الانتهاك: منع المزارعين من قرية دير الحطب من استغلال أراضيهم الزراعية.
التاريخ: 10 حزيران 2010م.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة ‘ألون موريه’ بالتنسيق والتواطؤ مع جيش الاحتلال.
الجهة المتضررة: عدد كبير من المزارعين في قرية دير الحطب.
الموقع: الأراضي الزراعية المحاذية لمستعمرة ‘ألون موريه’ شرق القرية، أراضي قرية دير الحطب التي تقع إلى الشرق من مدينة نابلس على بعد 5.5 كم، وتبلغ مساحة أراضيها الإجمالية حوالي 10,875 دونماً منها 318 دونماً عبارة عن مسطح البناء، تحيط بها أراضي قرى طلوزة، عزموط، سالم، وبيت دجن. ويقدر عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2007 بحوالي 2,213 نسمة، وصادرت المستوطنات من أراضيها نحو 389 دونماً، ويحيط بالقرية مجموعة من الخرب والمواقع الأثرية.[1]
تفاصيل الانتهاك:
صعد مستعمرو مستعمرة ‘ألون موريه’ الواقعة على أراض قرية دير الحطب شرق محافظة نابلس منذ بداية شهر حزيران 2010 اعتداءاتهم المتكررة بحق المزارعين في قرية دير الحطب وقرية سالم المجاورة وذلك من خلال منع العديد من أصحاب الأراضي الزراعية في القريتين من استغلال أراضيهم الزراعية الواقعة إلى الجنوب الغربي من المستعمرة المذكورة (4كم جنوبا) والتي تقدر مساحتها بنحو 230 دونماً والواقعة ضمن حوض رقم (1،4،7) المعروفة بمنطقة السهل ومنطقة خلة الربع وخلة الزيتون، حيث اجبر المستعمرون أصحاب الأراضي الزراعية تحت تهديد السلاح وبحماية من جنود الاحتلال على ترك أراضيهم الزراعية.
صورة 1+2: مستعمرة ألون موريه تتوسط أراضي قرية دير الحطب الفلسطينية
يذكر أن مسلسل اعتداءات المستعمرين من مستعمرة ‘ألون موريه’ بحق المزارعين وأهالي القرية والقرى المجاورة (سالم ، دير الحطب وعزموط) لا يعتبر المرة الأولى، فمنذ إقامة مستعمرة ‘ألون موريه’ على قسم من الأراضي المملوكة لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية والمستأجرة بالأصل من قبل عدد من المزارعين في قرية دير الحطب بهدف فلاحتها، وأهالي القرية يعيشون حالة من الصراع اليومي بسبب اعتداءات المستعمرين المتكررة عليهم والتي أخذت طابع الاعتداء شبه اليومي مستخدمين في ذلك كافة الطرق والوسائل من قتل وحرق وتخريب وسرقة للممتلكات بالتواطؤ مع جنود الاحتلال الذين بدورهم يؤّمنون الحماية والحراسة لهؤلاء المستعمرين، حيث أن شهية وأطماع المستعمرين لم تقف عند حد ابتلاع معظم أراضي قرية دير الحطب بل امتدت أطماعهم لتصادر مئات الدونمات في المناطق والقرى المجاورة، فعلى الرغم من وجود العشرات من الأراضي الزراعية من قرية دير الحطب تقع خارج السياج المحيط بالمستعمرة المذكورة، إلا أن هذا لم يجعلها بعيداً عن أطماع المستعمرين الذين يواصلون على مدار الوقت التحرش بأصحاب الأراضي وأحيانا الاعتداء عليهم بغية ترحليهم من المنطقة بأي وسيلة من الوسائل، فبالنسبة إلى الاعتداء الأخير من قبل المستعمرين والذي حدث قبل عدة أيام على أراض تبعد مسافة 1.5 كم من القرية ومسافة 4 كم عن مستعمرة ‘ألون موريه’ والتي يتمكن أصحابها من كل عام من الوصول إليها دون الحصول على تصريح مسبق من قبل الاحتلال، ورغم ذلك أقدم المستعمرون على الاعتداء على أصحاب الأراضي بغية طردهم من المنطقة للسيطرة عليها مستقبلاً.
يشار إلى أن أهالي قرية دير الحطب تشكل الزراعة المصدر الأساسي للدخل لديهم، حيث تمتاز أراضي القرية بطبيعتها الخصبة مما أهّلها لزراعة الكثير من النباتات الحقلية الموسمية لدرجة أن قرية دير الحطب كانت توصف سابقاً بالسلة الغذائية لمدينة نابلس بسبب طبيعة الأراضي الزراعية الخصبة والمساحات الزراعية الواسعة التي تحيط بالقرية.
