مستوطنو ‘جدعونيم’ الإسرائيلية يستولون على 80 دونماً من الأراضي الفلسطينية
الانتهاك: الاستيلاء على 80 دونماً من الأراضي الفلسطينية.
الجهة المعتدية: مستوطني جدعونيم الإسرائيلية بالتواطؤ مع جيش الاحتلال.
تاريخ الانتهاك: 30 من شهر تشرين ثاني 2009.
الجهة المتضررة: عدد من مزارعي عائلة بشناق.
الموقع: حوض باب الفرس- قرية يانون.
قرية يانون الفلسطينية وحكايتها مع الاحتلال الإسرائيلي:
تعتبر حكاية قرية «يانون» الفلسطينية وسكانها الذين يتعرضون بشكل مستمر لتهديدات عصابات المستوطنين المسلحين لهم، وتحرشهم الدائم بالمزارعين، والاستيلاء على مزروعاتهم ومحاصيلهم، ضمن المخططات الإسرائيلية التي تحاكِ من أجل طرد المواطنين الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وأراضيهم، كما أنها تعتبر مثالاً على ضراوة ووحشية هذا الاستعمار الصهيوني الاستيطاني، والذي قوامه إفراغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين مكانهم، حيث صادرت البؤر الاستعمارية التابعة لمستوطنة ‘ ايتمار’ على 503 دونماً من أراضي القرية، ويطلق على هذه البؤر (جدعونيم من الجهة الشرقية والشمالية، ومستوطنة ‘جفعات علام افري ران’ في المنطقة من الجهة الغربية والمنسوبة إلى كبير حاخامات المستوطنين بالإضافة إلى مستوطنة ‘ايتمار’ من الجهة الغربية).
في 30 تشرين ثاني 2009 كانت قرية يانون على موعد جديد من اعتداءات المستوطنين، فقد أقدم مجموعة من مستوطني مستوطنة ‘جدعونيم’ الزراعية المقامة على أراض قرية يانون منذ عام’1997م’ بالاستيلاء على 80 دونماً في منطقة حوض باب الفرس في الجهة الشمالية الشرقية من القرية المجاورة للمستوطنة، حيث قاموا بحراثتها تمهيداً للاستيلاء عليها بالتواطؤ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الاحتلال عن تجميد النشاطات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية باستثناء الكتل الاستيطانية الكبيرة، و هذا بدوره دليل قاطع على أكاذيب الدعاية والأخبار الذي يبثها الاحتلال للرأي العام العالمي، علما بان الأراضي التي تم حراثتها هي من أراضي قرية يانون و تعود بالأصل لعائلة بشناق في مدينة نابلس، الذين يعتبرون المالكين الأساسيين للأرض.
صورة 1: الأرض التي استهدفها المستعمرون الإسرائيليون – قرية يانون
يقول رئيس لجنة مشاريع يانون السيد راشد فهمي محمد مرار( 41عاماً) لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنين بسرقة الأراضي الزراعية من القرية، فعلاوة على سرقة 80% من المساحة الإجمالية للقرية من اجل بناء 3 مستوطنات على أراضي القرية بالإضافة إلى بؤرتين استيطانيتين، يحاول المستوطنين بين الفترة والأخرى النزول إلى أراضي القرية محاولة تخريبها أو تسييجها بهدف السيطرة عليها وضمها لاحقا الى المستوطنة، في عام 2005م أقدم مستوطنو مستوطنة ‘ جدوعنيم’ على تسييج 34 دونماً من أراضي القرية في الجهة الشمالية المعروفة باسم باب الوقف والتي تعود ملكيتها لي شخصياً، حيث قمت على أثرها بتقديم شكوى من خلال إحدى المنظمات الإنسانية إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية والتي بدورها حكمت لي بملكية الأرض بعد تقديم ما يثبت ذلك، إلا أن المستوطنين منذ ذلك التاريخ إلى اليوم لم يكفوا عن الأذى وتخريب الأرض، ففي هذا العام 2009م أثناء توجهي أنا وعائلتي إلى منطقة باب الوقف التي قضت المحكمة بملكيتي لها و ذلك لجني ثمار الزيتون، حاول المستوطنين منعي من الاقتراب حيث تدخل جيش الاحتلال في ذلك وهددوني بالقتل إن لم أغادر المكان، رغم أنني توجهت بناءً على التنسيق المسبق الذي يحدده ما يسمى الارتباط المدني خلال موسم الزيتون، ألا أن المستوطنين لا يعترفون أصلا بذلك التنسيق او حتى بقرارات محاكمهم’ .
