لا تزال بلدة بيت أمر وخربة صافا شمال الخليل هدفاً لاعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال، ضد المواطنين وأراضيهم الزراعية، وباستخدام شتى أنواع الاعتداءات، والتي منها، منع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم، وإطلاق النار تجاههم وإصابة واستشهاد بعضاً منهم، فضلاً عن الاعتقالات التي تطال أبناء البلدة، وإحراق وإتلاف مئات الأشجار والدونمات الزراعية … الخ، إذ أن المستعمرين يتفننون ويبتدعون طرقاً شتى للانتقام من المواطن الفلسطيني وأرضه، ليتسنى للمستعمرات المحيطة بالبلدة أن تتوسع وتتربع على أراضي مالكي الأرض الشرعيين.
من اعتداءات العام 2009 :
بالعودة قليلاً إلى الوراء، ولإلقاء نظرة على جرائم المستعمرين وجنود الاحتلال الذين يشكلون الحامي والدرع الواقي للمستعمرين الذين عاثوا خراباً ودماراً في أراضي بلدة بيت أمر، نورد في هذا التقرير ما تم توثيقه من اعتداءات وجرائم ([1] ):
1- إقامة جدار عازل على مدخل البلدة: في 26/02/2009، أصدرت قيادة المنطقة العسكرية في الخليل قراراً عسكرياً بالاستيلاء على أراضي زراعية في مدخل بلدة بيت أمر بطول 295م بغرض إقامة جدار شائك يعزل السكان عن الشارع الرئيسي (طريق القدس – الخليل) بحجة دواعي أمنية.
2- إصابة فتى بجروح خطيرة والاعتداء على آخر: في 04/03/2009 قامت قوات الاحتلال بارتكاب جريمة بحق الفتى ‘مهدي سعيد أبو عيّاش’ حيث أطلق جندي إسرائيلي النار على رأسه وأصابه بجروح خطيرة جداً أدت إلى موته دماغياً (استشهد لاحقاً في 12/10/2009) كما قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على الفتى ‘منتصر إبراهيم عيسى ابريغيث’ (16 عاماً) بوحشية قبل أن تقوم باعتقاله.
3- الاعتداء على الفتى يوسف سامي صبارنة: في 10/03/ 2009: قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على الفتى ‘يوسف سامي صبارنة’ (15 عاماً) بوحشية وقام جندي إسرائيلي بضربه بكعب بندقيته على رأسه ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة.
4- هجوم مستعمري مستعمرة ‘بيت عين’ وجنود الاحتلال على البلدة: حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الأربعاء 08/04/2009 قام مستعمرو مستعمرة ‘بيت عين’ المقامة على أراضي شمال غرب البلدة يرافقهم قوة من جيش الاحتلال بتنفيذ هجوم واسع على البلدة، واعتدوا على السكان في منطقة صافا الواقعة شمال البلدة والتي يقطنها حوالي 1200 نسمة من سكان البلدة. المستوطنون قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي وحاولوا دخول البيوت المحاذية لأراضي مستوطنة ‘بيت عين’. ما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين برصاص المستعمرين وقوات الاحتلال وبحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
5- قوات الاحتلال تنكل بطلبة ومعلمي مدرسة ذكور بيت أمر الأساسية: في 23/04/2009 أقدمت قوات الاحتلال المتواجدة على النقطة العسكرية الإسرائيلية في مدخل البلدة الشرقي على التنكيل بعشرات الأطفال من طلبة مدرسة ذكور بيت أمر الأساسية وذلك أثناء عودتهم إلى منازلهم من رحلة مدرسية إلى منطقة أريحا ورام الله. وفوجئ الطلبة والمعلمين الذين تواجدوا في الحافلات التي كانت تقل الطلبة بإيقاف هذه الحافلات ومحاصرتها بعدد من الجنود وإشهار السلاح في وجوههم قبل أن يقدم الجنود على احتجاز الطلبة والمعلمين والقيام بصلب الطلبة على الجدران مع تعنيفهم وإرهابهم. واستمر احتجاز الطلبة والمعلمين أكثر من 3 ساعات وحال تدخل فريق مشروع التضامن الفلسطيني المتواجد في بيت أمر وعدد من أهالي الطلبة دون استمرار احتجازهم والتنكيل بهم.
