في الصباح الباكر من يوم الثلاثاء 5 تموز، 2011، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترافقها الجرافات بهدم منزل وعدة آبار مياه في خربة بيت زكريا الواقعة في منطقة الريف الغربي في محافظة بيت لحم بالقرب من تجمع مستوطنات غوش عصيون جنوب مدينة بيت لحم.
ان مساحة البيت التي تم استهدافه بعملية الهدم تبلغ 75 متر مربع ، مكون من غرفتين و مطبخ و حمام و الذي تعود ملكيته لمحمود خليل محمد سعد ويقطنه 10 افراد ، و الذين اصبحوا مشردين و دون مأوى فالمكان الوحيد و الذي متبقى لهم للعيش هو الكهف الذي يبعد 10 متر من المنزل الذي تم هدمه.
 |  |
 |  |  |
علاوة على ذلك ، ارعب جنود الاحتلال الاسرائيلي سكان المنزل خاصة الأطفال منهم و هددت أفراده بالقتل لكل من يقترب او يقاوم جرافات الاحتلال اثناء قيامها بعملية الهدم. هذا بالاضافة إلى أن جنود الاحتلال رفضوا السماح لاي فرد من المنزل ازالة اي مقتنيات من ممتلكاتهم اثناء الهدم و طلبوا من أصحاب المنزل الابتعاد عن المنطقة وذلك لانها مصنفة بأنها منطقة عسكرية.
 |  |
 |  |
السيد سعد، مالك المنزل و في مقابلة مع الباحثين الميدانيين لمعهد الأبحاث التطبيقية أريج- القدس أوضح بأن الادارة المدنية الاسرائيلية قد انذرته قبل 6 أشهر شفويا و بشكل غير رسمي يقضي بوقف البناء بحجة ان المنطقة تحت السيطرة الاسرائيلية ( ضمن ما تصنف على انها منطقة ج) و انه تم بناءه دون ترخيص. هذا وقد تمت عملية الهدم للمنزل على الرغم من ان المحكمة الاسرائيلية لم تصدر أي قرار رسمي بذلك علما بان المنزل قد تم بناءه في العام 2010. ان البيت المستهدف يقع ضمن الارض التي يمتلكها السيد سعد والذي يملك ما يقارب 110 دونم من الأراضي الزراعية هناك. وأضاف أيضا أن الإدارة المدنية للاحتلال الاسرائيلي قد صادرت 50 دونم من ارضه في العام 2000 لضمها إلى المستوطنة الإسرائيلية اليعازر لبناء وحدات سكنية جديدة للمستوطنين الإسرائيليين.
هذا وقد قامت جرا فات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير بئر مياه بالقرب من المنزل المستهدف; يستخدم من قبل عائلة سعد و عائلات اخرى مجاورة لتلبية احتياجاتهم اليومية للشرب.
 |  |
 |  |
هدم آبار مياه
في نفس الوقت، دفعت الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي بالجرافات لمواقع أخرى قريبة من خربة بيت زكريا وهدمت ما مجموعه 4 آبار مياه تستخدم من قبل المزارعين لري الأراضي الزراعية في خطوة تعزيزيه للقيود الإسرائيلية التي تفرض قيود على استخراج المياه للفلسطينيين بينما تم تسهل ذلك للمستوطنين الإسرائيليين, ضمن خطة منظمة من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية لتقييد حياة الفلسطينيين وحرمانهم من حقهم في الحصول على امدادت كافية من المياه.
عنف المستوطنين الإسرائيليين
بالإضافة إلى ذلك; أفاد السيد سعد صاحب المنزل المستهدف بان أرضة قد استهدفت من قبل المستوطنين الاسرائيليين من المستوطنة المجاورة حين أقدموا على مهاجمة حقوله المزروعة وقاموا بتدمير واقتلاع أكثر من 500 نبتة فقوس و35 من كروم العنب, مشيرا بأنه حتى وإن لم يكن الاستهداف من قبل جنود الاحتلال الاسرائيلي ولكنة تم بحماية من قبلهم، الأمر الذي يلقي الضوء على العلاقة والتعاون المتكامل ما بين جنود الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين لإرهاب السكان الفلسطينيين الأصليين من الارض.
الوضع القانوني و الدولي
ان منهجية هدم المنازل التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة يعد خرقا واضحا و صريح لقواعد القانون الدولي والإنساني، وللاتفاقيات الموقعة وقرارات الأمم المتحدة.
· اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949, المــادة (147)والتي تنص على أن ‘ تدمير ونهب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية’ هو انتهاك جسيم للاتفاقية.
· المادة 2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن كل إنسان له كافة الحقوق التي تنص عليها هذا الإعلان بدون أي تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو اللون أو اللغة أو الرأي السياسي أو القومية أو الأصل الإجتماعي . علاوة على ذلك فإنه لا تمييز بناء على ما تقدم وذلك ينطبق على سكان الدول المستقلة ذات السيادة أو غير المحكومة ذاتيًا.
· وايضا المادة 23 من اتفاقية لاهاي للعام 1907 من ‘تدمير ممتلكات العدو او حجزها، الا اذا كانت ضرورات الحرب تقتضي حتما هذا التدمير او الحجز.
· المادة 5 من الاتفاقية الدولية لانهاء كافة أشكال التمييز العنصري للعام 1965 تنص على : كافة الدول الأعضاء والموقعة على الإتفاقية يجب أن تحظر وتنهي أي شكل من أشكال التميز العنصري ولضمان حقوق جميع المواطنين بدون أي تمييز للعرق أو القومية أو الجنس أو الدين وجميعهم متساوون’ .
