تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي أعمال تجريف مستمرة فوق أراض تابعة لقرية ياسوف الواقعة إلى الشمال الشرقي لمدينة سلفيت. تهدف أعمال التجريف بشكل أساسي لشق طرق استيطانية جديدة بطول 3كم في محيط مستعمرة ‘كفار تفوح’ وذلك لربطها بالبؤر الاستعمارية العشوائية المنتشرة في محيط القرية و التي تقع في الجهة الشرقية للقرية مثل: رحاليم A، رحاليم B، حيث تقع إلى الجنوب الشرقي من القرية بين قرية ياسوف واسكاكا، هذا وتتركز أعمال التجريف والتوسيع حالياً في أحواض زعترة، جبل أبو السويد، منطقة التين الشامي والتي تبعد مسافة 1كم إلى الغرب عن مساكن الفلسطينيين في قرية ياسوف.
إن هذا الإجراء سيكون له بالغ الأثر السلبي على الأراضي الزراعية وعلى المزارعين في قرية ياسوف و المتمثلة بالتالي:
عزل مئات الدونمات الزراعية من أراضي قرية ياسوف بين تلك الطرق الاستعمارية العشوائية، وبالتالي تحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة يمنع الفلسطينيين من الوصول إليها بواسطة تصاريح خاصة تمنح في فترات معينة من السنة وهي صادرة من قبل الاحتلال.
ستعطي الطرق الاستعمارية المجال لتوسيع تلك البؤر الاستعمارية العشوائية كذلك توسيع مستعمرة ‘تفوح’ على حساب الأراضي الزراعية التابعة لقرية ياسوف.
حرمان الكثير من المزارعين في القرية من حق التصرف في أراضيهم الزراعية والتي باتت مهددة بالمصادرة في أية لحظة.
من جهة أخرى، يشكو أهالي ومزارعي قرية ياسوف من تواجد عدد من رعاة الأغنام من المستعمرين والذين يقيمون في مستعمرة ‘كفار تفوح’ علماً بأنهم يمتلكون مزارع خاصة بهم في تلك المستعمرة، إن هذه الظاهرة بدأت منذ 5 سنوات تقريباً، حيث يقدم رعاة الماشية المستعمرين على رعي الأغنام في المناطق المحاذية لمستعمرة ‘تفوح’ وفي الأراضي الزراعية الغربية التابعة لقرية ياسوف، علماً بأن هذه الأراضي مزروعة معظمها بأشجار الزيتون حيث يقدر عمر أشجار الزيتون في تلك المنطقة بحوالي 70 عاماً، ويشار هنا إلى أن رعاة الماشية المستعمرين يقومون بشكل متعمد إلى تخريب الأشجار من خلال إطلاق الأغنام عليها، بالإضافة إلى ذلك يعمد عدد من المستعمرين إلى قص أشجار الزيتون باستخدام الآلات الحادة، حسب إفادات شهود عيان في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك فان قوات جيش الاحتلال تمنع مزارعي قرية ياسوف من الاقتراب من أراضيهم الزراعية والمشجرة بالزيتون والمحيطة بمستعمرة ‘تفوح’ والقريبة أيضاً من الطرق الاستعمارية التي تربط مستعمرة ‘تفوح’ بالبؤر الاستعمارية العشوائية مما يشجع المستعمرين على التمادي في اعتدائهم المتكررة التي توصف أحياناً بأنها تحدث بشكل يومي بحق المزارعين من قرية ياسوف، حيث أن ماحدث مع الشاب عصام عيسى (24عاما) خير دليل على ذلك، أثناء عمله في أرضه في منطقة واد التين الشمالي في شهر نيسان من عام 2008م عندما تفاجئ بقدوم 6 مستعمرين وقاموا بإطلاق النار عليه مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في يده نقل على أثرها إلى مشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت لتلقي العلاج.
يذكر إلى أن المستعمرين بحماية من قوات جيش الاحتلال ابتكروا طرقاً جديدة في مضايقة المزارعين في قرية ياسوف وذلك عبر سرقة أغنام المواطنين الفلسطينيين التي أصبح حالها حال المواطن الفلسطيني في القرية معرضة للتشريد والتنكيل على حد سواء..