مستوطنة ‘ ألون موريه ‘:
تعتبر مستوطنة ألون موريه الواقعة على التلال الشمالية الشرقية من قرى وبلدات سالم، دير الحطب، عزموط، محط أرق وقلق للكثير من المزارعين في القرى المذكورة، فمنذ عام 1979م تحديداً منذ تاريخ نشأة المستوطنة وأهالي تلك القرى يمرون بصراع يومي مع الاحتلال ابتداءً من مطاردة رعاة الماشية في أراضيهم إلى احتجاز رؤوس الماشية، ثم إلى منع المزارعين من الاستفادة من أراضيهم الزراعية في المنطقة، بالإضافة إلى عملية قطع الكهرباء بطريقة متقطعة عن أهالي قرية دير الحطب، وذلك من خلال إتلاف شبكات الكهرباء والتي تمد القرية بالكهرباء، مما أثر ذلك بشكل مباشر على الحياة في القرية بشكل كبير، والانتهاء بمصادرة نحو 389 دونماً من أراضي دير الحطب، ومقام أيضاً جزء منها على أراضي قرية عزموط، ويبلغ عدد المستعمرين في مستوطنة ألون موريه 1097 مستعمراً، وهي مقامة بمسطح بناء 1,214 دونماً.[2]
وأفاد السيد عبد الكريم حسن رئيس مجلس قروي دير الحطب حول عملية منع تواصل المزارعين مع أرضهم الزراعية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ مع بداية فصل الربيع من كل عام تقوم طائرات الاحتلال الإسرائيلي برش الأراضي الزراعية المحيطة بمستعمرة ‘ألون موريه’ والتي مُنعنا من الوصول إليها بمادة غريبة لا نعرفها، حيث شاهدنا الطائرات تقوم بذلك أكثر من مرة، وعند مراجعتنا لمكاتب الارتباط لنعرف سبب ذلك يقوم الاحتلال بإخبارنا أن الهدف من وراء عملية الرش هو القضاء على ما يعرف بأنفلونزا الخنازير، وعندما يحين موعد جني ثمار الزيتون يرفض الاحتلال السماح لنا بالوصول إلى أراضينا المعزولة، حيث فقط يسمح لثلاثة مواطنين من القرية بالدخول في البداية كجولة استطلاعية تحت مراقبة جيش الاحتلال بهدف استطلاع أوضاع الأشجار من حيث كمية الثمار التي عليها، ونفاجئ حينها بتجفيف جميع ثمار الزيتون وهي في المراحل الأولى من العمر من خلال رشها بمادة غريبة لا نعرف ما طبيعتها، و لا شك بأن الاحتلال هو سبب ذلك من خلال حملة الرش التي تقوم بها الطائرات، وهذا بدوره يعطي مبرر للاحتلال بعدم السماح لنا بالوصول إلى أراضينا بحجة انه لا يوجد أي ثمار على أشجار الزيتون لهذا العام، حيث أن هذا ينطوي على لعبة خبيثة يرسمها الاحتلال لمنعنا من التواصل مع أراضينا الزراعية، وبالتالي ضمها للمستعمرات المجاورة، فهناك قطع أراضي لم يتمكن أصحابها من الوصول إليها منذ عام 1984م دون أي مبرر على الإطلاق. ‘
كما أفاد الحاج سليمان سعد إسماعيل عبد الجبار(62عاما) لباحث مركز أبحاث الأراضي ويصف مرارة ما يعانيه قائلاً ‘امتلك قطعة ارض تقدر مساحتها 180 دونماً في منطقة رأس حازم حيث تقع الآن داخل السياج الفاصل حول مستعمرة ‘ألون موريه’ ولم أتمكن منذ عام 1985م من الوصول إلى ارضي الزراعية، حيث صودرت مني بغير حق رغم أنني امتلك أوراق الطابو التي تؤكد ملكيتي للأرض التي ورثتها أباً عن جد وكانت تعتبر مصدر دخل لي ولأولادي وإخوتي وعائلاتهم، وأن معظم الأشجار زرعناها بأيدينا، وفي عام 1964م حفرنا بئر لجمع المياه لري أراضينا، أما الآن فنحن محرمون من مجرد الوصول إليها، ورغم ذلك فان حنيني للأرض يدفعني إلى اختلاس موعد العطل الرسمية عند الاحتلال لأتسلل إلى منطقة مطلة لأرى ارضي المصادرة، التي مجرد رؤيتي لها لا استطيع أن أتمالك نفسي عن البكاء، لقد غير الاحتلال معالم ارضي حتى البئر حولوه إلى مسبح لهم وقاموا بتقطيع الكثير من أشجاري وزراعة مكانها أشجار حرجية، ففي أي قانون في العالم يعطي الاحتلال الشرعية باستملاك ارض الغير، لقد تقدمنا بعدد من الشكاوي إلى منظمات كثيرة تعنى بحقوق الإنسان ولكن بدون فائدة، أن أمنيتي الوحيدة هي الوصول إلى ارضي ولو كان آخر يوم في حياتي. ‘
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي.