الانتهاك: تحويل منطقة فلسطينية إلى منطقة عسكرية إسرائيلية مغلقة.
التاريخ: 29 نيسان 2010م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي تجمع بدو عين الحلوة في منطقة واد المالح .
الموقع: عين حلوة الواقعة في منطقة واد المالح (20كم شرق مدينة طوباس) في الأغوار الشمالية، تتميز بالمناخ الدافىء ووفرة المياه فيها مما جعلها من المناطق الزراعية والرعوية المرغوبة عند كثير من المزارعين في محافظة طوباس، وينحدر أهالي عين حلوة من عائلات مدينة طوباس وطمون، مثل عائلة بشارات و ضبابات وضراغمة.
تفاصيل الانتهاك:
في صباح يوم الخميس 29 نيسان 2010 سلم جيش الاحتلال أهالي التجمع البدوي في عين حلوة إخطاراً عسكرياً يتضمن تحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة، يحذر على الفلسطينيين وحتى السكان البدو القاطنين في المنطقة التجول فيها أو حتى الاستفادة من أراضيها، حيث تأتي هذه الخطوة كرد انتقامي على إخلاء المستوطنين من الخيمة التي وضعوها بالقرب من بيوت التجمع البدو الموجود في عين الحلوة قبل خمسة أيام، مما يعني ذلك إغلاق ومصادرة 3000 دونماً من أراض الأغوار في منطقة عين حلوة وتشريد السكان البدو منها، على الرغم من أنهم يمتلكون وثائق رسمية تثبت ملكيتهم للأراضي الزراعية في المنطقة قبل وجود الاحتلال.
إخطار 1-3 : أمر المصادرة العسكري مع الخارطة
الاحتلال حوّل 70% من أراضي وادي المالح إلى مناطق عسكرية مغلقة:
كان لمثل هذه القرارات العسكرية بالغ الأثر السلبي على سكان المنطقة الذي بدا عددهم بالانحصار والنقصان نتيجة ممارسات جنود الاحتلال والمستوطنين في المنطقة، ففي السابق حوّل جيش الاحتلال 70% من أراضي واد المالح إلى مناطق تدريبات عسكرية بالإضافة إلى مناطق مزروعة بالألغام الأرضية التي باتت تنتشر بين ثنايا بيوت ومزارع البدو البسيطة والمصنوعة بالأصل من الصفيح والخشب محولة المنطقة إلى وضع أشبه بالثكنة عسكرية، فخلال السنوات الخمس الماضية تم تسجيل عدد كبير من الإصابات في المنطقة بين جريح وقتيل بفعل الرصاص العشوائي الذي ينطلق من مناطق التدريبات العسكرية، حيث لا يفرق هذا الرصاص العشوائي بين إنسان أو جماد، كذلك الألغام الأرضية التي تسببت قبل عامين بمقتل طفل من عين الحلوة بفعل انفجار لغم ارضي به أثناء مساعدة والده في رعي الأغنام تشكل بدورها معضلة كبيرة وهمٍ يومي للسكان البدو في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك تشكل المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال والبالغ عددها في منطقة واد المالح سبعة وهي ( مستوطنة شدموت مخولا، مستوطنة روتم، مستوطنة مسكيوت، معسكر ناحال، معسكر سمرا، معسكر بيلس) حيث تحيط بأراضي واد المالح الذي يحتوي على خمس خرب و جمعات بدوية تقطن بها وهي : (خربة الفارسية، عين حلوه، حمامات المالح، خربة سمرا وخربة الحمه) حيث أن هذه المستوطنات ومعسكرات الجيش تساهم بشكل كبير في مصادرة والتهام ما تبقى من أراض زراعية لصالح أعمال التمدد والتوسع لتلك المعسكرات والمستوطنات المقامة في حين يحرم المواطن الفلسطيني من ابسط حقوقه التي كفلها القانون والأعراف الدولية له فحتى بيته المكون من الصفيح بات مهدد بالهدم في حال إضافة قطعة خيش جديدة عليه، لأجل هذا باتت معظم المنشآت الزراعية والسكنية في واد المالح مهددة بالهدم والتشريد والبالغ عددهم 460 عائلة (2700 فرداً) منهم 43 عائلة في عين حلوة لوحدها.
