الانتهاك: زراعة أشجار على إحدى التلال الفلسطينية، وتدمير حقل عنب.
الموقع : حي البقعة – الخليل.
تاريخ الانتهاك: في يومي 1/2/2010 و 7/2/2010.
الجهة المعتدية: مستوطنو ‘ كريات أربع’ و’ خارصينا’.
الجهة المتضررة: عائلات: جابر، السلايمة، الزعتري، كامل، البطلوس، التلحمي، جرادات.
تقديم:
يحاول المستعمرون الإسرائيليون في الضفة الغربية باستمرار الاستيلاء على قمم الجبال، وذلك تنفيذاً لدعوة رئيسهم السابق ‘ارئيل شارون’ التي أطلقها عام 1996 (( بالسيطرة على تلال الضفة الغربية قبل فقدانها للفلسطينيين في المفاوضات )). وتنطوي هذه الدعوة الموجهة للمستوطنين على سياسة عنصرية تشجع المستعمرين على السيطرة على مساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية لزرع اكبر عدد من البؤرة الاستعمارية التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في مواقع مختلفة في الضفة الغربية.
حي البقعة:
حي البقعة الى الشرق من مدينة الخليل هو أحد المواقع الذي شهد مؤخراً السيطرة على احدى تلاله، فهذا الحي من المواقع الأكثر تعرضاً لاعتداءات المستعمرين، حيث يتوسطه الشارع الالتفافي رقم 60، وتقع على أراضيه مستوطنتي كريات أربع وخارصينا اللتان يقطن فيهما اشد المستوطنين تطرفا وكرهاً للفلسطينيين الذين يعتدون حيث بشكل شبه يومي على أهالي الحي ويمنعونهم من بناء أي منشأة لهم في الوقت الذي تشهد فيه مستعمرة ‘ خارصينا’ توسعاً مضطردا بإقامة عشرات الوحدات السكنية. ويعتبر هذا الحي السلة الغذائية لمدينة الخليل نظراً لخصوبة أرضه ووفرة مياهه.
صورة 2، حي البقعة، الخليل : أعمال بناء في مستعمرة خارصينا
تفاصيل الانتهاك:
صعّد مستعمرو خارصينا وكريات أربع المقامتان على أراضي مدينة الخليل من هجماتهم ضد المزارعين والأراضي الفلسطينية في حي البقعة تمهيداً للاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين ولتدمير سلة الخليل الغذائية تجسيداً لحلم ارئيل شارون ولحلم ضابط إسرائيلي آخر يعمل فيما يسمى الإدارة المدنية التابعة للاحتلال بأن تصبح منطقة البقعة ‘ صحراء قاحلة ‘.
وحسب شهود عيان من أهالي منطقة البقعة فان مئات المستعمرين حضروا إلى الجبل المقابل لمستعمرتي ‘ خارصينا وكريات اربع ‘ صباح الأول من شباط 2010، مصطحبين آلاف الأشتال الحرجية وقاموا بزراعتها في أراضي المواطنين في الجبل المذكور تحت حماية جنود الاحتلال المرافقين لهم .
صورة 3+4، حي البقعة، الخليل: منظر عام للجبل المهدد بالمصادرة
وفي مقابلة مع الباحث الميداني لمركز أبحاث الأراضي أفاد المواطن ياسر جابر من حي البقعة: ‘ وصل جنود الاحتلال الى المنطقة المعنية قبل مجيء المستوطنين إليها وابلغوا المواطنين أن’ المستوطنين سيأتون لزراعة أشجار في المنطقة وعلى السكان عدم الخروج من بيوتهم لكي لا يعرضوا أنفسهم للخطر وعليهم عدم الاحتجاج ضد ما سيفعله المستوطنون’، فيما هددوا المواطن عطا جابر – احد مالكي الأراضي – بإعادة احتلال منزله في حال تعرض للمستوطنين‘.
وأوضح المواطن ياسر جابر أن المستعمرين احضروا مكبرات صوت معهم، وأقاموا احتفالاً في المنطقة ابتهاجاً بالاستيلاء على الجبل، مضيفاً أن مستعمراً ممن تحدث عبر مكبرات الصوت قال في حديثه:
‘ أن المستعمرين وبمناسبة يوم الشجرة سيقومون بزراعة الأشجار في أراضي كريات اربع الجديدة لضم اكبر قدر ممكن من الأراضي للمستعمرة ‘ .
