أعلنت إدارة كلية ما يسمى ب ‘يهودا والسامرة’ المقامة في مستعمرة أرئيل في محافظة سلفيت عن تحويل الكلية إلى ‘مركز جامعي’ وذلك اعتبارا من بداية شهر آب الماضي حيث أيدت حكومة الاحتلال هذا التحويل بدعوى أن هذه الخطوة من شانها ‘ المساهمة في توسيع قاعدة التعليم العالي في اسرائيل لتعود بالفائدة على الاقتصاد والمجتمع الإسرائيليين’.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارئيل شارون صادق على تحويل الكلية إلى جامعة في شهر أيار من عام 2005م، حيث يذكر هنا إلى أن قرار التحويل في حينه لم يكن نابع عن اعتبارات أكاديمية بل هو قرار سياسي بحت أضفيت عليه صفة الأكاديمية. وقد جاء قرار شارون في حينه كرد على قرار اتحاد الجامعات البريطانية بمقاطعة جامعتين إرائيليتين هما جامعة حيفا وجامعة بار-أيلان اللتان تشرفان على أنشطة وعمل كلية ارئيل.
محفزات ومكافئات مختلفة:
يندرج قرار سلطات الاحتلال تحويل كلية ارئيل الى جامعة في أطار تعزيز الكتل الاستعمارية في الضفة الغربية وخاصة بعد عملية الانسحاب من قطاع غزة في صيف عام 2005م، حيث انتهجت حكومة الاحتلال عدة إجراءات في سبيل تشجيع الإسرائيليين على الانتقال للسكن في الضفة الغربية المحتلة ورفع مستوى الحياة فيها من بينها منح مكافآت ومحفزات اقتصادية مباشرة للمستعمرين وللسلطات المحلية اليهودية في الأراضي المحتلة.
ويشار هنا الى أن المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية مقسمة الى مناطق تطوير ‘أ’ أو ‘ب’ حيث أن المستوطنين والمستثمرين في تلك المستعمرات يحصلون على محفزات وإعفاءات ضريبية ومكافئات مالية كبيرة من بينها منح مقدمة من ستة وزارات في حكومة الاحتلال وهي:
وزارة الإسكان (قروض كبيرة لمشتري الشقق، جزءاً منها يتحول إلى منح).
مديرية إدارة أراضي الدولة (تخفيضات كبيرة على معدلات الإيجار للأراضي).
وزارة التربية (محفزات للمعلمين، إعفاء من دفع قسط التعليم في رياض الأطفال وسفريات مجانية للمدارس).
وزارة الصناعة والتجارة (منح للمستثمرين، بُنى تحتية لمناطق صناعية).
وزارة العمل والرفاه (محفزات للباحثين الاجتماعيين).
وزارة المالية (تخفيضات في ضريبة الدخل للإفراد والشركات وإعفاءات ضريبية).
ومن الجدير بالذكر هنا، إلى أن عملية توريد الأموال المخصصة للمستعمرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتم عن طريق ما تعرف بدائرة الاستيطان التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية والتي تعد إحدى الآليات التي تستعملها حكومات الاحتلال لتمييز المجالس المحلية الاستيطانية في الاراضي المحتلة عن غيرها من المجالس المحلية داخل الخط الأخضر على الرغم من أن ميزانية دائرة الاستعمار مصدرها أصلا من ميزانيات الدولة، لكونها مؤسسة غير حكومية، ألا أنها لا تخضع للقوانين والقواعد الملزمة للوزارات الحكومية في إسرائيل.
مستعمرة ارئيل من حيث الموقع والمساحة والسكان:
تعتبر مستعمرة ارئيل من كبرى المستعمرات على أراضي محافظة سلفيت، حيث يطلق عليها الاحتلال عاصمة السامرة، حيث يعود إنشاءها إلى عام 1978 عشية توقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وقد بدأت المستعمرة على مساحة 500 دونم من أراضي قرية مردا ومدينة سلفيت لتتوسع مع مرور الوقت لتصادر الآن نحو 13775 ألف دونما من بينها 2479 دونما مسطح بناء من أراضي قرى مردا وكفل حارس واسكاكا ومدينة سلفيت. وقد تحولت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى مدينة تضم كلية علمية ( كلية يهودا والسامرة) ومصانع متنوعة وإسكان كبير بالإضافة إلى فنادق. وبلغ عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2005 نحو 16520 مستعمرا ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط- واشنطن). وتبلغ حدود بلدية ارئيل اربعة أضعاف مسطح البناء فيها مما يجعلها قابلة للتوسع المستقبلي لتستوعب المزيد من المستوطنين.
بالإضافة إلى ما ذكر، تعتبر مستعمرة ارئيل المستعمرة الثالثة من حيث المساحة وعدد السكان في الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد مستعمرة معاليه ادوميم ومستعمرة بزغات زئيف في القدس المحتلة.
يذكر أن سلطات الاحتلال أقدمت على مصادرة أراض زراعية عام 1999م، من قرى حارس وبروقين غربي محافظة سلفيت تحديدا في المنطقة الشمالية الغربية لمستعمرة ارئيل وذلك بهدف إقامة منطقة صناعية عرفت فيما بعد بحدائق ارائيل والتي تضم الآن 4 مصانع رئيسية منها مصنع للزيوت المعدنية ومصنع خاص بالبلاستك المستخدم في البيوت المحمية.
( صورة 2+3 : بعض مصانع ارئيل المجاورة لشارع عابر السامرة رقم 5 الاستيطاني)
الآثار المختلفة لمستعمرة ارئيل على حياة المواطنين في محافظة سلفيت:
قامت سلطات الاحتلال والمستوطنين في مستعمرة ارئيل المقامة على أراضي المحافظة بإطلاق عدد كبير من الخنازير البرية التي تسببت علاوة على الخسائر الاقتصادية للمزارعين بإلحاق أذى نفسي لدى الأطفال وكبار السن في المنطقة، حيث أن هذه الخنازير تهاجم كل من يقترب منها. وبالفعل فقد تم تسجيل 4 حالات إصابات خطرة للأطفال في أراضي المواطنين في المحافظة نتيجة تعرضهم إلى هجوم من قبل قطعان الخنازير في المنطقة.
استغلال تساقط الأمطار في فصل الشتاء لضخ مجاري ومخلفات المستعمرة مع مياه الأمطار باتجاه بئر المطوي الواقع غربي مدينة سلفيت، حيث أدى إلى تلوثه بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار الأمراض خلال عام 2005-2006 في مدينة سلفيت والقرى المجاورة، مع العلم أن بئر المطوي يغطي حاجة 50% من مدينة سلفيت والقرى المجاورة من مياه الشرب.
تشكل المياه الملوثة ومخلفات المصانع الإسرائيلية ( البركان و حدائق ارئيل) مصدر تهديد للإنسان وللحيوانات البرية والبيئة والزراعة في المنطقة نتيجة سمية هذه المخلفات، كما أنها تعتبر مصدر للقوارض والحشرات بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة في المنطقة، حيث يعتبر وادي قانا الواقع في الجزء الشمالي من المحافظة اكبر شاهد على ذلك.