تعريف بالقرية:-
تقع قرية جبة الذيب جنوب شرق مدينة بيت لحم, ضمن المنطقة المصنفة ‘بمنطقة ج’ بحسب اتفاقيات أوسلو المؤقتة عام 1995. و تتكون القرية من تجمعين صغيرين شبه منفضلين, الاول يتكون من 27 منزلا بتعداد سكاني 120 شخص والتجمع الثاني يتكون من 5 منازل بتعداد سكاني 20 شخص. تقع بالقرب من قرية جب الذيب وعلى اراضيها مستوطنه الدافيد الاسرائيلية و موقع عسكري اسرائيلي لحماية المستوطنة وجبل الفرديس الأثري.
يوجد طريقين يؤديان للقرية, احدهما طريق قديم منذ العهد العثماني و طوله تقريبا 1.7 كيلومتر وهو غير معبد. و في كثير من الأحيان يغلق هذا الطريق لأسباب أمنيه بسبب سيطرة قوات الاحتلال الاسرائيلي المتواجدين في الموقع العسكري الاسرائيلي القريب من القرية عليه و أيضا بسبب ممارسات المستوطنين الاسرائيليين القاطنين في مستوطنة الدافيد المجاورة للقرية على الشارع الرئيسي منها. أما الطريق الآخر, فهو طريق ترابي بديل و غير معبد وطوله تقريبا 1 كيلو متر يؤدي إلى قرية زعترة المجاورة حيث لا يمكن استعماله في فصل الشتاء بسبب الامطار و الوحل. و الجدير بالذكر ان هذا الطريق هو السبيل الوحيد لأهل القرية للوصول الى القرى المجاورة و المراكز الحيوية الامر الذي يزيد من صعوبة الامور على اهالي القرية. انظر الخارطة
معاناة قرية جب الذيب:-
تعاني القرية الكثير من الصعوبات الحياتية مثل عدم ادخال المواد الغذائية و مواد اخرى لاستصلاح منازلهم و اراضيهم بسبب الممارسات الاسرائيلية. كما لا يوجد مقومات للحياه او الصمود في القرية عدا الماء و بعض النشاطات الزراعية و الحيوانية البسيطة كتربية الحيونات و الدواجن. كما تفتقر القرية للمحال التجاريه و البقالات و المدارس و المراكز الصحية، حيث يعمل اهل القريه بالزراعه الموسميه والدائمه، ومعظم اعتمادهم على زراعه الزيتون.
كما أقامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي محرقه للنفايات بالقرب من القريه والتي يتأذى منها أهالي القرية بسبب الروائح الكريهة الناتجة عن حرق النفايات و الغازات السامة المنبعثة منها الامر الذي يشكل خطرا على حياة المواطنين. كما يقوم المستوطنون الاسرائيليون بالرعي بأراضي القريه ومنع اهلها من قطف الزيتون وغيرها من الإعمال التي تهدد بقائهم على أرضهم.
و يعاني أهالي القرية أيضا من عدم وجود مصدر تيار كهربائي ينير القرية ويسهل معيشة اهلها و تحركهم و خصوصا في اوقات الليل حيث أن الاعتماد الأساسي للحصول على الطاقة في القرية عن طريق المولدات الكهربائية والتي لا يمتلكها الكثير من سكان القرية، حيث يمتلكون فقط ثلاث مولدات تعمل على البنزين. كما ان تشغيل هذه المولدات للحصول على الطاقه يؤدي إلى تلوث بيئي ومضار صحية كبيرة (سنويا 4,599 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون) عدا عن الضرر المادي (18000 شيكل سنويا). كما أن هذه المولدات لا تعمل بالشكل المطلوب و لا تسد احتياجات المواطنين في القرية. و تكمن المشكلة في عدم حصول قرية جب الذيب على خط كهرباء رئيسي وجود مستوطنة الدافيد بالقرب من القرية و جبل الفرديس, الامر الذي يحول دون وصول خطوط الكهرباء الى القريه. و يبدو ان عدم وجود مصدر رئيس للتيار الكهربائي في القرية قد أثر على التحصيل العلمي بسبب عدم وجود بيئه دراسيه ملائمة بالليل لاتمام الوظائف والدراسية خلال ساعات المساء والليل. كما ان هنالك مرضى بحاجة الى رعاية ومتابعة لحالتهم خصوصا في ساعات المساء والليل وفي حالات الطورائ الصحية. و الجدير بالذكر أن قرية جب الذيب هي واحدة من العديد من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية من دون مصدر طاقة (كهرباء) و التي يتركز معظمها في جنوب الضفة الغربية.