يذكر أن هنالك ثمة خطورة مضاعفة تتضمنها العملية الاستيطانية في منطقة واد المالح وتكمن هذه الخطورة في أن النشاط الاستيطاني يتعدى كونه عملية بناء وتوسيع حدود للمستوطنات، بل يصل إلى عملية نهب للثروة الوطنية في الأغوار، يطلقون عليها ‘الاستيطان الاقتصادي’ الذي يدر على المجالس الاستيطانية أموالاً ضخمة توظفها في بناء المزيد من المنازل، ويُترك الفلسطينيون محرومون من أبسط مقومات الحياة[1].
عربدة المستعمرون مستعمرة في عين حلوة ووادي المالح:
صعد مستوطنو مستوطنة ‘مسكيوت’ الواقعة في الأغوار الشمالية خلال الأسبوع الأخير من شهر نيسان 2010 اعتداءاتهم على المواطنين والأراضي الزراعية في منطقة عين حلوة الواقعة في واد المالح شرق محافظة طوباس (21كم)، حيث تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع مواصلة الحكومة الإسرائيلية طرح عطاء لبناء آلاف الوحدات السكنية في القدس ومحيطها، بينما يتكفل المستوطنون في منطقة غور الأردن بتوسيع وتسمين المستوطنات، كما هو الحال في مستوطنة ‘مسكيوت’ حيث قام هؤلاء المستعمرون بنقل بيوت جاهزة لاستيعاب عدد من آخر من المستعمرين فيما تواصل فرق إنشائية العمل على تطوير البنية التحتية التي تخدم هذه المستوطنة كغيرها من المستوطنات المقامة في الأغوار الفلسطينية.
يذكر أن مستوطني مستوطنة مسكيوت أقدموا في 25 من شهر نيسان على نصب خيمة في منطقة عين الحلوة بجانب التجمع البدوي الذي يقطن تلك المنطقة والذي يبلغ عددهم 43 عائلة بدوية (370 فرداً)، حيث تشرف المنطقة مباشرة على جبال الأردن ومن هنا كانت المنطقة وما تزال محط أطماع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م وحتى تاريخ اليوم، فدولة الاحتلال تضع هؤلاء المستوطنين كرأس حربة يفرضون أجندتهم الاستيطانية في منطقة الغور دون إعلان رسمي كما حدث في ‘مسكيوت’.
يشار إلى أن السكان البدو في منطقة عين الحلوة بدأوا يترقبون خطوات المستوطنين في المنطقة حيث تعتبر هذه الخطوة مقدمة للسيطرة على منطقة عين حلوة بكاملها بهدف زرع بؤرة استيطانية تتبع مستوطنة ‘مسكيوت’ التي لا تبعد هنا سوى مسافة 100متر، علما بان الخيمة التي وضعها المستوطنون لا تبعد سوى مسافة 3 أمتار عن خيمة إحدى العائلات القاطنة في المنطقة، وفي الأول من أيار قام الجيش الإسرائيلي بهدم خيمة المستوطنين، وخيمة أخرى للبدو الفلسطينيون كانوا وضعوها كخيمة اعتصام احتجاجاً على اعتداءات وعربدة المستعمرين ضدهم..
تجدر الإشارة إلى أن المستوطنون حاولوا على مدار خمسة أيام متتابعة من الأسبوع الأخير من شهر نيسان 2010 والتي رافقت وضع الخيمة طرد العائلات البدوية من المنطقة من خلال إطلاق أعيرة نارية في الهواء وإطلاق الكلاب البوليسية لتهاجم بيوت المواطنين في تجمع البدو في عين الحلوة كذلك التعمد التحرش برعاة الأغنام ومنعهم من الخروج من التجمع إلى السفوح الجبلية المجاورة، في حين لا يدخر جنود الاحتلال أي محاولة للضغط على السكان البدو القاطنين في المنطقة لدفعهم للرحيل عنها بحجة أن وجودهم في المنطقة يخل بأمن مستوطنة مسكيوت على الرغم أن البدو القاطنين في المنطقة يقيمون فيها منذ أكثر من 70 عاما أي قبل الاحتلال الإسرائيلي بسنوات عديدة كذلك فان السكان البدو يمتلكون أوراق طابو رسمية تثبت ملكيتهم للأرض الزراعية، ورغم ذلك حاول جيش الاحتلال مساعدة المستوطنين في إخلاء التجمع البدو من المنطقة إلا أن صمود السكان في التجمع البدوي بمؤزرة التجمعات البدوية المجاورة حالة دون ذلك.
[1] المصدر: عارف ضراغمة رئيس مجلس مشاريع واد المالح.