكر أن هذا الطريق الذي يربط القرية بطريق رقم 60 الالتفافي والمؤدي إلى مدينة رام الله كان في الماضي من الطرق الحيوية التي تخدم مصالح القرية وتسهل على الناس عملية التواصل مع مدينة رام الله وجنوب الضفة الغربية، وبإغلاقه بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية أصبح المواطن الفلسطيني في قرية قريوت يضطر إلى سلوك ما يزيد عن 22كم للوصول إلى نفس النقطة فيما لو كان الطريق مفتوحاً وذلك عبر قرية قريوت ومن ثم تلفيت ومن ثم قرية يتما وبلدة الساوية ومن ثم الالتفاف عبر طريق رقم 60 للوصول إلى نفس النقطة، وهذا بدوره يكبد المواطن الفلسطيني في قريوت تكاليف باهظة علاوة على مشقة السفر المضنية.
صورة 1+2: مدخل قريوت الجنوبي مغلق بالسواتر الترابية – نابلس
من جهته أفاد الناشط في حقوق الإنسان من قرية قريوت السيد بشار القريوتي لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن عملية إغلاق مدخل قرية قريوت الرئيس كان له بالغ الأثر السلبي على حياة السكان في القرية من حيث صعوبة وتعقيدات التنقل بين المدن المجاورة، بالإضافة إلى كون ذلك يخدم المستوطنات المجاورة لاسيما مستوطنة ‘عيلي’ و ‘شيفوت راحيل’ عبر جعل المنطقة مهيأة لمزيد من مصادرة الأراضي وتسهل عملية سرقة الزيتون من قبل المستوطنين الذين لا يدخرون أي فرصة إلا اتبعوها في التضييق على المزارعين في قريوت والسيطرة على أراضيهم وممتلكاتهم’.
وأضاف:‘ لقد تقدمنا من خلال الارتباط الفلسطيني ببلاغات عديدة وقدمنا عدة شكاوي إلى المحكمة العليا الإسرائيلية بخصوص الطريق المغلق الرئيس، ولم يبت في موضوع الطريق إلى اليوم، حيث أن ثقل جيش الاحتلال وثقل المستوطنين الذين يحاولون الضغط حالة دون البت في موضوع إعادة فتح الطريق المغلق’.
قرية قريوت قصة تحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي:
تعد قرية قريوت التي تبعد 26 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة نابلس و28كم متراً عن مدينة رام الله من أكثر قرى المحافظة إحاطة بالمستوطنات فقد أقيمت ثلاث مستوطنات على أراضيها وأربع بؤر استيطانية تتوزع على محيط القرية. فإلى الجنوب من القرية، تتربع مستوطنة ‘شيلو’ حيث تأسست عام 1978م على أراضي خربة سيلون، إحدى الخرب الأثرية التي كانت تضم العديد من الآثار الرومانية والكنعانية والإسلامية، ومن بين هذه المعالم ‘المسجد العمري’ وهو أحد المساجد القديمة الذي يقال إنه بني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب.
وتحاصر القرية من الجهة الغربية مستوطنة ‘عليه’ حيث تأسست عام 1984م والتي تمتد على سلسلة من الجبال والتلال المحيطة بالقرية والقرى المجاورة لها، حيث تصادر عشرات الدونمات في أحواض’ الرهوات’ و ‘ الكرم الغربي’ و’ الصنعاء’ لدرجة أنها باتت لا تبعد عن بيوت القرية سوى مسافة 150م. أما المستوطنة الثالثة ‘هيوفال راحيل’ حيث تأسست عام 1991م فهي تحاصر القرية من الجهة الجنوبية الشرقية، وتسيطر على المنطقة السهلية التابعة للقرية والتي كانت تشكل أحد أهم المناطق الزراعية لزراعة القمح والعدس والشعير والخضراوات.
وتبلغ المساحة الإجمالية لقرية قريوت نحو 20000 دونماً، منها 394 دونماً عبارة عن المسطح العام للبناء في القرية، حيث أن شبح الاستيطان سيطر على 68% من مساحة قريوت الإجمالية. تجدر الإشارة إلى أن تلك المستوطنات تساهم بشكل كبير في بث الدمار والخراب في المنطقة، ففي مواسم الزيتون خاصة يصعد المستوطنون من اعتداءاتهم بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، حيث يعتبر موسم الزيتون من أكثر المواسم التي يشهد فيها نشاطاً وتدميراً في أراضي قريوت.
علاوة على ما تقدم، تعتبر حمى مصادرة الأراضي من ابرز المعوقات والعقبات التي تشهدها قرية قريوت، فالاحتلال يستغل وجود المناطق المصنفة ‘ج’ حسب اتفاق أوسلو في سرقة الأرض وتهويدها خدمة للنشاطات الاستيطانية في المنطقة، فبالنسبة لقريوت تركزت المصادرات في الجهة الجنوبية والغربية للقرية.