و بسبب وقوع قرية جب الذيب في منطقة خاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة وفقا لاتفاقية اوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية و اسرائيل عام 1995 , يتوجب على سكانها استصدار تصاريح من الادارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي ليتمكنوا من البناء و استغلال الارض لاي غرض كان. و يعتبر هذه الامر مستحيلا بسبب الشروط التعجيزية التي تفرضها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في هذا الشان، ناهيك عن انتهاج الادارة المدنية الاسرائيلية لسياسة الاهمال المتعمد للتخطيط و التطوير للقرى الفلسطينية الواقعة في مناطق ‘ج’ كقرية جب الذيب لاجبار سكانها على الرحيل طوعيا و الانتقال من اراضيهم و قراهم الى مناطق اخرى. و بالفعل, فقد قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتضييق الخناق على أهالي القرية لاجبارهم على الرحيل حيث استهدفت في اعوام سابقة ثلاثة منازل تعود لاهالي القرية بحجة عدم الترخيص كما دفعت بخمس عائلات أخرى للرحيل من القرية بسبب حرمان اهل القرية من حقوقهم في القرية و دفعتهم للعيش في مناطق اخرى. و ما زال الخطر يتهدد باقي منازل القرية بسبب وجودها دون ترخيص في المنطقة.
مشروع انارة شوارع جب الديب باستخدام الطاقة الشمسيية
و من اجل المساهمة في الحد من معاناة اهل القريه ومن أجل مساعدتهم للبقاء في أراضيهم وحمايتها من أطماع الاحتلال الاسارئيلي بمصدارتها، تولدت فكرة مشروع استخدام تكنولوجيا الطاقه الشمسية في إنارة شوارع قريه جب الذيب وكذلك انارة مركز تجمع اهالي القريه (المسجد) ووضع نقطه شحن للأجهزة الخليوية في داخل المسجد من خلال إقامة وحدة طاقة شمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى اثنان و نصف كيلو واط/يوميا و تخزين لمدة ثلاث أيام.
فبتاريخ 1 كانون أول من العام 2008, بدأ معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) بتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية في قرية جب الذيب لتساعد على رفع مستوى المعيشة في القرية وتخفف من معاناة السكان. و تقوم فكرة المشروع على زراعة ثماني اعمدة انارة تعمل بالطاقة الشمسية وتخزن لغاية اسبوع في حال عدم وجود ضوء الشمس. و قد تم توزيع الاعمده بحيث تخدم تجمعات المنازل في القرية. و تغطي الاعمدة مساحة انارة 120 متر مربع لكل عامود, اي 960 متر مربع مساحة انارة كلية لثمانية اعمدة. بالاضافة الى ذلك, تم التخطيط لبناء محطة توليد صغيرة تعمل على الطاقة الشمسية لتغدية مسجد القرية و مركز نسوي مجاور بقدرة 500 واط خلايا شمسية اي بقدرة كلية 2500 واط يوميا وتخزين احتياطي لمدة ثلاثة ايام في حال عدم وجود الشمس, حيث سيتم استغلال الطاقة الناتجة من هذه المحطة لانارة القرية في جميع الاوقات. و جاءت فكرة المشروع :
لترفع الروح المعنوية و التعاونية والفكرية لاهالي القرية من خلال تنفيذ أنشطة المشروع.
توفير ثمن المحروقات الذي كان يدفع مقابل الحصول على الطاقة.
تخفيف التلوث البيئي الناتج عن مولدات الكهرباء التي كانت تلوث البيئة بغاز ثاني اكسيد الكربون.
تحسين مستوى الرؤية ليلا
توفير الشعور بالامان ليلا مع وجود الانارة حيث يجنب المواطنين بعض المخاطر والتي قد تنتج من عدم تمكنهم من رؤية المحيط الخارجي ليلا.
رفع المستوى العلمي والتحلصيلي للطلبة من خلال استخدام الطاقه الناتجة لتلبية اهدافهم العلمية.
الادارة المدنية الاسرائيلية ترفض منح ترخيص لمشروع جب الديب ‘
و بتاريخ 6 أيار من العام 2009 قام فريق من معهد أريج وبالتعاون مع اللجنة المجتمعية التي تتابع امور المشروع في القرية بصب قواعد اعمدة الانارة في الاماكن المحددة و تركيب اعمدة الانارة عليها. و خلال شهر أيار من العام 2009, قامت الادارة المدنية الاسرائيلية بتبليغ طاقم أريج شفهيا بازالة أعمدة الانارة و ارجاع الوضع الى ما هو عليه بحجة عدم الترخيص.
ان قرار الادارة المدنية الاسرائيلية بعدم منح ترخيص لتنفيذ مشروع تكنولوجيا الطاقة الشمسية في قرية جب الذيب يعني حرمان الفلسطينين القاطنين فيها من ابسط حقوقهم الإنسانية، كالحصول على أبسط الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة وحق العمل، وحرمهم من الشعور بإنسانيته, الامر الذي يشكل انتهاكا واضحا و صريحا للإعــلان العـالمي لحقـوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة لحقوق الانسان عام 1948 و خصوصا المادة [1]23, المادة [2]25 و المادة [3]26 و يؤكد على استمرار السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين لزيادة معاناتهم بهدف ترحيلهم من اماكن سكناهم و السيطرة على أراضيهم بهدف توسيع المستوطنات الاسرائيلية. و لا تقتصر هذه السياسة على قرية جب الذيب فحسب, بل تكاد تطال عشرات القرى الفلسطينية التي تعاني من نقص في الخدمات و مشاريع التطوير.
[1] المادة 23: ( 1 ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة.
[2] المادة 25: ( 1 ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة
[3] المادة 26: ( 1 ) لكل شخص الحق في التعلم