الانتهاك: إخطار بمصادرة أراض في قرية الساوية بهدف إنشاء شبكة مراقبة في محيط مستوطنة ‘عيلي’.
التاريخ: 21 كانون أول 2010.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الاسرائيلي.
تفاصيل الانتهاك:
اصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي في 21 من شهر كانون أول الحالي إخطاراً عسكريًا يحمل رقم (10/26/ T) والموقع باسم قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية المدعو ‘آفي مزراحي’.
يذكر انه بموجب الإخطار العسكري سوف يتم مصادرة ما مساحته ربع دونم من أراضي قرية الساوية حوض رقم(1) المعروفة باسم منطقة الكروم القبالة والواقعة في الجهة الشرقية من القرية وذلك بهدف إقامة شبكة مراقبة في محيط مستعمرة ‘عيلي’ الجاثمة على أراضي قرى الساوية، تلفيت، قريوت بالإضافة إلى قرية اللبن الشرقي في الريف الشرقي من محافظة نابلس.
صورة 1: الأمر العسكري
مستوطنة ‘عيلي’ خطر يهدد استقرار المنطقة:
يشار إلى أن مستوطنة عيلي ارتبط اسمها وتاريخها بالإرهاب والدمار، تلك المستوطنة التي تنتشر في الريف الجنوبي من مدينة نابلس (26كم جنوبا) تبدو كالسرطان بسبعة رؤوس تتربع على ما يزيد عن 2450 دونماً من قرى تلفيت، قريوت، اللبن الشرقي والساوية.
صورة 2+3: منظر عام لمستعمرة عيلي
القصة بدأت في عام 1984م، حينما استفاق الأهالي على هدير غريب، حيث اتخذ المستوطنون أماكن لهم في إحدى التلال الجبلية بعد أن تمكّنوا من بسط سيطرتهم عليها بطرق الاحتيال واستخدام وسائل عديدة للتزوير لتكوين هذه الخطوة النواة الأولى للخراب في المنطقة التي كانت تعج في الماضي بالخضرة والحياة، فبدأت معاناة الأهالي.
‘وادي علي’ هو الاسم الحقيقي للمنطقة التي حاول هؤلاء المستعمرون القادمون من أصقاع الدنيا تزوير الحقائق فيها عبر سرقة الاسم ليكون قريباً من اسم الوادي الذي يفصل بين حدود أراضي محافظتي نابلس شمالاً ومحافظة رام الله جنوباً في حين تزعم المصادر الصهيونية أن الوادي ومنطقة مستعمرة ‘شيلو’ القريبة جداً ومنطقة سيلون الكنعانية القديمة من أراضي قريوت ليست سوى الحدود الفاصلة بين مملكتي السامرة في الشمال ويهودا في الوسط والجنوب . مع مرور الوقت والزمان أصبحت تلك المستوطنة تتوسع بوتيرة عالية وباتت تتربع على مساحات واسعة من أحواض تلة الشونة وعيلي وجبل الصنعة 1 وجبل الصنعة 2 والمرحان و قلعة الحمرا، وباتت لا تبعد سوى 30 متراً عن بيوت قرية قريوت في المنطقة المعروفة باسم المروح فأصبحت تبدو تلك المستوطنة على أرض الواقع منغرسة في الأرض برؤوس سرطانية سبعة في إشارة إلى التلال التي تتربع عليها.
يذكر أن مستوطنة ‘شيلو’ تضم فندقاً وكلية دينية، وبالتالي مركزاً لتعليم وغرس الأفكار العنصرية الهادفة إلى تدمير كل ما هو عربي وغرس روح العداء والحقد في نفوس هؤلاء الطلاب.
بالإضافة إلى ذلك فان المستوطنة تضم مقبرة تقع على الشارع الرئيس بين نابلس ورام الله، حيث تعتبر تلك المقبرة شاهداً من الشواهد الخطيرة التي تحمل دلالات عدم إمكانية تفكيك المستوطنة أو غيرها حيث إنه في حال إقامة مقبرة للمستوطنين فإن ذلك يؤكّد الموقف العقائدي للمستوطنين الذين يعتقدون ببركة دفنهم في الأرض المقدسة.
