فيما يبدو فان دولة الاحتلال الإسرائيلي لا نية لها مطلقا بتجميد البناء في مستوطناتها غير الشرعية و المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. و في الواقع فان البناء الاستيطاني يتركز بشكل واضح في المستوطنات الإسرائيلية التي تقع ضمن منطقة ما يعرف إسرائيليا ب ‘ القدس الكبرى’ ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات التي وقعتها مع الجانب الفلسطيني و الالتزامات التي قطعتها إسرائيل على نفسها أمام المجتمع الدولي و الرباعية الدولية و أيضا الولايات المتحدة الأمريكية حيث التزمت إسرائيل بان تجمد كافة البناء الاستيطاني في جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
هار جيلو: (( المرحلة الأولى : 286 وحدة استيطانية تم الانتهاء من بنائها))
في شهر آب من العام 2004, صادقت دائرة ‘ إدارة أراضي إسرائيل’ على خطة استيطانية تقضي ببناء 200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة هار جيلو , حيث كانت هذه الموافقة خطوة أولى في طريق مصادقات أخرى على عمليات بناء جديدة في هذه المستوطنة فقد تمت الموافقة على خطة كاملة لتوسيع المستوطنة تتضمن بناء 1084 وحدة استيطانية جديدة تم البدء بتنفيذ المرحلة الأولى في شهر نيسان من العام 2005 حيث تم الانتهاء من بناء 286 و ليس 200 وحدة سكنية جديدة داخل المستوطنة .
هار جيلو: ((المرحلة الثانية: 480 وحدة سكنية جديدة سيبدأ البناء فيها في القريب العاجل ))
حاليا تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالتحضير للبدء بتنفيذ المرحلة الثانية لتوسيع مستوطنة هار جيلو و التي تتضمن بناء 480 وحدة سكنية جديدة .و الجدير بالذكر بان المقاولين الإسرائيليين الذين سينفذون المشروع قد شرعوا فعلا إلى البدء بالتحضيرات لعلمية البناء في المرحلة الثانية في الموقع المخصص لها و التي من المتوقع أن يتم الانتهاء من العمل فيها في العام 2012. بالإضافة إلى ذلك ستكون هناك مرحلة ثالثة من البناء و التي تتضمن إقامة 318 وحدة استيطانية جديدة ستبدأ خلال الفترة التي ستتم فيها تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الاستيطاني. انظر الخريطة أدناه:
مستوطنة هار جيلو …….. أرقام و حقائق
تقع مستوطنة هار جيلو و التي أقامتها إسرائيل عام 1972 على أراضي المواطنين الفلسطينيين من بلدة بيت جالا و قرية الولجة و اللتان تقعان غربي مدينة بيت لحم. هذا و في العام 2003 كانت مستوطنة هار جيلو تمتد على مساحة 271 دونما من الأراضي التي صادرتها من أصحابها الفلسطينيين, حيث يقطنها اليوم ما يقارب ال 450 مستوطن إسرائيلي. وفي تشرين الثاني من العام 2000 تم إعداد خطة إسرائيلية لتوسيع الرقعة العمرانية و المساحة الإجمالية للمستوطنة لكن الخطة لم تنفذ إلا في العام 2004 و هو الوقت الذي تمت فيه المصادقة على عملية التوسع غير الشرعية, وحينها قام قطعان من المستوطنين الذين يسكنون المستوطنة , و بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي , بالاستيلاء على 143 دونما من أراضي المواطنين الفلسطينيين و أحاطتها بالأسلاك الشائكة حيث أصبحت مساحة مستوطنة هار جيلو بعد ذلك 414 دونما. و بالإضافة إلى ذلك تجدر الإشارة بان مخطط جدار الفصل العنصري حول مستوطنة هار جيلو قد استحوذ على مساحات إضافية تقارب ال 95 دونما و هي الأراضي الواقعة ما بين حدود المستوطنة الحالية و مسار الجدار الفاصل قيد البناء.
على ارض الواقع يتضح لنا بما لا يترك مجالا للشك , إن دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في مخططاتها لعزل مدينة القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني وذلك من خلال فرضها طوقا استيطانيا في محيط المدينة الجنوبي وذلك للإخلال بالتوازن الديمغرافي لصالح اليهود و على حساب الفلسطينيين حيث تحرم القرى و المدن و البلدات الفلسطينية المجاورة من حقها الطبيعي في التوسع و التطور.
منذ تنفيذ إسرائيل للمهزلة التي عرفت باسم ‘ خطة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة’, و هي تعمد إلى تكثيف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة و بالتحديد في داخل و في محيط مدينة القدس. و في الواقع ليس فقط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة السبب الوحيد الذي شجع إسرائيل إلى تكثيف البناء في المستوطنات غير الشرعية في الضفة المحتلة , بل الموقف الأمريكي السلبي من موضوع البناء في المستوطنات حيث تغاضت الإدارة الأمريكية عن عمليات التوسع في المستوطنات و ذلك بذريعة حق الإسرائيليين بالتوسع الطبيعي في تلك المستوطنات لاستيعاب الزيادة الديمغرافية المزعومة في عدد المستوطنين.
منذ العام 2003 و الذي تم فيه الإعلان عن خطة خارطة الطريق الأمريكية , فان دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تدخر جهدا و إلا بذلته في سبيل التنصل من تنفيذ الخطة المدعومة دوليا للسلام حيث أصبحت هذه الخطة , و بسبب التجاهل الإسرائيلي لها عثرة أمام السلام و ليس العكس.