نبذة عن قرية يانون … ومعاناتها:
تقع قرية يانون إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، على بعد 15كم عن المدينة حيث لا يوجد إلى الآن أي شبكة طرق تربطها مع المدينة سوى الطريق القديم والذي تم تعبيده حديثاً والمؤدي مباشرة إلى بلدة عقربا المجاورة، حيث تمتد حدود القرية باتجاه بلدة عقربا وبلدة بيت فوريك وعورتا حتى شرقاً باتجاه مستوطنة مخولا وشارع رقم 90 في سفوح الأغوار، وتبلغ المساحة الإجمالية 16,000 دونم منها 1,668 دونماً، ويبلغ عدد سكانها 102 نسمة معظمهم من عائلتي بني جابر ومرار بالإضافة إلى عدد قليل من أصل لاجئ من عائلة عجوري ( 6 عائلات) الذين تنحدر أصولهم من قرية عجور المحتلة عام 1948م، هذا وتتوسع مستوطنة ايتمار على أراضي القرية
حيث صادرت البؤر الاستعمارية التابعة لمستوطنة ايتمار ‘ 503 دونماً[1].
ويعتمد السكان اعتماداً كبيراً على الزراعة وتربية المواشي كمصدر دخل أساسي لديهم خصوصاً أن معظم أراضي يانون المتبقية هي أراض رعوية بالدرجة الأولى.
صورة2+3: مزارعي يانون يفلحون أراضيهم رغماً عن المحتل
ولا يوجد في القرية شبكة ماء قطرية وبالتالي اعتمادهم بشكل أساسي على مياه النبعة التي تقع في منتصف القرية كذلك على عملية شراء المياه من القرى المجاورة مثل قرية قصرا عبر تنكات وصهاريج مخصصة لذلك حيث تكلفة كوب الماء باهظة بالنسبة لديهم وهي 15 شيكل / كوب وهذا بدوره يزيد من الأعباء لديهم، كما أن القرية تعاني من عدم توفر المواصلات لديهم او حتى المدارس حيث يوجد في القرية مدرسة واحدة أساسية للصف السادس الأساسي وهي مختلطة، حيث يضطر الطلاب بعد ذلك إلى الانتقال إلى بلدة عقربا المجاورة لاستكمال عملية تعليمهم.
يانون محط أنظار الاحتلال:
ساعدت طبيعة منطقة قرية يانون السهلية المطلة على الأغوار الأردنية في جعلها محط اهتمام الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م، حيث عمد الاحتلال على الاستيلاء على معظم أراضي القرية لإنشاء مستوطنة ‘ايتمار’ عام 1983م في الجهة الغربية من القرية منطقة جبل عبد الله، وفي عام 1997م أقدم الاحتلال على الاستيلاء على مساحات شاسعة تقدر بآلاف الدونمات لإنشاء مستوطنة ‘جدعونيم’ في الجهة الشرقية والشمالية الشرقية من القرية في حوض الجدوع التي سميت المستوطنة نسبة له و التي تطورت بشكل كبير خلال فترة الانتفاضة الثانية لتصبح 5 أضعاف حجمها ، بالإضافة إلى ذلك في عام 2000م سيطر المستوطنون على أراض يانون الغربية و إنشاء مستوطنة ‘جفعات علام افري ران’ نسبة إلى اسم الحاخام الأب الروحي لمستوطنين في تلك المنطقة، وبهذه الطريقة استكمل الاحتلال السيطرة على معظم الأراضي في القرية خاصة الجبلية فلم يبقى للقرية سوى 2000دونماً ( 60% راضي رعوية) مهددة هي أيضاً بالمصادرة وطرد السكان منها في أي لحظة نتيجة تزايد اعتداءات المستوطنين عليهم وعلى بيوتهم وممتلكاتهم وعلى رعاة الماشية الذين يرعون الماشية في منطقة قريبة من تلك المستوطنات.
