الأغوار الفلسطينية, حرب البقاء والثبات على الأرض

تواصل السلطات الإسرائيلية إجراءاتها 'التعسفية' بحق المواطنين في محافظة طوباس والأغوار الشمالية حيث تعمد هذه السلطات إلى مضايقة المواطنين والمزارعين في مناطق عدة في المحافظة وتحديداً منطقة الأغوار الشمالية من خلال المناورات العسكرية المكثفة والعشوائية إضافة إلى مصادرة الأراضي وتحويل العديد من المناطق إلى مناطق عسكرية مغلقة يمنع دخول سكان تلك المناطق إليها وتحديداً أن معظم السكان يعملون في الزراعة وتربية المواشي الأمر الذي يعمل على مضايقتهم وقطع مصادر رزقهم وبالتالي تضييق سبل الحياة لهم من اجل إجبارهم على ترك أراضيهم.

يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت في مطلع شهر حزيران 2009 بتسليم أوامر إخلاء جماعي لسكان منطقة البقيعة والحديدية وحمصة في الأغوار الشمالية ويأتي هذا ضمن البرنامج المتصاعد الذي تعمد السلطات الإسرائيلية إلى تنفيذه من اجل تضييق الخناق على المواطنين في تلك المناطق حيث يقوم جنود الاحتلال الإسرائيلي بالتفتيش والمداهمات المستمرة للفلسطينيين  والقيام بإطلاق النار على المنازل والمواشي بصورة متعمدة مما أدى إلى نفوق عدد من رؤوس الأغنام مما كبد المواطنون خسائر فادحة جراء هذه الممارسات الإسرائيلية الهادفة على ما يبدو إلى ترهيب المواطنين وإجبارهم على ترك أراضيهم وتهجيرهم منها.

وقد تضمنت الإخطارات ( 28 إخطاراً بالإخلاء خلال 48 ساعة و5 إنذارات بوقف البناء)  التي سلمت للمواطنين ومربي الأغنام في منطقتي الحديدية والرأس الأحمر بالعمل على إخلاء منازلهم التي يسكنوا بها خلال 48 ساعة وأرسلت لآخرين لحضور محكمة إسرائيلية في بيت إيل بتاريخ 25/6/2009.

جدول 1:   أسماء أصحاب  المنازل والمنشآت المخطرة بالهدم الفوري في الرأس الأحمر:

جدول 2: أسماء المتضررين  من إخطارات وقف البناء و الهدم الفوري  في الحديدية:

تجدر الإشارة إلى انه في الثالث من حزيران 2009 سلمت سلطات الاحتلال 6 مواطنين من خربة السمرة   المجاورة لخربة الحديدية إخطارات بوقف  البناء  مما  يلحق الضرر بـ 35 مواطناً من بينهم 18 طفلاً، حيث تم إعطاءهم مهلة حتى 28من شهر أيار القادم و هو الموعد الذي خصص لجلسة محكمة بيت أيل العسكرية  من اجل تصويب و النظر في أوضاع منشاتهم .

جدول 3: أسماء المتضررين من إخطارات وقف البناء في خربة السمرة

ومن الجدير بالذكر إلى أن قوات الاحتلال في صباح الرابع من حزيران 2009 أقدمت على هدم معظم المنشآت التي أخطرت بالهدم، مما أدى ذلك إلى تشريد نحو 18 أسرة من بينهم 67 طفلاً من مساكنهم، حيث لم يبقى سوى منشأة واحدة سلمت من عملية الهدم من مجمل المنذرات بالهدم، حيث وصفت هذه العملية بالأوسع على مستوى غور الأردن والتي أدت إلى تهجير نحو ثلث سكان التجمع البدوي.

جدول 4: الجدول التالي يبين الأضرار  الناتجة من عمليه الهدم في  الرأس الأحمر في مناطق الأغوار الفلسطينية:

ملاحظة: المعلومات الواردة في الجدول حسب البيانات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للأمم المتحدة.

* تم إضافة رقم أضافي إلى المجموع والذي يشير إلى ملحقات المنزل مثل طابون.  والتي هي أيضاً هدمت أثناء هدم المنزل والبركسات.

 * إضافة للأضرار التي أصيب بها المزارعين نتيجة أعمال الهدم قامت سلطات الاحتلال بمصادرة خزان للمياه وعرباية وجرافة من الموقع أثناء عملية الهدم.

 معلومات عامة عن خربة  الحديدية و رأس الأحمر:

خربة رأس الأحمر والحديدية وخربة سمرة في الأغوار الشمالية، عبارة عن خرب للتجمعات البدوية  والبالغ عدد السكان بها قرابة 400 نسمة، يشار إلى أن أصول التجمعات البدوية تلك  تعود إلى بلدة طمون في محافظة طوباس، تحديداً من عائلة بشارات وبني عودة، حيث اضطروا إلى الهجرة قسم كبير منهم نحو منطقة البقيعة شرقي محافظة طوباس على بعد 10كم هوائيا، و استوطن قسم كبير منهم هناك قبل عام 1967 وذلك لما تتوفر به تلك المنطقة من آبار للمياه و مراعي خصبة، حيث يمتلك أهالي مضارب الحديدية اليوم قرابة 10,000 رأس من الأغنام و التي تعتبر حرفتهم الوحيدة والأساسية، ولكن مع بداية الاحتلال عام 1967 و بناء المستعمرات في تلك المنطقة وخاصة مستعمرة روعي، كانت تلك البداية لمعاناة أهالي تلك التجمعات وبداية حرب البقاء لديهم مع المستعمرين، حيث يتعرض أهالي  التجمعات البدوية وخاصة الحديدية باستمرار للطرد وهدم منشآتهم بحجة عدم شرعية وجودهم في تلك البقعة حسب ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي.

صورة 1-3: طبيعة الحياة في قريتي الحديدية والسمره

يشار إلى أن سكان الحديدية الذين عاشوا في المنطقة قبل عام 1967 شردوا عدة مرات في الماضي، وآخر مرة حصلت في شهري شباط وآذار 2008 عندما تم تشريد 30 شخصاً منهم إلى مناطق مختلفة، وفي شهر كانون  الأول2006 ، رفضت محكمة العدل العليا الإسرائيلية التماس تقدم به أهالي تجمع الحديدية ضد أوامر هدم سابقة في الحديدية على أساس أن المباني المعنية تقع في منطقة مصنفة كمنطقة زراعية في الخطط الهيكلية على زمن الانتداب البريطاني، حيث كان رد المحكمة بضرورة تهجيرهم من المنطقة كون تلك التجمعات تشكل مصدر تهديد لمستعمرة روعي التي تبعد عن خربة سمرة والحديدية 2كم. [1]

[1] المصدر: محافظة طوباس  و مكتب الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس