الحدث: الاستيلاء على 24 دونماً في منطقة المالح.
المكان: خلة حمد في منطقة واد المالح.
الزمان: 12نيسان 2011.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة روتم.
الجهة المتضررة: رافع محمد عبد الكريم فقها و أخوانه.
تقديم:
تعتبر الزراعة و تربية المواشي العمود الفقري لسكان الأغوار الفلسطينية، تلك المنطقة التي تتميز بالمناخ الغوري الدافئ ووفرة المياه و المناطق الرعوية مما أهلها في السابق لتكون مقصداً للباحثين عن الاستثمار في القطاع الزراعي و الباحثين عن المراعي و الماء لتلبية احتياجات مواشيهم.
صورة ( 1-3)
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يدخر طريقة أو وسيلة لبسط سيطرته على مناطق الأغوار الفلسطينية الشمالية و التي تمتد على مساحة تزيد عن 330 كم2 ، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي حول 80% من مساحة الأغوار الشمالية إلى مناطق عسكرية مغلقة و مناطق لتدريب جيش الاحتلال الإسرائيلي ناهيك عن إغراق المنطقة بالمستوطنات الزراعية التي تبتلع الأرض و تصادر المياه علاوة على أنها تحظى بامتيازات كبيرة من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة سواء من ناحية الخدمات أو البنية التحتية .
و على الجهة المقابلة لتلك المستوطنات حيث التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية و التي يحاول الاحتلال اقتلاع جذورها من المنطقة من خلال سرقة المراعي و الأراضي و حرمانهم من مصادر المياه و الانتهاء بتدمير خيامهم و بركساتهم و مصادرة ما بحوزتهم من عتاد و أغنام عدى عن تحويل التجمعات البدوية إلى مناطق رماية و تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
الانتهاك:
في الأمس القريب أقدم مستوطنو مستوطنة روتم في منطقة واد المالح على الاستيلاء على 24 دونماً في منطقة خلة حمد الواقعة في واد المالح غربي مستوطنة روتم و التي تعود ملكيتها إلى المواطن رافع محمد عبد الكريم فقها و أشقاءه من سكان قرية عين البيضا في محافظة طوباس، حيث بدا المستوطنون بزراعة الأرض بأشجار الزيتون في إشارة منهم أن المنطقة أصبحت لهم, حيث يحق لهم التصرف بها كيفما يشاءوا، رغم أن الأرض هي ارض طابو مسجلة باسم صاحب الأرض.
من جهته عقب عارف دراغمة رئيس مجلس مشاريع واد المالح و المضارب البدوية لباحث مركز أبحاث الأراضي ‘ يحاول مستوطنو روتم باستمرار السيطرة على أراض واد المالح بطرق الخداع و التحايل على المواطنين من خلال زراعة الأرض و فرض سياسة الأمر الواقع في المنطقة، علاوة على أنهم بين الفترة و الأخرى يحاولون الاعتداء على المزارعين في التجمعات البدوية في واد المالح بحجة أن تلك التجمعات تقع بالقرب من مستوطنة روتم وأن سكان التجمعات يشكلون خطرا على امن المستوطنين، لذلك يقوم جيش الاحتلال بمداهمة التجمعات البدوية باستمرار و التنكيل بأصحابها علاوة على مصادرة المواشي و تكبيد المزارعين مبالغ كبيرة في سبيل استرجاعها بحجة التعدي على أراضي مستوطنة روتم الزراعية’.
و أضاف دراغمه ‘ قبل نحو 3 شهور قام مستوطنو روتم بالاستيلاء على 9 دونمات زراعية في خلة حمد تعود ملكيتها للمواطن سالم أبو محيسن من سكان عين البيضا حيث بدأ المستوطنون بحراثة الأرض و زراعتها، إلا أن المواطن المذكور توجه عبر اللجنة القانونية في محافظة طوباس إلى المحاكم الإسرائيلية علما بان الأرض مسجلة باسم المواطن المذكور و يمتلك وثائق طابو مسجلة باسمه و بالفعل تم استرجاع الأرض من المستوطنين، و رغم ذلك يواصل المستوطنون اعتداءاتهم في المنطقة و برنامج سرقة الأراضي بالتنسيق مع جيش الاحتلال’.
يذكر أن مستوطنة روتم تأسست عام 1984 على الجبال الشرقية في منطقة المالح و التي تطل على الأردن و منطقة الشريعة، حيث أنها كانت في السابق قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي و التي ما لبثت أن تحولت إلى مستوطنة زراعية على مسطح بناء يزيد عن 80دونماً . يذكر انه بالرغم من قلة عدد المستوطنين في المستوطنة المذكورة، إلا أنهم يتمتعون بامتيازات عالية و خدمات تفوق تلك الخدمات المقدمة للمواطن الإسرائيلي داخل دولة الاحتلال، علاوة على أنهم يحصلون على امتيازات عالية من حيث الأراضي الزراعية و السكن و تسهيل في تسويق الإنتاج الزراعي.
في حين يحرم المواطن الفلسطيني الذي يقطن في الأغوار الفلسطينية من ابسط حقوقه ألا و هو السكن في صورة تجسد حجم المأساة التي يمر بها سكان الأغوار الفلسطينية، هؤلاء السكان الذين هم عنوان الثبات و المحافظة على ما تبقى من أراض في منطقة الأغوار من مطامع الاحتلال الإسرائيلي.