تجدر الإشارة إلى أن مستوطنة ‘عيلي’ اقترن اسمها بالنسبة للفلسطينيين بعمليات القتل والخراب في المنطقة، فهناك العديد من الشهداء الذين تم تصفيتهم من خلال المستوطنين في مستوطنة ‘عيلي’، كذلك اقترن اسم المستوطنة بعملية خلع الأشجار وخاصة أشجار الزيتون في موسم الزيتون 2010 والتي تعود ملكيتها للمواطن رجا جميل عويس وإخوانه من قرية اللبن الشرقي، علاوة على عمليات حرق الأشجار والتي كان آخرها أيضا في موسم الزيتون 2010 حيث تم حرق العشرات من أشجار الزيتون و التي تعود ملكيتها إلى المزارع علي النوباني من قرية اللبن الشرقي. أما ممتلكات الفلسطينيون من مدارس وبيوت لم تسلم أيضاً من عربدة مستوطني ‘عيلي’، حيث يعمد هؤلاء المستوطنون بين الفترة والأخرى على مهاجمة القرى المحيطة وتخريب ممتلكات المزارعين، وتعتبر مدرسة بنات الساوية المختلطة خير دليل على ذلك حيث تم الاعتداء عليها من قبل مجموعة من مستوطني ‘عيلي’ في شهر تشرين أول الماضي وأقدم المستوطنون خلال العملية على تكسير أثاث المدرسة وكتابة شعارات تحريضية ضد العرب.
أما المقدسات الإسلامية والمتمثلة بالمساجد فكان لها نصيب من اعتداءات مستوطني مستوطنة ‘عيلي’ والذين بدورهم أقدموا على إحراق مسجد قرية اللبن الجديد في الصيف الماضي تحت جنح الظلام وبدم بارد بصورة تقشعر لها الأبدان، حيث أن الطريقة التي استخدمها المستوطنون في حرق المسجد تكشف مدى حقد الاحتلال للإسلام والمسلمين، بالرغم من أن الأديان السماوية و الأعراف والمواثيق الدولية دعت إلى حرية العبادة والى التسامح وعدم التعرض للمقدسات سواء الإسلامية منها أو المسيحية واليهودية. تجدر الإشارة إلى أن حكومات الاحتلال كانت وما زالت تكافئ المستوطنين في كل مرة يتم الاعتداء فيها على فلسطينيين وعلى ممتلكاتهم، فحكومات الاحتلال المتعاقبة كانت توفر الغطاء القانوني لعمليات سرقة الأراضي وتهويدها لصالح مستوطنة ‘عيلي’ والمستوطنات القائمة في المنطقة، فحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة نتنياهو على سبيل المثال أعطت الشرعية والضوء الأخضر للمستوطنين للشروع بأكبر عملية توسعة منذ عشر سنوات على حساب القرى المجاورة، بالإضافة إلى الشروع بعملية شق سلسلة من الطرق لربط مستوطنات ‘عادي عاد’ و ‘شفوت راحيل’ و ‘شيلو’ و ‘عيلي’ بعضها ببعض.
إن ما تقوم به حكومة الاحتلال حالياً بمصادرة الأراضي بهدف إقامة شبكات مراقبة عسكرية خير دليل على نية حكومة الاحتلال بالتواطؤ مع المستعمرين على سرقة العشرات من الدونمات الزراعية لصالح التوسع الاستيطاني، ويدل بشكل قاطع على أن ما يحدث على ارض الواقع من اعتداءات من قبل المستوطنين يتم تحت حماية حكومة وجنود الاحتلال التي تسخر كافة إمكانيتها لصالح النشاطات الاستعمارية في الضفة الغربية.