اصدرت الادارة المدنية الاسرائيلية بتاريخ 2008-09-07 عطاء جديد لبناء 32 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة ‘بيتار عيليت ‘ الواقعة غربي محافظة بيت لحم , و ذلك ضمن المشروع الاستيطاني الاسرائيلي و الذي يسمى اسرائيليا ب ‘ابني بيتك’. هذا و قد تم الاعلان عن طرح العطاء الجديد على موقع ‘العادت’ الاخباري الاسرائيلي وذلك على صفحته الالكترونية صباح يوم الاحد الموافق 2008-09-07 , حيث ورد في الخبر ايضا بان السلطات الاسرائيلية قد صادقت ليس فقط على بناء ال 32 وحدة سكنية بل ايضا على بناء جميع الوحدات السكنية التي تم الاعلان عنها سابقا و التي وصل عددها الى 886 وحدة استيطانية حيث اعلنت وزارة الاسكان الاسرائلية في 2008-05-14 عن مخطط استيطاني جديد لبناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة ‘بيتار عيليت’ , و ايضا و بعد اسبوع فقط من الاعلان الاول اى في 2008-05-21 اعلنت وزارة الاسكان الاسرائيلية عن مخطط اخر لبناء 286 و حدة استيطانية جديدة في المستوطنة المذكورة.
و الجدير بالذكر ان مستوطنة بيتار عيليت هي احد المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية ‘العشرين’ و التي قامت اسرائيل بتشييدها على اراضي محافظة بيت لحم , وذلك في العام 1985 على مساحة تقدر ب 4686 دونما تعود ملكيتها الى سكان المحافظة , حيث يقطنها حاليا ما يقارب ال 29000 مستوطن اسرائيلي. انظر الى الخريطة ادناه :
ان المخططات الاستعمارية التي تقوم دولة الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذها في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما هي الا انعكاسا واضحا لعقلية و عقيدة القادة السيساسيين و العسكريين للدولة اليهودية و التي لا تعرف غير الفصل و التهجير و التدمير و العنصرية و يتضح ذلك من خلال الانتهاكات و المخططات الاستيطانية و العنصرية و التوسعية الاسرائيلية التي دابت اسرائيل على تنفيذها منذ اليوم الاول من احتلاله للارض الفلسطينية والتي لا تزال تقوم بها حتي يومنا هذا و في مقدمتها جدار الفصل و العزل العنصري و توسيع المستوطنات غير الشرعية و شق المزيد من الطرق الالتفافية الاسرائيلية غير القانونية ناهيك عن مصادرة الاراضي و هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس المحتلة.
خلافا لجميع ما تم التوصل اليه من اتفاقيات و تفاهمات بين اسرائيل و السلطة الوطنية الفلسطينية ابتداء من اتفاقية اوسلو عام 1995 و حتى مؤتمر انابوليس للسلام و الذي عقد في الولايات المتحدة الامريكية في تشرين الثاني من العام الماضي , فقد قامت اسرائيل و بشكل سافر بتوسيع و مضاعفة البناء في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية و القدس المحتلة حيث اعلنت اسرائيل مباشرة بعد مؤتمر انابوليس و حتي اليوم عن مخططات لبناء 42,260 و حدة استيطانية جديدة في مستوطنات الاراضي الفلسطينية المحتلة, 22541 منها في القدس و 19719 في الضفة الغربية.
يتضح لنا بما لا يترك مجالا للشك بان دولة الاحتلال الاسرائيلي غير معنية بالتوصل الى اية تسوية سلمية و عادلة مع الفلسطينيين و لا تدخر جهدا الا و تسخره من اجل ترسيخ سياسة الفصل و الاستيطان و التوسع و فرض الامر الواقع على الارض , الامر الذي من شانه اضعاف اية فرص جدية و حقيقية للتوصل الى تسوية بينها و بين الفلسطينيين لا في الوقت القريب ولا حتى في السنوات القادمة خلافا لما تعهدت به خلال مؤتمر انابوليس و الذي تعهد فيه الطرفان الفلسطيني و الاسرائيلي بالوصول الى اتفاق حل للصراع وذلك قبل نهاية العام الجاري.