في السابع عشر من شهر كانون ثاني من العام 2011، صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء الاسرائيلية على بناء 197 وحدة إستيطانية في القدس الشرقية المحتلة, حيث اعطت اللجنة الضوء الاخضر لبدء اعمال بناء في 90 وحدة إستيطانية في حي تلبيوت الشرقي الاستيطاني جنوب مدينة القدس، و 32 وحدة إستيطانية في مستوطنة بسغات زئيف شمال مدينة القدس، و 75 وحدة إستيطانية في مستوطنة رمات شلومو ‘ريخيس شعفاط’ شمال مدينة القدس. و الجدير بالذكر أن هذه المستوطنات الثلاث قامت على أراض فلسطينية تم مصادرتها عقب العام 1967 من عدد من التجمعات الفلسطينية شرق القدس لتوسيع حدود بلدية القدس الغير قانونية. جدول رقم 1 يبين تفصيل الاراضي التي تقوم عليها كل من المستوطنات التي سوف يشملها التوسع:
جدول رقم 1: الاراضي المصادرة من القدس الشرقية لبناء المستوطنات الاسرائيلية عقب العام 1967 |
العدد |
المجموع |
التجمعات الفلسطينية المستهدفة |
مستوطنة تلبيوت |
1 |
عرب السواحرة |
سلوان |
القدس |
1829 |
134 |
739 |
956 |
المساحة (دونم) |
|
المجموع |
التجمعات الفلسطينية المستهدفة |
مستوطنة ريخيس شعفاط |
2 |
العيسوية |
لفتا |
بيت حنينا |
1625 |
983 |
155 |
487 |
|
|
المجموع |
التجمعات الفلسطينية المستهدفة |
مستوطنة بسغات زئيف |
3 |
حزما |
بيت حنينا |
1546 |
148 |
1398 |
المساحة (دونم) |
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد, 2011 |
و بالتزامن مع هذه الخطوات التصعيدية، قام نائب رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، اللواء يائير نافيه بالاعلان عن استكمال بناء جدار العزل العنصري حول مدينة القدس أو ما يعرف ‘بغلاف القدس» و الذي سوف يضم التجمعات الاستيطانية الكبرى المحيطة بالقدس, تجمع مستوطنات معاليه أدوميم شرق مدينة القدس و تجمع مستوطنات جفعات زئيف شمال مدينة القدس و تجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة القدس الى حدود المدينة فيما سوف يستبعد عدد من التجمعات الفلسطينية في القدس الشرقية خارج حدود المدينة و يحرم سكانها البالغ عددهم ما يزيد عن 120 ألف نسمة من حقهم في العيش في المدينة.
و تجدر الاشارة أيضا الى أن اسرائيل، و منذ احتلالها للقدس الشرقية في شهر حزيران من العام 1967، قد قامت ببناء ثمانية عشر مستوطنة اسرائيلية في الشطر الشرقي من مدينة القدس و يقطنها اليوم ما يقارب 200 الف مستوطن اسرائيلي الى جانب 270 الف فلسطيني. إن إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها ‘الابدية والموحدة’، و تعمل على تثبيت هذا الإدعاء عبر فرض واقع ديموغرافي و جغرافي من خلال البناء الإستيطاني، و سياسات التهجير و هدم المنازل الفلسطينية و الاستيلاء على الاراضي و بناء جدار العزل العنصري.
جدول رقم 2: المستوطنات الاسرائيلية في الشطر الشرقي من مدينة القدس (القدس الشرقية) |
المحافظة |
التعداد السكاني (2008-2009) |
تاريخ الانشاء |
المساحة (دونم) |
اسم المستوطنة |
العدد |
بيت لحم |
7236 |
1997 |
2205 |
هار حوما |
1 |
بيت لحم |
40000 |
1971 |
2738 |
جيلو |
2 |
بيت لحم |
309 |
1991 |
288 |
جفعات هماتوس |
3 |
القدس |
0 |
1997 |
53 |
ماميلا |
4 |
القدس |
2555 |
1968 |
136 |
الحي اليهودي |
5 |
القدس |
2700 |
0 |
20 |
منازل المستوطنين في البلدة القديمة في القدس |
6 |
القدس |
0 |
1970 |
1378 |
عطاروت المنطقة الصناعية |
7 |
القدس |
12241 |
1973 |
1829 |
شرق تلبيوت |
8 |
القدس |
6897 |
1968 |
688 |
جفعات شابيرا |
9 |
القدس |
0 |
1968 |
957 |
هار هاتسوفيم (الجامعة العبرية) |
10 |
القدس |
20230 |
1972 |
1241 |
نيفيه يعقوف |
11 |
القدس |
41882 |
1985 |
1546 |
بسغات زئيف |
12 |
القدس |
6176 |
1968 |
1118 |
رامات اشكول |
13 |
القدس |
320 |
1998 |
11 |
راس العمود (هار هزيتيم) |
14 |
القدس |
التعداد السكاني مجتمع مع التعداد السكاني لمستوطنة بسغات زئيف |
1985 |
2516 |