الصور ( 1+2+3+4 ) جنود الاحتلال ينكلون بطلبة بيت امر بعد عودتهم من رحلة مدرسية
6- الاعتداء على المزارعين ومنعهم من دخول أراضيهم: في 28/04/2009 منعت قطعان المستوطنين وتحت حماية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتحت تهديد السلاح مزارعي بلدة بيت أمر من الوصول واستخدام أراضيهم الواقعة بجوار مستوطنة ‘بيت عين’. واعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على المزارع ‘عبد الله عبد الحميد جابر وهادين’ لدى محاولته دخول أرضه ما أدى إلى إصابته بإصابات طفيفة، وقامت بطرد المزارعين بداعي أنها منطقة عسكرية مغلقة.
صورة (5+6 ) جنود الاحتلال يعتدون على المواطنين والمتضامنين الاجانب
7- منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم: في 18/05/2009 منع مستعمرو مستعمرة’ بيت عين ‘ مزارعي البلدة من الوصول إلى أراضيهم المحاذية للمستعمرة والواقعة بالقرب من منطقة عين البيضة شمال بلدة بيت أمر. وأجبر المستعمرون وبقوة السلاح عدداً من النسوة والأطفال على مغادرة أراضيهم وترك ما تم جنيه من محصول ورق العنب الذين كانوا يقطفونه من أراضيهم. وأصيبت النساء بحالة من الذعر والهلع وسارعن إلى الهرب خوفاً على حياتهن وحياة أطفالهن.
8- البدء بإنشاء الجدار العازل على مدخل بلدة بيت أمر: شرعت قوات الاحتلال صباح يوم 18/05/2009 بتنفيذ إنشاء الجدار المعدني العازل على مدخل البلدة على طول طريق القدس – الخليل، والذي يصل طوله بحسب المخطط إلى 295م. وعزل هذا الجدار مدخل البلدة عن الشارع الرئيسي ومنع المشاة من المواطنين وطلبة المدارس من المرور عبر الشارع الرئيسي من وإلى منازلهم خصوصاً السكان القاطنين على الجهة الأخرى من الشارع. وتتذرع قوات الاحتلال بأن الهدف من إنشاء الجدار هو حماية المستوطنين العابرين من الشارع من الحجارة والزجاجات الحارقة التي يلقيها الشبان.
9- اقتلاع أكثر من 200 شجرة مثمرة: في 22/06/2009 ارتكب مستعمرو مستعمرة’ بيت عين’ المقامة على أراضي بلدة بيت أمر جريمة جديدة وذلك عندما أقدم العشرات من المستعمرين على قلع ونشر أكثر من 200 شجرة مثمرة في الأراضي الزراعية الواقعة في وادي أبو الريش المحاذي للمستعمرة، وأضرموا النار في عدد من الأشجار قبل أن ينسحبوا مخلفين دماراً واسعاً في الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها لمزارعين من بيت أمر. وأكد شهود العيان من فريق التضامن الفلسطيني الذين حضروا إلى المنطقة بأن المستعمرين ارتكبوا هذه الجريمة تحت حماية قوات من جيش الاحتلال.
الصور ( 8 +9 ) آثار اقتلاع وقطع أشجار المواطنين
10- إحراق أكثر من 150 دونماً من الأراضي الزراعية: حوالي الساعة السابعة صباحاً من صباح يوم الاثنين 13/07/2009 تسلل قرابة 50 مستعمراً تحت حماية عدد من جنود الاحتلال إلى الأراضي الزراعية الواقعة في وادي أبو الريش المحاذي لمستعمرة ‘ بيت عين ‘المقامة على أراضي بلدة بيت أمر. مصطحبين عبوات ضخمة من مادة الكاز والبنزين بهدف إحراق أكبر عدد ممكن من الأشجار، وقد قام المستعمرون بإحراق مزارع تقع أسفل الوادي وقاموا بسكب مادة الكاز والبنزين على الأشجار بهدف امتداد الحريق. ساعدت حرارة الجو وقوة الرياح إلى امتداد الحريق إلى الجبل المجاور وأتت النيران على حوالي 150 دونماً زراعياً تعود ملكيتها لمزارعين من بلدة بيت أمر ومزارعين من بلدة صوريف. استمر اندلاع النيران حتى الساعة الرابعة بعد الظهر حيث تمكنت طواقم الدفاع المدني التابعة لبلدية الخليل ترافقها طواقم القسم الهندسي في بلدية بيت أمر وعدد من مواطني بلدة بيت أمر من السيطرة على الحريق. أعاقت قوات الاحتلال وصول طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف، وحاول العشرات من المستعمرين الاعتداء على طواقم الدفاع المدني وعلى المواطنين الذين حاولوا إطفاء الحريق، حيث لعبت وعورة الطريق دوراً سلبياً في تمكين وصول طواقم الإسعاف قبل تدخل القسم الهندسي في بلدية بيت أمر.
