الانتهاك: مصادرة 50 دونماً من أراضي قرية كردلة.
الموقع: أراضي قرية كردلة.
التاريخ: بداية شهر آذار 2010
الجهة المعتدية: ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: عدد من مزارعي قرية كردلة في الأغوار الشمالية:
تفاصيل الانتهاك:
أصدرت ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي قراراً موقعاً بيد ما يسمى الحاكم العسكري في الضفة الغربية- موشيه لفنسكي- يتضمن بتحويل 50 دونماً من أراضي قرية كردلة شمال الأغوار الشمالية حوض 105 قطعة 1و2 الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية إلى أراض خاضعة للمخططات الهندسية العسكرية والتي بدورها سوف تخضع لتصرف و إدارة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن الأراضي التي تم استهدافها تعود ملكيتها إلى عدد من مزارعي قرية كردلة حيث يستغلونها بزراعة الحبوب والزراعات الحقلية وتعتبر مصدر غذائي لهم ولعائلاتهم حيث تقع هذه الأراضي على مخزون مائي ضخم تم مصادرته من قبل الاحتلال وقاموا بإنشاء خزان مائي ضخم خاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته يؤكد السيد غسان فقها رئيس مجلس قروي كردله لباحث مركز أبحاث الأراضي (( أن عملية مصادرة الأراضي الأخيرة سيكون لها بالغ الأثر السلبي على قطاع الزراعة في القرية خصوصاً إذا علمنا بأن الأرض المصادرة تقع بين عشرات الدونمات الزراعية وإذا تم مصادرة قسم منها من قبل الاحتلال فإن هذا يعني ضمنياً بأن باقي الأراضي المحيطة مهدد بالمصادرة في أي لحظة وهذا بدوره يعرض حياة أبناء القرية للخطر في القرية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية إلى الخطر فالزراعة هي المصدر الأساسي ويكاد أن يكون الوحيد لسكان القرية)).
قرية كردلة …. قصة مأساة يجسدها الاحتلال:
تقع قرية كردلة إلى الشمال الشرقي من مدينة طوباس تحديداً على بعد 23كم عنها وعلى مسافة 19 كم من مدينة بيسان المحتلة عام 1948م ، فهي في منطقة الأغوار الشمالية المطلة على جبال الأردن، حيث يربطها بمدينة طوباس طريق التفافي استعماري يدعى طريق رقم 90 الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها.
صورة 1: منظر عام لقرية كردلة
يشار إلى أن قرية كردلة عاشت وما تزال تعيش في كل يوم أجواء النكبة الفلسطينية، فالاحتلال لا يعترف أصلاً بوجودها حيث أن القرية تفتقر إلى المخطط الهيكلي، ووفق اتفاق أوسلو عام 1993م تعتبر القرية ضمن المنطقة المصنفة C من الاتفاق، أي يعني ضمنياً بأن أي منشأة سكنية كانت أو زراعية سوف تبنى في القرية فهي مهددة بالهدم في أي لحظة كانت لان الاحتلال يتعامل مع المناطق المصنفة C وكأنها له، حيث بلغ مجموع الإخطارات بالهدم في قرية كردلة والتي وزعها جيش الاحتلال الإسرائيلي 10 إخطارات من أصل 18 منشأة سكنية موجودة في قرية كردلة أي أن 50% من منشآت القرية مخطرة بالهدم، حتى بطاقات الهوية الشخصية التي يحملها المواطنون من سكان تلك القرية يرفض الاحتلال تسجيل عنوان السكن عليها كردلة بل يستعيض عن ذلك بكتابة العنوان قرية عين بيضا بدل من قرية كردلة.
إضافة إلى ما تقدم فإن قرية كردله تفتقد إلى الحد الأدنى من الخدمات فهي بدون مدرسة أو مجلس قروي أو حتى مسجد للعبادة حيث يعتمد السكان على قرية عين البيضا المجاورة للحصول على خدمات التعليم أو العبادة فسكان القرية يعيشون حياة بسيطة يعتمدون فيها على الزراعة وتربية الأغنام فهي مصدر دخلهم الأساسي ولا يتقنون حرفة غير ذلك، ورغم ذلك لا يتركهم الاحتلال وشأنهم بل يتعمد بشكل دوري على مداهمة القرية والتنكيل بسكانها وتخريب ممتلكاتهم البسيطة بدون أي ذنب فعلوه سوى وجودهم وثباتهم على أرضهم المهددة بالمصادرة.
يعقب رئيس المجلس القروي غسان فقها: ‘ قرية كردلة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م وهي هدف للاحتلال والذي يهدف إلى تفريغ سكانها بطريقة أو بأخرى وحتى إبادتها عن الوجود مثلها مثل الكثير من القرى والتجمعات البدوية في منطقة الأغوار الفلسطينية، فما يسمى الحاكم العسكري لمنطقة الأغوار في حكومة الاحتلال زار المنطقة أكثر من مرة وأبلغ سكان القرية بأنهم في نهاية المطاف سوف يتم ترحيلهم عن المنطقة بالقوة إن اقتضى الأمر ذلك، ولكن رغم ذلك سكان القرية باقون على الأرض فهم يعتبرون أنفسهم خط الدفاع عن باقي التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية رمز صمود أهل الأغوار في وجه المخططات الإسرائيلية’.