وأشار جابر إلى أن عدد المستعمرين الذين شاركوا في زراعة الأشجار يقدرون بأكثر من 500 مستعمر معظمهم من الشبان والأطفال، ومن المدارس الدينية في المستعمرات المقامة على أراضي محافظة الخليل.
ضرب واعتقالات:
لدى تدخل المواطنون لمنع المستعمرين من الاستيلاء على أراضيهم وزراعة الاشتال اعتدت قوات الاحتلال عليهم بالضرب وإطلاق الغازات المسيلة للدموع في المكان، مما أدى إصابة العديد منهم بحالات اختناق واعتقال عدد منهم، فيما قامت المجندات بالاعتداء على المواطنات في المكان. بالإضافة الى ذلك، تعرض احد الصحفيين للضرب على أيدي جنود الاحتلال الذين أعلنوا حي البقعة ‘ منطقة عسكرية مغلقة ‘.
صورة 5+6، حي البقعة، الخليل: آثار زراعة الأشجار في أراضي المواطنين
ويضم الجبل المستهدف آلاف الدونمات يملكها مواطنون من عوائل ( جابر، السلايمة، الزعتري، كامل، البطلوس، التلحمي، جرادات )، ومقام عليه حوالي 15 منزلاً ويقع قسم منه ضمن أراضي مدينة الخليل والقسم الآخر ضمن أراضي بلدة سعير. وفي أعقاب هذا الاعتداء اقتلع المواطنون بكل ما زرعه المستعمرون في أراضيهم.
المستعمرون يدمرون حقل عنب لعائلة جابر :
فوجئ المواطن بدران جابر صباح الأحد 7/2/2010 ،بالاعتداء على عشرات أشجار العنب في بستانه المحاذي للشارع الاستعماري 60 والمار بمنطقة البقعة. وأفاد جابر أن المستعمرين قاموا ليلاً باقتحام البستان وقطع عشرات اشجار العنب بالمناشير وتخريب أسلاك المعرشات في بستانه التي تبلغ مساحته نحو أربعة دونمات، مخلفين أضراراً وخسائر تقدر بنحو 70 ألف شيكل، حسب وصفه.
صورة 7+8+9، حي البقعة، الخليل: آثار التخريب وقطع أشجار العنب في أراضي بدران جابر
وقد بدت آثار التدمير واضحة في البستان وكذلك آثار تقطيع الأشجار التي زُرعت قبل نحو 34 عاما . وأوضح جابر أن المستعمرين قاموا بفعلتهم هذه ‘كردة فعل على قيام المواطنين باقتلاع الأشجار التي زرعت في أراضيهم’. وأضاف جابر أن ضابطاً في سلطات الاحتلال كان هدد باقتلاع كافة أشجار العنب في حال اقتلع المواطنون الأشجار التي زرعها المستعمرون.
واستذكر جابر ما فعله المستعمرون مطلع ثمانينات القرن الماضي حين شكلوا تنظيما إرهابياً سريا كان يسمى ‘ إرهاب ضد إرهاب ‘ للاعتداء على المواطنين والشخصيات والمؤسسات الفلسطينية. وكان من أفعالهم الهجمات التي نفذوها ضد عزمي الشعيبي وبسام الشكعة والشهيد كريم خلف، مبديا تخوفه من إعادة العمل بهذا التنظيم الإرهابي للانتقام من المواطنين الذين يتصدون للمستعمرين الطامعين في أراضيهم.
سياسة طرد وإحلال
ومن الملاحظ أن سلطات الاحتلال والمستعمرين قد صعدوا في الآونة الأخيرة من هجماتهم ضد كل ما هو فلسطيني في حي البقعة، مستهدفين الأرض والإنسان بهدف محو ما هو عربي فلسطيني وإحلال المستعمرين مكانه كما حدث منذ الغزو الصهيوني لفلسطين. ويتطلع المستعمرون لأن تمتد بيوت مستعمرتي كريات أربع وخارصينا على آلاف الدونمات الزراعية بحيث تصل إلى الجهة الشرقية (الجانب الآخر) من الشارع الاستيطاني رقم 60 وهذا لا يتأتى إلا بهدم بيوت الفلسطينيين في المكان وترحيلهم عنه في مخالفة واضحة للأعراف والقوانين الإنسانية والدولية.