في انتهاك جديد, يضيفه الاحتلال الى سجله الذي الحافل, قامت جمعية استيطانية تهويدية تدعى ‘عطيرت كوهنيم’ بافتتاح كنيس يهودي, في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة بالقدس, بعد الاستيلاء على احد الأماكن التاريخية بالبلدة، الكنيس أقيم في شارع الواد, في مكان يدعى حمام العين, وهو احد حمامين تركيين قديمين.
حمام العين – يقع من جهة الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، في المنطقة الواقعة أقصى شارع الواد ما بين حائط البراق وسوق القطانين, وهو وقف إسلامي قديم, يقع في الحي الإسلامي من البلدة القديمة ويبعد مسافة 48 متراً فقط من المسجد الأقصى المبارك.
وفي تصريح للشيخ عكرمة صبري مفتي الديار المقدسة: ‘ (( إن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفتح هذا الكنيس هو اعتداء على أملاك الوقف الإسلامي والوقف الذري أيضا، وإننا نؤكد ان مدينة القدس تخلو من المعالم اليهودية وهذا الكنيس هو بناء مستحدث)).
|
|
الكنيس اليهودي قيد التجهيز – تشرين ثاني 2007 |
وبعد التجهيز – تشرين أول 2008 |
وبالرغم من الطابع الديني الذي يضفيه الاحتلال على افتتاح الكنيس, وادعائه بأن الكنيس هو مكان عبادة ولا يجب ربطه بالجانب السياسي, و بالرغم من كلمات الراب الأكبر شموئيل رابينوفيتش – راب ‘حائط المبكى’ والمقصود هنا حائط البراق- والذي قال في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الكنيس :’ هذا مكان عبادة وسلام‘, بالرغم من كل ذلك إلا ان الطابق الأرضي من الكنيس خصص لأعمال الحفر، إذ ان سلطات الاحتلال قامت بحفر نفق على عمق 30 متراً, وهذا النفق موصول بشبكة أنفاق وبمنطقة حائط البراق, وبنفق قريب من باب المطهرة – احد بوابات المسجد الأقصى- وبالنفق اليابوسي الممتد على طول الجدار الغربي للمسجد.
من جهته قال جمال بواطنه وزير الأوقاف الفلسطيني إن: ‘شروع إسرائيل في افتتاح كنيس يهودي قرب المسجد الأقصى مخالف لجميع الشرائع واللوائح والقوانين الدولية، وهو تحد سافر للأمتين العربية والإسلامية وكل شرفاء العالم’. ان كافة الشرائع الدولية, وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة, تنص وبشكل واضح, على ان تصرف سلطات الاحتلال بأملاك الشعب الواقع تحت الاحتلال هو تصرف باطل و محظور.
هذا وقامت شرطة الاحتلال, بإغلاق المكان يوم 13 تشرين أول 2008, وهو اليوم الذي افتتح به الكنيس رسمياً. واعتلت أسطح المنازل المجاورة, ومنعت أصحابها المقدسيين من الخروج منها واليها, وفرضت إجراءات عسكرية صارمة, شلت حركة المواطنين الاجتماعية و الاقتصادية, وأقامت الحواجز وشرعت بإيقاف المارة واستجوابهم بشكل فوري, كما حدث مع الشيخ أبو علي شيخة, الرئيس السابق لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية.
ومنذ افتتاح الكنيس, وشرطة الاحتلال ورجالات الحرس متواجدون بشكل مكثف أمام الكنيس, وفي الطريق العام – شارع الواد- ويمنعون المارة من الوقوف أو التمهل بالسير. الأمر الذي ترك أصحاب المحال التجارية في المكان في حالة يرثى لها، فهذه المحال التجارية فقدت زبائنها, لعدم قدرة هؤلاء الزبائن من الدخول الى هذه المحال بسبب مضايقات رجالات شرطة الاحتلال. وقد قال رمضان مسودة, صاحب سنتوار خليل الرحمن, والذي يقع قبالة باب الحمام الذي تحول إلى كنيس مباشرة في حديث أجراه معه باحث من مركز أبحاث الأراضي: (( إنهم يمنعون الناس من الشراء, يضغطون علينا حتى نيأس و نترك لهم المكان، لا احد يأبه بنا, أو يساعدنا. إنهم يأتون على شكل حجيج, معززين بقوات من الشرطة والأمن, ويحولون المكان الى ثكنة عسكرية, و يقطعون أرزاقنا)).
صورة التقطت من داخل محل سنتوار خليل الرحمن ويُرى من داخل مدخل الكنيس اليهودي
يعتبر هذا الكنيس, من اقرب الكنس اليهودية الى المسجد الأقصى المبارك، وهو مدماك آخر في عملية تهويد القدس وإفراغها من سكانها العرب الأصليين، وهو بافتتاحه يشكل انتهاكاً جديداً للمعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تحمي السكان القابعين تحت الاحتلال من فقدان أملاكهم, أو تغيير معالم مدينتهم، كما انه انتهاك للمعالم الحضارية التاريخية حيث أزالوا بعملهم هذا حمام قديم اثري على الطراز التركي.