بسغات عمير |
15 |
القدس |
14911 |
1994 |
1625 |
رمات سلومو (ريخيس شعفات) |
16 |
القدس |
41448 |
1973 |
3383 |
راموت |
17 |
القدس |
300 |
2004 |
1866 |
نوف زيون |
18 |
|
197205 |
|
23598 |
المجموع |
تقويض البناء في القدس الشرقية-
تسارع السلطات الإسرائيلية في عمليات البناء الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و خاصة في الشطر الشرقي من مدينة القدس. فمن خلال السياسات و القوانين المتبعة لإستصدار التصاريح الخاصة بالبناء، و المعايير المزدوجة التي تستخدمها السلطات مع السكان الفلسطينيين, فإنها تسهل عملية البناء للمستوطنين القاطنين في المستوطنات الاسرائيلية في جميع محافظات الضفة الغربية مع التركيز بشكل خاص على القدس الشرقية, بينما تعمل على تحجيم البناء في المناطق التي يقطنها الفلسطينين في نفس المنطقة. كما أن السلطات الاسرائيلية و منذ احتلال العام 1967, تسعى جاهدة الى تكثيف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية مع التركيز ايضا على البلدة القديمة في القدس وعلى حساب الأحياء الفلسطينية، كما حصل في حي المغاربة، الذي تم هدمه و اقامة حي إستيطاني على انقاضه، يُعرف اليوم بالحي اليهودي، و أيضاً حي الشيخ جراح، الذي تم هدم جزء من معالمه الفلسطينية طالت بيت المفتي أمين الحسيني و فندق الشبرد, في الثاني عشر من شهر كانون الثاني من العام 2011 و غيرها من المخططات.
كذلك تتعمد السلطات الإسرائيلية إلى تشديد الخناق على التجمعات الفلسطينية في القدس الشرقية, إما قانونياً عبر سلسلة معقدة من اللوائح و القوانين التي تفرضها على المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية الساعين لاستصدار تراخيص بناء، أو جغرافياً و ديموغرافياً، عبر محاصرة المناطق الفلسطينية بالمستوطنات و بالبؤر الاسرائيلية و الأحياء الإستيطانية، كما هو الحال في القدس الشرقية و بتمويل من أفراد و مؤسسات يهودية يمينية متطرفة هدفها الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية و الممتلكات في سبيل تعزيز البناء الاستيطاني و توطين المستوطنين الاسرائيليين في المنطقة للاخلال بالواقع الديموغرافي في المدينة. و من أمثلة على ذلك, البؤرة الإستيطانية الدينية ‘بيت أوروت’، و مستشفى هداسا / العيسوية، و إسكانات طلبة الجامعة العبرية، و حي معالية هازيتيم الاستيطاني و التي تم تمويلها كاملة أو جزء منها، من قبل عرّاب الإستيطان اليهودي، المليونير اليهودي الأمريكي إيروين موسكوفيتش.
الاجراءات الاسرائيلية الساعية الى تهويد مدينة القدس
في السادس و العشرين من تشرين الثاني من العام 2009، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تجميد اسرائيلي منقوص للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، حيث ينص الاعلان على ان تقوم إسرائيل بتجميد النشاطات الاستيطانية في المستوطنات الاسرائيلية في جميع محافظات الضفة الغربية لمدة عشرة أشهر، باستثناء المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية. و في هذه الفترة, لوحظ زيادة في عدد المخططات و العطاءات التي تم طرحها عن طريق جهات اسرائيلية رسمية متعددة لبناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنات الاسرائيلية في الوقت ذاته, سارعت الجرافات الاسرائيلية الى استهداف المنازل و المنشأت الفلسطينية في القدس حيث هدمت حتى تاريخ هذا التقرير ما يقارب الخمسة عشر منزلا فلسطينيا هذا بالاضافة الى اخطار ما يقارب 40 منزلا و منشاة بالهدم (أريج 2011) بذريعة عدم الترخيص.
فعندما يتم إصدار قرار دولي مُلزم بتجميد الإستيطان في جميع المناطق، و تقوم إسرائيل بمخالفته عبر زيادة الإستيطان في منطقة القدس الشرقية، فهذا دليل على أن إسرائيل متمسكة بتهويد القدس، و جعلها العاصمة الأبدية لها دون عمل ‘أي نوع من التقسيم أو الإقتطاع’ كما جاء على لسان رئيس بلدية القدس الاسرائيلي, نير بركات[1].
[1] ‘رئيس بلدية الاحتلال: ‘لن تُقسم القدس بتاتاً