صورة ( 10+11 ) آثار حرق أراضي المواطنين في وادي ابو الريش
11- منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم: في 03/10/2009 منعت قوات الاحتلال وتحت تهديد السلاح المزارعين في بلدة بيت أمر من الوصول إلى أراضيهم وقطف محصول العنب في منطقة وادي أبو الريش. وكانت قوات الاحتلال قد منعت هؤلاء المزارعين من الوصول إلى تلك الأراضي منذ بداية الموسم الزراعي ما أدى إلى انخفاض وعدم جودة المحصول. وفوجئ المزارعون بتواجد أعداد كبيرة من قوات ما يسمى بحرس الحدود في تلك المنطقة والتي أمرتهم وتحت تهديد السلاح بالعودة إلى منازلهم بحجة كونها منطقة عسكرية مغلقة، هذا وقد حضر عدد من أعضاء فريق التضامن الفلسطيني وعدد من المتضامنين الأجانب في محاولة للسماح للمزارعين الوصول إلى أراضيهم، وقد قامت قوات الاحتلال باحتجاز متضامنة ألمانية ومتضامن بريطاني لساعات طويلة بعد حصول مشادات كلامية بينهما وبين أفراد قوات الاحتلال .
صورة 12+13 : قوات الاحتلال تمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم
12- الاستيلاء على منزل: في 18/11/2009 قامت قوة من جيش الاحتلال بمداهمة منزل المواطن ‘إسماعيل صابر صبارنة’ والواقعة شرق البلدة والمطلة على الشارع الرئيسي (شارع القدس – الخليل) حيث احتجزت سكانه في غرفة واحدة ومنعتهم من مغادرة المنزل وعاثت بالبيت فساداً وتخريباً ونصبت نقطة عسكرية على سطحه.
13- إقامة أبراج الكهرباء على الأراضي الزراعية: قامت الشركة القطرية الإسرائيلية بإقامة أبراج كهربائية فوق الأراضي الزراعية الواقعة شرق البلدة على طول المنطقة المحاذية لشارع (القدس – الخليل) من أراضي البلدة، حيث قامت وتحت حماية قوات الاحتلال بمصادرة وتجريف وتخريب مئات الدونمات الزراعية المزروعة بكروم العنب.
من اعتداءات مطلع العام 2010 :
ورحل العام 2009، مثقلاً باعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال على مواطني وأراضي بلدة بيت أمر، لكن ‘ بيت عين وكرمي تسور وعتصيون وأبراج المراقبة العسكرية والسياج المعدني الذي يحكم الإغلاق على بيت أمر ‘ لم ترحل عن أراضي المواطنين، إذ بات من المؤكد أننا سنعود لتسجيل وتوثيق انتهاكات واعتداءات المستعمرين ضد أهالي البلدة، ولنثبت ما جاء في مقدمة هذا التقرير ان المستعمرين وجنود الاحتلال يبتدعون شتى الأساليب في الانتقام من المواطن وارضه ، ولعل الجديد الذي جاء به الاحتلال مطلع هذا العام 2010، تلك الاوامر العسكرية التي سميت ب ( واجب إخلاء ) ، أي ‘ يتوجب على مالك الأرض الشرعي أن يخلي أرضه ويغادرها ‘ ، مع العلم أن الأراضي المستهدفة بما سمي ب ‘ واجب الإخلاء ‘ لا يقام عليها أي أبنية أو منشآت ، فيتضح ان ما قصد ب’ واجب الإخلاء ‘ هو إخلاء الأرض من أصحابها ومنعهم من الوصول إليها ،و سنأتي على أسماء وطبيعة المنطقة المستهدفة بهذا القرار الجائر في سياق هذا التقرير .