وفي إفادة لباحث مركز أبحاث الأراضي يروي المزارع وراعي الأغنام ‘أبو سامي’ إبراهيم ياسين 74 عاماً من قرية ياسوف شرق سلفيت عن سرقة قطيعه من الأغنام من قبل المستعمرين في مستعمرة ‘كفار تفوح’ المحاذية لقريته حيث قال: ‘ بينما كنت أرعى قطيع أغنامي قرب منزلي في منطقة البساتين شمال القرية وقرابة الساعة العاشرة صباحاً في الرابع من آب 2008 لمحت تسعة مستعمرين فوق التلة التي أرعى فيها أغنامي وهم يشيرون إلي وينظرون إلى قطيع اغنامي، وبعد لحظات جاء نحوي مستعمران مسلحان، ويتكلمون العبرية وبدئوا بإلقاء الحجارة علي من بعيد حيث أصابوني في كتفي ويدي اليمنى وما زال الألم في كتفي حتى الآن.’
ويضيف أبو سامي: ‘ بعد إلقاء الحجارة بدأ إطلاق النار نحوي وفي الهواء فقمت بالاحتماء خلف صخرة قريبة دون معرفة السبب، وبعد ذلك قام المستعمران بسرقة قطيع أغنامي واقتادوه إلى مستعمرة ‘كفار تفوح’ القريبة من القرية وضموا قطيعي لقطيع احد المستعمرين الذي دائماً يقوم بعمل المشاكل ورعي أغنامه في الأراضي الزراعية للقرية.’
وبين الحاج أبو سامي أن القطيع كان مصدر رزق عائلته وعائلة شقيقته وشقيقه الوحيد، وعدد القطيع ’23’ رأس من الأغنام، وكانوا يشربون من حليبها ويأكلون من لحمها، ويبيعون بعض منها وخاصة أن عيد الأضحى كان على الأبواب في تلك الفترة ، ويقول: ‘ كنت اخطط أن أبيع صغارها في عيد الأضحى، وها أنا بلا عمل منذ أن تمت سرقة قطيعي. ‘
وأوضح أبو سامي انه تقدم بالعديد من الشكاوى ولكن لم يحصل حتى الآن على تعويض أو حتى إرجاع رأس واحد من أغنامه، وانه وحتى هذه اللحظة يقوم بمعالجة كتفه من آثار ضرب الحجارة، وانه تقدم بشكوى لشرطة الاحتلال الذين لم يعيروا شكواه الاهتمام الكافي. من جهة أخرى، بحسب إفادة المجلس القروي في قرية ياسوف، فان قسم كبير من مزارعي القرية حاولوا تقديم شكوى رسمية ضد المستعمرين، إلا أنهم كانوا يقابلون باستهتار شرطة الاحتلال في كثير من قضاياهم والمماطلة في الرد عليها.
معلومات عامة عن مستعمرة كفار تفوح:
الموقع: أقيمت مستعمرة ‘ تفوح’ على أراضي قرية ياسوف، وتطل هذه المستعمرة على مفرق زعترة الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبه وكذلك الطريق الذي يؤدي إلى الأغوار الوسطى، وسكان هذه المستعمرة هم من المتدينين المتطرفين أتباع المتطرف ‘مائير كهانا’. الذي قتل في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات. والذي كان يدعو أتباعه على طرد العرب الفلسطينيين من أرضهم فلسطين إلى الخارج. و تبلغ مساحتها الإجمالية قرابة 233 دونماً، وهي تضم معسكر لجيش الاحتلال بالإضافة مستعمرة سكنية ، علماً بأنها تأسست عام 1982م.
معلومات عامة عن قرية ياسوف:
تقع قرية ياسوف إلى الجنوب من مدينة نابلس على بعد حوالي 16 كم تقريباً وتحيط بها قرى ( اسكاكا ، جماعين ، يتما ، الساوية ، حوارة و مردة ) و تقع على بعد 6كم إلى الشمال من مدينة سلفيت و هي في محافظة سلفيت.
عدد السكان: يبلغ عدد سكان قرية ياسوف حاليا’ حوالي 1621 نسمة
[1] . ويوجد في القرية عدد من العائلات وهي: ( إعبية، عبد الفتاح، ياسين، مصلح، عبد الرزاق، عزام، حسين ، أيوب ، حمودة ).
حالات دراسية ذات صلة:
[1] الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني – 2007