صورة 4: مستوطنة جدعونيم الإسرائيلية تتوسط على احد تلال قرية يانون
يضيف رئيس لجنة مشاريع يانون لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ اعتداءات المستوطنين على هذه القرية ليست بالحديثة والتي بدأت بشكل منظم ومتكرر قبل تسع سنوات، ولم تفلح كل نداءاتنا التي وجهناها لكل المؤسسات الدولية والأهلية ولم يعترف بنا احد حتي وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فسكان القرية بدءوا بالرحيل الواحد تلو الآخر خوفاً على حياة أطفالهم ونسائهم، فلا يعقل السكوت علي ما يقوم به المستوطنين من اعتداءات شبه يومية أتت على كل مرافق الحياة في القرية ولم يسلم منها أي بيت. فهم يهاجموننا بالليل والنهار ويقومون بإحراق الحقول والمنازل ويطلقون النار على البيوت بين الفترة والأخرى ويهددوننا بالموت إذا لم نترك القرية، كذلك لا يسمح لنا بالبناء و لو مزرعة اعنام في أرضنا التي نعيش بها قبل قدوم الاحتلال بعشرات السنوات, حيث أن تلك الأراضي صنفت بمناطق C التي تعطي الشرعية للاحتلال بالتصرف بها مما حول القرية إلى قرية منكوبة تفتقد لأدنى مقومات الحياة فيها، حيث كان هذا أيضاً دافع للهجرة’.
اعتداءات المستوطنون على أهالي يانون في تواصل مستمر:
تم تسجيل العشرات من حالات اعتداءات المستوطنين على أهالي وبيوت قرية يانون، لقد قتلوا شاب اسمه هاني احمد مرار داخل أرضه في عام 2004م، وكذلك تم مهاجمة منزل المواطن عاطف زهدي بني جابر في عام 2002م مستغلين عدم تواجده في بيته وتواجد زوجته وأطفاله الأربعة حيث عاث المستوطنون في البيت خراباً و قاموا بتوجيه السلاح الناري على رأس زوجته أمام أبناءها بهدف إخافتهم ، كذلك تم مهاجمة منزل المواطن عبد اللطيف بني جابر و تم تحطيم محتويات منزله و قتل 4 رؤوس أغنام كان يملكها، حتى شبكة الكهرباء القطرية الممولة من الحكومة البلجيكية حاول المستوطنون تخريبها بشتى الوسائل عام 2004م مما استدعى تدخل الحكومة البلجيكية لدى حكومة الاحتلال لوقف ذلك، و حتى نبع المياه الوحيد بالقرية حاول المستوطنين تلويثه بشتى الوسائل عام 2006م و تحويله إلى بركة سباحة لديهم .، كذلك رعاة الماشية لم يسلموا من بطش المستوطنون حيث أن كثير من رؤوس الأغنام تم قتلها بشكل متعمد من قبل المستوطنين وقتل رعاة الماشية في المنطقة مجرد تواجدهم في مراعي القرية.
صورة 5+6: حتى الماشية لم تسلم من بطش المستعمرين – قرية يانون
أهالي اليانون حرموا من قطف ثمار زيتونهم هذا العام:
زيتون( يانون) لم يسلم هو الآخر كما لم يسلم البشر والحجر، فهذه الثمرة المباركة بات قطفها رهينا بزوال الاحتلال فقرية (يانون) التي يعتمد سكانها على الزراعة وعلى ما تجنيه حقولهم من ثمر الزيتون لم يستطيعوا هذا العام مثل بقية الأعوام الأخرى من قطف ثمارها فهجمات المستوطنين حولت كل ما هو فلسطيني في هذه القرية إلى هدف للاعتداءات المستوطنين المحيطين بالقرية من جميع الجهات . [2]
[1] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي
[2] المصدر: بحث ميداني مباشر ولقاء مع لجنة مشاريع يانون – مركز أبحاث الأراضي.