نشرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية في عددها الصادر في السادس عشر من شهر كانون الثاني من العام 2011 نقلا عن لجنة البناء و التخطيط الاسرائيلية في القدس عن وجود مخطط استيطاني جديد سوف يتم مناقشته الاسبوع القادم لبناء حي جديد تابع لمستوطنة جيلو الاسرائيلية المقامة بشكل غير قانوني على أراضي محافظة بيت لحم. و يتضمن المخطط الاستيطاني الجديد بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في الجزء الغربي من مستوطنة جيلو, على أراضي مدينة بيت جالا و قرية الولجة, في المنطقة الجبلية التي تتوسط مستوطنتي هار جيلو و جيلو الاسرائيليتين. و يهدف المخطط الاستيطاني الجديد الى خلق نوع من التواصل الجغرافي بين المستوطنتين السابق ذكرهما (جيلو و هار جيلو) بينما سوف يقوم المخطط على أراضي فلسطينية تعود لاهالي مدينة بيت جالا و قرية الولجة و سوف يأتي على الاف الدونمات من الاراضي المزروعة بالاشجار الحرجية و أشجار الزيتون في المنطقة.
و في تحليل لمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) للموقع الذي سوف يتم فيه البناء تبين أن المنطقة التي يستهدفها المخطط الاستيطاني الجديد تقع ضمن منطقة العزل الغربية التي تم تحديدها بمسار جدار العزل العنصري[1] و الذي تم استكمال البناء فيه في تلك المنطقة. كما سوف يعمل مخطط البناء الجديد في مستوطنة جيلو على تعزيز التواجد الاستيطاني في المنطقة من خلال خلق واقع جغرافي جديد يخدم المستوطنات الاسرائيلية (جيلو و هار جيلو) و تعزيز السيطرة على الاراضي الفلسطينية. كذلك يدل المخطط على ان اسرائيل ماضية في عزمها على بناء الجدار بشكله الكامل و خصوصا حول مدينة القدس و ضم المنطقة المعزولة الى اسرائيل حيث انها تستعد لاحداث تغيير في مناطق توزيع المستوطنين في الضفة و المناطق العربية المحتلة. فالمخططات المطروحة للتوسع الاستيطاني تفوق أي نمو طبيعي لسكان تلك المستوطنات حتى بالمقاييس الاسرائيلية المبالغ فيها أصلا. بالاضافة الى ذلك, تعتبر تلك المخططات بمثابة رسالة واضحة للفلسطينيين و المجتمع الدولي و وسطاء العملية التفاوضية ‘الامريكان’ بأن منطقة العزل الغربية بما فيها من مستوطنات لن تندرج ضمن المفاوضات الساعية لحل الصراع.
كما تبين من التحليل أيضا أن المخطط الاستيطاني الجديد و الذي يشمل بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة هو جزء من المخطط الاستيطاني التوسعي المعروف عنه باسم ‘مستوطنة جفعات يائيل’, و الذي أعلنت عنه بلدية القدس الإسرائيلية في شهر حزيران من عام 2004. و سوف يأتي المخطط على مساحة قدرها 2976 دونم من اراضي محافظة بيت لحم, منها 1126 سوف يتم مصادرها من أراضي قرية الولجة, و 1279 دونما أخرى من أراضي قرية بتير غرب مدينة بيت لحم و 571 دونما من اراضي مدينة بيت جالا. و الجدير بالذكر ان المستوطنة الاسرائيلية المقترح بناؤها وفقا لمخطط بلدية القدس ستتضمن بناء ثلاثة عشر الف وحدة استيطانية لاستيعاب ما يزيد عن 52000 مستوطن اسرائيلي. بالاضافة الى ذلك ,فان المستوطنة الاسرائيلية الجديدة ستغلق خط المستوطنات الاسرائيلية الذي يمتد من الاطراف الشمالية لمحافظة بيت لحم ابتداءا من مستوطنة ‘ابو غنيم’ (المعروفة اسرائيليا بمستوطنة ‘هار هوما’) الواقعة الى الشمال الشرقي من مدينة بيت لحم و وصولا الى مستوطنتي جفعات هماتوس و جيلو’ شمال مدينة بيت لحم ومن ثم الى مستوطنة هار جيلو غربي المدينة و انتهاء بالمستوطنة الجديدة المقترحة و التي بدورها ستشكل نقطة التئام بين المستوطنات الاسرائيلية جنوب مدينة القدس و مجمع مستوطنات ‘غوش عتصيون’ الواقع الى الجنوب الغربي لمحافظة بيت لحم كجزء من خطة «غلاف القدس»، لتشمل أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية و زيادة عدد المستوطنين داخل حدود بلدية القدس الغير قانونية من أجل خلق حقائق على أرض الواقع لتغيير الوضع الديموغرافي للمدينة والتأثير على نتيجة المفاوضات بشأن مستقبل القدس كما صرح نائب رئيس بلدية القدس يهوشع بولاك : (‘ نريد أكبر عدد ممكن من اليهود في القدس للتأثير على الوضع الديموغرافي فيها’). خارطة رقم 1
مستوطنة جيلو, جغرافيا و سكان:-
تقع مستوطنة جيلو على أراضي كانت اسرائيل قد صادرتها عقب العام 1967 من عدد من القرى و المدن الفلسطينية و هي مدينة بيت جالا ,قرية الولجة, شرفات و بيت صفافا لتوسع و بشكل غير قانوني حدود بلدية القدس من 6.5 كم مربع الى 71 كم مربع. و قد بدا البناء في المستوطنة في العام 1971 على الأراضي الفلسطينية التابعة للتجمعات السابق ذكرها. و تحتل المستوطنة اليوم ما مساحته 2738 دونما و تأوي ما يقارب ال 40000 مستوطن اسرائيلي.
الاستيطان و القانون الدولي:-
تحظر اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 آب/أغسطس 1949, المادة (49) على قوة الاحتلال ‘ترحيل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلي الأراضي التي تحتلها.’ كما تحظر قوانين لاهاي على سلطة الاحتلال القيام بأي تغييرات دائمة في المنطقة المحتلة ما لم تكن هذه لاحتياجات عسكرية بالمعنى الضيق للمصطلح، أو ما لم يتم الاضطلاع بها لفائدة السكان المحليين. و لذلك فان اقامة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ينتهك القانون الانساني الدولي الذي يحدد المبادئ التي تطبق خلال الحرب والاحتلال. كما تنتهك المستوطنات الاسرائيلية حقوق الفلسطينيين المنصوص عليه في قانون حقوق الإنسان الدولي. و من بين الانتهاكات الأخرى, فان المستوطنات تنتهك حق تقرير المصير، و حق المساواة ، و حق ملكية الارض، ومستوى معيشي لائق ، و حق حرية التنقل.
[1] اخر تعديل لجدار العزل العنصري تم نشره على صفحة وزارة الدفاع الاسرائيلية في الثلاثين من شهر نيسان من العام 2007