الانتهاك: تحويل 400 دونم من أراضي المواطنين في بلدة قراوة بني حسان إلى محمية طبيعية.
الموقع: حوض رقم (2) منطقة أبو عمار شمال شرق بلدة قراوة بني حسان.
التاريخ: 16/09/2010
الجهة المعتدية: لجنة التنظيم التابعة للاحتلال الاسرائيلي.
الجهة المتضررة: ما لا يقل عن 80 عائلة من البلدة.
تقديم:
منطقة بئر عمار شمال شرق بلدة قراوة بني حسان، لطالما ارتبط اسم المكان بالخضرة ووفرة ينابيع الماء وجمال الطبيعية، فالمنطقة تلك تعتبر منذ فترة طويلة مصدر رزق للعديد من العائلات في بلدة قراوة بني حسان، حيث كانت المنطقة قديماً تزرع بكافة أشكال الحبوب والخضار نتيجة لوفرة ينابيع الماء التي ساعدت على ازدهار الزراعة في المكان.
تفاصيل الانتهاك:
في شهر أيار من عام 2009م بدأ عدد كبير من مزارعي القرية باستصلاح أراضيهم الزراعية في منطقة واد أبو عمار في خطوة لحماية أراضيهم من اطماع الاحتلال الاسرائيلي، حيث استمرت الآليات تعمل حتى شهر آب من عام 2010 حيث تفاجئ مزارعي القرية بقدوم قوة من جيش الاحتلال إلى موقع الاستصلاح وحاول جنود الاحتلال طرد المزارعين والآليات الثقيلة المستخدمة في عملية الاستصلاح من المنطقة تحت أسباب يدعي الاحتلال أنها أمنية، لكن أهالي البلدة رفضوا إجراءات جنود الاحتلال وواصلوا خلال الأيام التي تلت الحادثة أعمال الاستصلاح دون استخدام الآليات الثقيلة وبواسطة استعمال أيديهم من خلال إقامة جدران استنادية وزراعة الأرض.
ورغم ذلك لم يسلم مزارعي البلدة من غطرسة الاحتلال وطمعه، ففي 16 أيلول 2010 أثناء توجه عدد من المزارعين كالعادة إلى أراضيهم الزراعية تفاجئوا بوجود أوراق وخرائط منثورة بين الحجارة في أراضيهم الزراعية، وهذه الأوراق عبارة عن إخطارات إخلاء صادرة من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي تلزم المزارعين بإخلاء الأرض بوصفها تقع ضمن أراضي المحميات الطبيعية بحسب ادعاءات الاحتلال وتلزم المزارعين على إخلاء الأرض وإعادتها على طبيعتها خلال 48 ساعة.
صورة 1: أمر بإخلاء الأرض – قراوة بني حسان
تجدر الإشارة هنا، أن إخطارات الإخلاء هذه والتي وضعها جنود الاحتلال كانت تحمل تاريخ صدور قديم و هو الخامس من شهر آب 2010، حيث أن هذا التاريخ مضى عليه ما يزيد عن شهر، و يبدوا أن الاحتلال الاسرائيلي قصد من وراء من ذلك خلق حقائق على الأرض من خلال عدم منح الفلسطينيين أي فترة اعتراض على إخطارات الإخلاء، كما هو متفق عليه بموجب الأعراف و القوانين الرسمية.
يشار إلى أن مزارعي البلدة تقدموا باعتراض على قرارات الإخلاء من خلال مكتب الارتباط والتنسيق الفلسطيني إلى سلطات الاحتلال، إلا أن رد الاحتلال كان بأن المنطقة مخطرة بالمصادرة منذ تاريخ 13 آب من عام 1982م، حيث أن هذا ما رفضه مزارعي البلدة الذين أكدوا بدورهم أنهم يزرعون الأرض باستمرار دون أي اعتراض فلماذا هذا التوقيت بالذات لمصادرة الأرض، علماً بأنه خلال الأيام القليلة الماضية شهدت محاولة لعدد من مستوطني ياكير السيطرة على المنطقة من خلال وضع عدد من الكرفانات والبيوت المتنقلة في المنطقة ووضع سياج حديدي حول بئر عمار للاستيلاء عليه، إلا أن يقظة الأهالي في بلدة قراوة بني حسان حالت دون ذلك، ليأتي جيش الاحتلال بعد ذلك بقرارات المصادرة والإخلاء ليضع بموجبه يده على المنطقة وعلى البئر لصالح المستوطنين، كيف لا وجيش الاحتلال يعتبر الوجه الآخر للمستوطنين وممارساتهم العنصرية.
لمحة موجزة عن بلدة قراوة بني حسان:
تقع قرية قراوة بني حسان على تلة مرتفعة، وتبعد عن مدينة سلفيت 13 كم مربع تقريباً من جهة الغرب، ويعود تاريخ القرية إلى ألفي سنة والدليل على ذلك وجود المقامات التاريخية والدينية العريقة فيها، حيث يقال أن إسم القرية مأخوذ من (القرى) وتعني في اللغة العربية (إكرام الضيف ) والكرم عامة، وهي بذلك تعني الكرم والجود.
تحيط بالقرية التجمعات السكانية الآتية : بديا من الغرب، وسرطة من الجنوب، ودير استيا وحارس من الشرق . يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 3840 نسمة وفق التعداد السكاني لدائرة الإحصاء الفلسطينية لعام 2008م) ، فيما يقدر عدد سكان البلدة القاطنين في الخارج حوالي (1000) نسمة. أما العائلات في البلدة فهي ثلاث عائلات: عاصي، ريان، مرعي.
يعتمد سكان البلدة في معيشتهم على الزراعة، فمن أهم المحاصيل الزراعية القمح والزيتون كما يعتمد سكان البلدة على العمل والتجارة وخاصة صناعة وتركيب الشايش بأنواعه المختلفة. أما الينابيع فيوجد في البلده ثلاثة ينابيع هي : بر أبي عمار، والماجور، والمهد ويوجد في البلدة مواقع تاريخية تعود لعصور مختلفة وأهم هذه المواقع دار الضرب، والفرديس وقصور رومانية .
أما المقامات الدينية فهي الشيخ علي، وعمرو بن العاص، وعمر بن الخطاب. يشار إلى انه منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967م كانت بلدة قراوة بني حسان كغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية محط أطماع الاحتلال، فبلدة قراوة يوجد على أراضيها أربع مستعمرات و هي: (معاليه إسرائيل، كريات نتافيم، رفافا، ياكير) حيث تساهم تلك المستعمرات في مصادرة الأراضي الزراعية و تدمير البنية التحتية في المنطقة لصالح اطماع لمستعمرين التي لا نهاية لها .