رغم المعاناة … ارض كردلة ستبقى خضراء:
من الجدير بالذكر أن الزائر إلى قرية كردلة يفاجئ بحجم الزراعة في القرية فالقرية تعج بالخضرة والزراعات المحمية والبعلية علاوة على المراعي المنتشرة هنا وهناك ورغم ذلك فالاحتلال يسعى إلى تدمير قطاع الزراعة فيها حيث اتخذ عدة طرق لتحقيق ذلك من بينها أن القرية منذ عام 1977م حتى تاريخ اليوم تحصل على المياه بواسطة ضخها إلى القرية عبر شركة ميكروت الإسرائيلية بواقع 5 كوب / ساعة وهذه الكمية لا تلبي الحد الأدنى لسكان القرية حيث حاول سكان القرية الحصول على المزيد من الماء و لكن في كل مرة يصدمون برفض الاحتلال تزويدهم بالماء بحجة أن قريتهم تجمع غير معترف به من قبل الاحتلال، علماً بأن الاحتلال أقام على أراضي القرية عدد لا يستهان به من خزانات المياه لسرقة المياه الجوفية في باطن الأرض في قرية كردلة، أما أهالي قرية كردلة فيتدبرون أمرهم من خلال شراء الماء عبر تنكات مخصصة بذلك من القرى المجاورة مثل عين البيضا وقرية بردلة وهو مكلف بالنسبة إليهم ولكن لا يوجد بديل لتعزيز ثباتهم على الأرض.
صورة 2: بئر ماء إسرائيلي يقع في منتصف قرية كردلة بهدف سحب مياه القرية إلى المستعمرات الإسرائيلية |
صورة 3: أراضي كردلة الزراعية |
بالإضافة إلى ما تقدم تعتبر مشكلة المبيدات الزراعية من المشكلات المستعصية في قرية بردله و القرى المحيطة فالاحتلال الإسرائيلي يمنع سكان الأغوار الفلسطينية من إدخال عدد كبير من أنواع المبيدات بحسب ما ذكر رئيس المجلس القروي قي قرية كردلة غسان فقها وذلك بحجة أن استخدامها غير مسموح لأسباب أمنية حسب ادعاء الاحتلال، مما أثر على قطاع الزراعة بشكل ملحوظ.
وتعتبر مشكلة تسويق المنتجات الزراعية في القرية من المشاكل الرئيسية التي تواجه المزارعين في القرية فمعظم المنتجات الزراعية يتم تسويقها إلى داخل الضفة الغربية ومكلفة بالنسبة للمزارعين بسبب موقع القرية البعيد عن المدن والقرى الفلسطينية والمحاذي لجبال الأردن، في حال أراد المزارعون تسويق منتجاتهم داخل الخط الأخضر عبر معبر بيسان الذي يبعد عن القرية 5كم شمالاً فإن سياسة الاحتلال تحول دون ذلك فالمعبر يفتح أبوابه بغرض التصدير الزراعي من الساعة 12 ظهراً حتى 3 مساء باستثناء يومي الجمعة والسبت علماً بأن عملية التصدير الزراعي مكلفة للمزارع علاوة على عملية التفتيش الدقيقة التي تخضع عليها المنتجات الزراعية على الحاجز مما يؤدي إلى إتلاف عدد كبير منها على الحاجز من شدة حر الشمس أحيانا كثيرة.
كردلة … في نظر الاحتلال مناطق عسكرية مغلقة:
تعتبر معاناة المزارعين في الأغوار الفلسطينية جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية وإن تنوعت وتبدلت من مكان إلى آخر داخل الأرض المحتلة، فقرية كردلة التي تقع إلى الشرق من مدينة طوباس على سبيل المثال لا للحصر، والتي تبعد عنها حوالي 23كم، حيث أذاق الاحتلال وما زال يذيقها العذابات نتيجة الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القرية والتي يقطنها 400 نسمة هي المتبقية بالقرية بعد تهجير سكانها بفعل ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي .
صورة 4+5: أراضي كردلة يستخدمها الاحتلال لتدريباته العسكرية
تعد معظم أراضي قرية كردلة من المناطق العسكرية المغلقة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي حيث تستخدم أراضيها إلى ساحات للرماية وتستخدم بها مختلف أشكال التدريبات العسكرية وذلك لطبيعة المنطقة الجبلية والشجرية حيث تحاكي جبال الأردن، ونتيجة تلك التدريبات كان لها المزيد من معاناة سكان القرية سواء من خلال التدريبات العسكرية المباشرة أو من المخلفات التي تتركها قوات الاحتلال خلفها كالألغام الأرضية، هذا بالإضافة إلى ما تقوم به قوات الاحتلال من محاصرة القرية من منعها من أدنى الخدمات الحياتية التي تفتقد لها باعتبار أن غالبية أراضي المنطقة عسكرية مغلقة يمنع دخول المواطنين إلى القرية أو الخروج منها، فالزائر إلى تلك المنطقة يلحظ وجود التلال الترابية المنتشرة على ظهر الجبال والتي هي بالأصل عبارة عن ثكنات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدمها في تدريباته العسكرية بدون النظر عن الآثار السلبية التي سوف تحل على السكان العزل القاطنين في تلك المنطقة.
يذكر انه يوجد في قرية كردلة عائلتين هما عائلة فقها وعائلة عرايشة التي يعود أصول سكانها إلى جمهورية مصر العربية، وتبلغ المساحة الإجمالية لقرية كردلة 1500 دونم. [1]
[1] المعلومات الواردة في التقرير من المجلس القروي خلال البحث الميداني المباشر في المنطقة.