لكن لا بد من ذكر الاعتداءات التالية على أهالي البلدة وأراضيها مطلع العام 2010 :-
1- الاعتداء على متضامنين أجانب: في 09/01/2010 ومع بداية الموسم الزراعي الجديد، توجه عدد من مزارعي البلدة يرافقهم عدد من المتضامنين الأجانب من جنسيات مختلفة إلى مزارعهم في منطقة وادي أبو الريش الواقعة بالقرب من مستوطنة ‘بيت عين’ بهدف حراثة الأرض بعد تساقط الأمطار، وفوجئ المزارعين والمتضامنين بالعشرات من المستعمرين المسلحين بالأسلحة الثقيلة يتدفقون من المستعمرة تحت حراسة العشرات من جنود الاحتلال والآليات العسكرية الثقيلة وقاموا بطرد المزارعين تحت تهديد السلاح، وحصل اشتباك بين المتضامنين من جهة والمستعمرين وقوات الاحتلال من جهة أخرى حيث قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المتضامنين وإجبارهم بقوة السلاح على مغادرة المنطقة، وقد أصيب في الاعتداء عدد من المتضامنين الأجانب بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
2- منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم: في 11/01/2010 منعت قوات الاحتلال وتحت تهديد السلاح مزارعي البلدة من الوصول وحراثة الأراضي الزراعية في منطقة وادي أبو الريش المحاذية لمستعمرة ‘بيت عين’ وفوجئ المزارعون الذين رافقهم عدد من المتضامنين الأجانب بتواجد أعداد كبيرة من قوات ما يسمى بحرس الحدود في تلك المنطقة والتي أمرتهم وتحت تهديد السلاح بالعودة إلى منازلهم بحجة كونها ‘ منطقة عسكرية مغلقة. ويقول أصحاب الأراضي في تلك المنطقة أن منعهم من حراثة أراضيهم يهدد بتلف المحصول الزراعي مصدر دخلهم الوحيد تماماً كما حصل في العام الماضي.
3- في 13/1/2010، قام قوات الاحتلال بتجريف نحو 4 دونمات من أراضي المواطنين المزروعة بالأشجار المثمرة في منطقة صافا غرب البلدة ، وتعود ملكية الأراضي التي جرفت للأشقاء مصطفى وعزات ومحمد عبد المعطي أبو ماريا ، وابن عمهم أنيس موسى أبو ماريا، حيث رافق عملية التجريف تجريف للجدران الاستنادية .
الصور ( 14 -15 ) آثار التخريب في أراضي عائلة أبو ماريا
الأمر العسكري الجديد ‘ واجب الإخلاء’ :-
بعد أن حاول المزارعون مطلع شباط الحالي 2010 زراعة أراضيهم بأشجار الزيتون في منطقة ‘وادي الريش ‘، قام جنود الاحتلال والمستعمرون بالتصدي لهم وإجبارهم على مغادرة أرضهم بحجة أنها ‘ منطقة عسكرية مغلقة ‘ وفي اليوم التالي تسلم المواطنون الأمر المعنون ب’ واجب الإخلاء ‘، وبالنظر إلى هذا القرار فانه يستهدف أراضي المواطنين في الجبل الجنوبي (المقابل لمستعمرة بيت عين) والمزروع بالأشجار الحرجية واللوزيات وبعضا من أراضيه تزرع بالحبوب، وتقدر مساحة المنطقة المستهدفة بهذا القرار بحوالي ( 160 دونم)، تعود لكل من :
محمد احمد إبراهيم عادي .
محمود احمد إبراهيم عادي.
علي احمد إبراهيم عادي.
إبراهيم احمد إبراهيم عادي.
عصام احمد عبد الحميد الصليبي.
الصور (
A+B+C ) أمر الاحتلال الجديد ‘ واجب الإخلاء ‘
[1] ) المصدر : دائرة العلاقات العامة في بلدية بيت أمر