الانتهاك: إخطار أربع عائلات في الرأس الأحمر بالإخلاء.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الاسرائيلي.
تاريخ الانتهاك: 28 تشرين أول 2010.
تفاصيل الانتهاك:
في 28 من شهر تشرين أول 2010 داهم جيش الاحتلال برفقة ما تسمى لجنة البناء والتنظيم التابعة للإدارة المدنية المضارب البدوية في منطقة الرأس الأحمر في الأغوار الشمالية، حيث قاموا بتسليم أربعة عائلات بدوية إخطارات عسكرية تلزمهم من خلالها بإخلاء المنطقة التي يقطنون بها خلال مدة أقصاها 48 ساعة، وإلا كان مصيرهم مثل مصير العديد من العائلات البدوية القاطنة بالمنطقة والتي تم هدم منشآتهم الزراعية وحظائر الأغنام التي يمتلكونها من قبل جنود الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أن خربة الرأس الأحمر الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة طوباس تحديداً على بعد 8 كيلومتر عن المدينة تعتبر كغيرها من التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية محط أطماع الاحتلال الإسرائيلي فمنذ احتلال الضفة الغربية عام 1967م وضع الاحتلال على رأس أجندته وأهدافه تهويد منطقة الأغوار الفلسطينية وتشريد سكانها، فتلك المنطقة بالنسبة لحكومات الاحتلال المتعاقبة لا تقل أهمية عن مدينة القدس حيث تمر بخطوات تهويد واسعة بموازاة تلك التي تمر بها مدينة القدس.
فبالنسبة إلى أهالي خربة الرأس الأحمر والتي يبلغ عدد سكانها 137 نسمة (17 عائلة بدوية) فإن جميع منشآتهم الزراعية وحتى السكنية المصنوعة من الصفيح والخيش جميعها منذرة بالهدم فما يكاد أي مواطن من الخربة أن يضيف إلى بيته المتواضع قطعة من الصفيح إلا كان له جنود الاحتلال بالمرصاد، حيث يخطر منزله بالهدم أو الإخلاء بحجة أنهم يقطنون في منطقة يصنفها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة، في حين كانت المنطقة وما زالت تعتبر مسقط رأس تلك العائلات والذين سكنوا المنطقة منذ عشرات السنين يزرعون الأرض فيها ويرعون الماشية مصدر رزقهم الأساسي ويبنون بيوتهم بسلام إلى أن جاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدوره لم يفوّت أي فرصة إلا وشدد الخناق على السكان هناك.
الجدول التالي يبين أسماء المتضررين من إخطارات الإخلاء والتي طالت مضارب الرأس الأحمر:
الرقم |
المواطن المتضرر |
عدد المنشآت |
عدد أفراد العائلة |
الأطفال دون 18عاماً |
المنشآت المهددة بالهدم |
بيوت |
بركسات |
اخرى |
1 |
خالد إبراهيم بشارات |
2 |
13 |
8 |
2 |
2 |
حمام و طابون |
2 |
سعيد يوسف احمد بني عودة |
1 |
9 |
7 |
2 |
1 |
حمام |
3 |
جميل خضر فياض بني عودة |
3 |
11 |
8 |
1 |
1 |
مخزن اعلاف و حمام و طابون |
4 |
يوسف محمد عبد اللطيف بني عودة |
2 |
8 |
4 |
2 |
1 |
حمام و طابون |
المجموع |
8 |
41 |
27 |
7 |
|
|
معاناة أهالي الأغوار:
تعاني التجمعات الفلسطينية الواقعة في منطقة الأغوار الفلسطينية من الاضطهاد الاسرائيلي المطلق حيث أنه عقب احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967, استهدفت إسرائيل منطقة الأغوار (المنطقة الشرقية في الضفة الغربية) بقصد إيقاف التطور العمراني الفلسطيني في المنطقة والتنمية الاقتصادية للفلسطينيين من خلال اعلان مساحات شاسعة من منطقة الأغوار ‘منطقة عسكرية مغلقة’ حيث استنزفت المصادر الطبيعية الموجودة فيها كالاراضي الزراعية ومصادر المياه كالآبار والينابيع وتحويلها لصالح المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة من خلال بناء الآبار الارتوازية وذلك لإجبار عدد كبير من الفلسطينيين على الرحيل لتفريغ المنطقة ليسهل على إسرائيل مصادرتها والاستيلاء عليها وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتوسعية.
كما قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتضييق الخناق على الفلسطينيين القاطنين في منطقة الأغوار وذلك بتشديد الحصار عليهم من خلال إقامة الحواجز العسكرية على كافة الطرق المؤدية إلى الأغوار وفصله عن باقي محافظات الضفة الغربية. كما قامت بإنشاء خنادق امتدت من شمال الأغوار وحتى أواسطها الأمر الذي عمل على عزل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وحرمان مربي الماشية والأغنام من استغلال الأراضي الزراعية والمراعي في تلك المنطقة.
كما عملت إسرائيل على تدمير الثروة الحيوانية من خلال إغلاق مساحات واسعة من أراضي الرعي ومنعت المزارعين من الوصول لها وقامت بالتنكيل بالرعاة واحتجازهم ومصادرة بطاقات الهوية الخاصة بهم. كما قامت أيضا بزرع الألغام فيها حيث أدى انفجارها إلى خسائر بشرية في صفوف الفلسطينيين القاطنين في المنطقة.
وفي الوقت الذي تضيق فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي الخناق على الفلسطينيين القاطنين في منطقة الأغوار, تقوم بالمقابل بتوفير كافة الخدمات للمستوطنات الإسرائيلية في منطقة الأغوار والبالغ عددها 38 من شبكات مجاري وكهرباء ومياه. كما تقوم بشق الطرق الالتفافية لتسهيل التواصل الجغرافي بين هذه المستوطنات والمستوطنات الإسرائيلية في باقي محافظات الضفة الغربية. كما تقوم السلطات الإسرائيلية بطرح العديد من خطط تطوير البني التحتية للمستوطنات الإسرائيلية لدعمها وتوسيع رقعتها والتي كان آخرها أعمال التوسعة في مستوطني مسكيوت ومخورا في الأغوار الشمالية في الوقت الذي تقوم فيه بهدم بيوت الصفيح التي يعيش فيها الفلسطينيين وحظائر الحيوانات.