شرع مستعمرو مستعمرة ‘براخا’ الواقعة على أنقاض جبل الطور إلى الشمال الشرقي لقرية بورين أعمال التجريف والتوسيع لصالح توسيع المستعمرة المذكورة، حيث طالت أعمال التجريف نحو 250 دونماً من الأراضي الزراعية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من المستعمرة تحديداً في حوض خلة نوفل، علماً بأن هذه الأراضي الزراعية تعود ملكيتها لثمانية مزارعين من القرية، حيث أن الأراضي المصادرة عبارة عن أراضي لا يستطيع المزارعين الفلسطينيين الوصول إليها و ذلك منذ أن أقيمت مستعمرة ‘براخا’ حيث تقع هذه الأراضي على سلسلة جبلية مطلة على المستعمرة، وبالتالي فهي أراض جرداء كانت تستغل في الماضي قبل بناء المستعمرة في الزراعات الحقلية المختلفة من أبرزها زراعة الحبوب بمختلف أنواعه.
ملكية الأراضي المصادرة: تعود ملكية الأراضي المستهدفة لمزارعين من قرية بورين، وهم المواطنين: محمد عدنان النجار، فؤاد سالم عطية النجار، مصطفى صدقي زين، سلمان عدلي قادوس، فؤاد صالح نجيب زين، عائلة المرحوم عبد الله جبر النجار .
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع المستوطنين لا يدخرون جهداً بين الفترة والأخرى في مهاجمة المزارعين في قرية بورين بحجة الحفاظ على أمن المستعمرة وذلك باستخدام أساليب مختلفة.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن مناطق شمال الضفة الغربية تشهد ازدياد ملحوظ في أعمال التوسعة الاستيطانية لعدد كبير من المستوطنات القائمة في أراضي الضفة الغربية بالإضافة إلى إنشاء عدد جديد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية تحت مسميات مختلفة في ظل صعود حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل وفي غياب القانون الذي يحاسب المستوطنين على اعتداءاتهم المتكررة بشكل يومي، حيث تعتبر مستعمرة براخا جنوب شرق نابلس من المستعمرات التي تتصدر أعمال التوسعة في شمال الضفة الغربية هذا بالإضافة إلى عدد من البؤر العشوائية مثل البؤرة الاستعمارية ‘غلعاد زوهر’ شرق مدينة قلقيلية المقامة على أراضي قرية فرعطة وقرية تل.
تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية تتخذ شكلاً آخر من أشكال المعاناة التي تعانيها المناطق القريبة من المستعمرات. وتعد قرية بورين جنوب غرب نابلس مثالاً على ذلك، حيث تفاقمت المعاناة جراء الاعتداءات التي تركز معظمها في الآونة الأخيرة على حرق أشجار ومزارع الفلسطينيين فخلال الثمانية الشهور الماضية قام مستعمرون بحرق أراضي القرية الزراعية من المحاصيل المختلفة إضافة إلى حرق آلاف الأشجار من الزيتون والأشجار الأخرى من اللوزيات التي يعتمد عليها سكان القرية في مصدر دخلهم. ( لمزيد من التفاصيل حول هذا الانتهاك اضغط هنا).
يشار إلى أن المستعمرين قاموا خلال موسم الزيتون الماضي بحرق أراضي القرية ثلاث مرات متتالية، حيث كانت في 14 من شهر تشرين ثاني 2008 حيث أحرق أكثر من سبعمائة دونم تحوي أكثر من 9500 من أشجار الزيتون والأشجار الأخرى, وقد استمر الحريق أكثر من خمس ساعات متواصلة، هذا المشهد تكرر نفسه في 31 من شهر أيار 2008و في 17 من شهر حزيران 2008، حيث أقدم المستوطنين على حرق 4000 شجرة زيتون في قرية بورين تعود ملكيتها لكل من المواطنين غالب قاسم نجار، عبد الجبار حسن نجار.
يعتبر المواطن حسين عبد اللطيف نجار (58عاما) من قرية بورين مثالاً للمعاناة التي يعانيها أهالي بورين خاصة المزارعين الذين يمتلكون أراض زراعية محاذية للمستوطنات حيث يقول: (( إن المستوطنين في مستوطنتي يتسهار المقامة منذ عام 1984م وبراخاه المقامة منذ عام 1987م واللتين أقيمتا على أراضي قرية بورين، وصادرتا أكثر من سبعة آلاف دونم من الأراضي، يختارون توقيت موسم الزيتون من كل عام لحرق أراضي المزارعين، عندما تكون الثمار في مرحلة الحصاد، حيث أدت هذه العملية إلى تضرر أكثر من مائة وخمسين مزارعاً جراء الحريق الأخير، وإن خسائر القرية قدرت بما يزيد عن 1.5 مليون دولار)).
تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات المستعمرين من مستعمرتي ‘ براخا’ الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من القرية على جبل الطور و’يتسهار’ الواقعة في الجهة الجنوبية من القرية على جبل سلمان الفارسي(شاهد صورة 2) ضد الأهالي لم تقف عند الحرق وتخريب الأرض فقط وإنما طالت مهاجمة مساكن المواطنين، حيث تم مهاجمة مسكن المواطن سعيد محمود النجار عند منتصف الليل خلال شهر تشرين ثاني 2008 وقاموا بإتلاف جميع محتويات المسكن وحرقه بشكل كامل حيث قدرت الخسارة المادية المترتبة على ذلك بنحو 5 آلاف دينار بالإضافة إلى مداهمة منزل المواطن وليد سعيد عيد و المواطن أيمن إبراهيم قادوس إتلاف محتويات المنزل خلال شهر أيلول 2008، كذلك تم تسجيل حالات عديدة من اعتداء المستوطنون على بعض الرعاة في القرية مستخدمين الهراوي، كما قاموا بطعن الدواب وقتلها، حيث في بداية شهر نيسان عام 2009 الحالي أقدم المستوطنين في مستعمرة ‘يتسهار’ على مهاجمة عدد من رعاة الماشية في قرية بورين حيث حاولوا سرقة ما بحوزة المزارعين من أغنام خلال تلك العملية.
معلومات عامة عن قرية بورين:
تقع قرية بورين إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس خلف جبل جرزيم وتبعد عنها 8 كم. وتبعد 2 كم عن الطريق الرئيسي نابلس – رام الله، وتبلغ مجموع مساحة أراضيها19,096 دونماً، منها 163 دونماً أراضي دولة، حيث يبلغ مسطح البناء بالقرية 367 دونماً وهناك قرابة 4.5 ألف دونماً عبارة عن أراضي مزروعة بالحبوب وأشجار الزيتون، يذكر أن النشاطات الاستعمارية بالإضافة إلى الطريق الالتفافي الذي يقع جنوب القرية بالإضافة إلى النقاط العسكرية منها بينها معسكر ‘أوفير’ الواقع غربي القرية كما يسميه الاحتلال تصادر في مجملها حوالي 13 ألف دونماً من أراضي القرية محولاً حياة السكان إلى جحيم لا يطاق. يبلغ عدد سكان القرية حسب إحصائيات عام 2008م حوالي 2800نسمة، حيث أن 70% منهم يصنفون حسب معطيات وكالة غوث و تشغيل اللاجئين لاجئين من الدرجة الثانية يعتمد معظم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالة الغوث و برنامج الأغذية العالمي.