شهدت مستوطنة أبو غنيم الواقعة شمال شرق مدينة بيت لحم و جنوب مدينة القدس في الأشهر القليلة الماضية أعمالا توسعية سريعة الوتيرة. ففي جولة تفقدية للمستوطنة قام بها طاقم العمل الميداني التابع لمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج), تم الكشف عن إضافة عشرات الوحدات السكنية الجديدة للمستوطنة من الجهة الجنوبية في فترة لا تتعدى الثلاثة أشهر و التي ساهمت بشكل كبير في زيادة حجم المستوطنة و المنطقة المصادرة من حولها. انظر الصورة
أبو غنيم: تاريخ و حاضر
عقب احتلال اسرائيل للضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) و قطاع غزة في العام 1967, قامت اسرائيل بترسيم حدود بلدية القدس لتشمل أراضي من 28 قرية و مدينة فلسطينية, منها مدن بيت لحم, بيت ساحور و بيت جالا مما أدى الى زيادة رقعة مساحة بلدية القدس من 6.5 كم² الى 71 كم².
و كان موقع جبل أبو غنيم ضمن المناطق التي تم ضمها لحدود بلدية القدس و تم تصنفيها فيما بعد الى محمية طبيعية من قبل بلدية القدس حيث منع البناء في المنطقة. و جاء هذا التصنيف من قبل البلدية بهدف عدم إثارة انتقادات الرأي العام العالمي تجاه مسألة استيلائها على الأراضي الفلسطينية حيث ادعت البلدية بان مثل تلك المناطق هي لحماية البيئة و الطبيعة الا ان ما قامت به بلدية القدس و بالتعاون مع وزارة الاسكان الاسرائيلية عبر سنوات الاحتلال ناقد ‘تصنيف المحمية الطبيعية’ كما أعلنت عنه بلدية القدس و جاء ليخدم المصالح الاسرائيلية و التي تمثلت ببناء المستوطنات الإسرائيلية عبر سنوات الاحتلال الإسرائيلي.
بناء المستوطنة
وضع حجر الاساس لمستوطنة أبو غنيم (و المعروفة اليوم بمستوطنة هارحوما) في العام 1997 و ذلك بعد أن تم إعادة تصنيف محمية جبل أبو غنيم إلى منطقة بناء وعلى أثرها اقتلعت الجرافات الإسرائيلية تدريجياُ ما يقارب ال 60000 ألف شجرة كلما احتاجت من أجل البناء في المستوطنة. و تبلغ مساحة المستوطنة اليوم 2205 دونما و يقطنها ما يقارب ال 4500 مستوطن اسرائيلي. و تعد المستوطنة ثالث أكبر المستوطنات الاسرائيلية العشرين المقامة في محافظة بيت لحم بعد مستوطنتي بيتار عيليت و جيلو.
اخطارات لبناء وحدات سكنية جديدة للمستوطنة
و في دراسة أعدتها وحدة مراقبة الاستيطان في معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) عن مستوطنة أبو غنيم, تبين أنه ما بين الاعوام 2003 و 2007 قامت وزارة الاسكان الاسرائيلية و بالتعاون مع بلدية القدس بطرح عدة عطاءات لبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة أبو غنيم (مستوطنة هار حوما) , انظر الجدول 1
الوحدات السكنية الصادرة في مستوطنة أبو غنيم خلال السنوات الاربعة الماضية |
عدد الوحدات السكنية |
التاريخ |
العدد |
108 |
آذار 1, 2003 |
1 |
78 |
آب 15, 2003 |
2 |
700 |
نيسان 3, 2004 |
3 |
150 |
23 آب, 2004 |
4 |
500 |
آب 27, 2005 |
|
1000 |
كانون ثاني 9, 2007 |
5 |
2536 |
المجموع |
|
المصدر: وحدة مراقبة الاستيطان – أريج (2007)
ان هذه الاخطارات هي بمثابة دليل قاطع على استمرار اسرائيل بنشاطاتها الاستيطانية في مستوطنة أبو غنيم و الكثير من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بالرغم من ادانة المجتمع الدولي لمثل هذه النشاطات باعتبارها انتهاك فاضح للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الاسرائيلي و الفلسطيني و التي تدعو الى وقف النشاطات الاستيطانية بكافة أنواعها لما قد تشكله من عائق أمام مفاوضات الحل النهائي بين الجانبين.
بناء مستوطنتين جديدتين بالقرب من مستوطنة أبو غنيم (هار حوما)
و من جهة أخرى كشف المخطط الهيكلي الذي أعدته بلدية القدس الإسرائيلية في العام 2000 عن وجود مخطط لبناء أحياء جديدة في المنطقة المجاورة لمستوطنة هار حوما (مستوطنة ابو غنيم) في محافظة بيت لحم، الأولى تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمستوطنة هار حوما ( مستوطنة ابو غنيم) بينما تقع الثانية في الجهة الشمالية الغربية للمستوطنة . هذا و ستقوم الأحياء الجديدة على حوالي 1080 دونما اضافية من الاراضي الفلسطينية.
كما يكشف المخطط الهيكلي أيضا أن المنطقة السكنية التابعة لمستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) قد تصل مساحتها إلى 1410دونما، مما سوف يشكل زيادة قد تصل نسبتها الى 350% من مساحتها الحالية و البالغة 600 دونما. و سوف تحتل مستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) مع أحيائها الجديدة (حال الانتهاء من بنائهما) ما مساحته 3282 دونما .
الخاتمة
بالرغم من الرفض الدولي ، ما زالت إسرائيل مستمرة في تنفيذ مخططاتها الأحادية الجانب و بناء منطقة العزل العنصرية من خلال مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية في محافظة بيت لحم .و إذا استمر الأمر في هذا الاتجاه، فستصبح المنطقة العمرانية في محافظة بيت لحم محاصرة تماما بسلسلة من الجدران و المستوطنات و الطرق الالتفافية التي ستمنع أي نوع من التوسع في المستقبل و سوف تضع عملية التنمية و التطوير في خطر.
يحث معهد الأبحاث التطبيقية – القدس) أريج (على ضرورة الضغط على إسرائيل للإلتزام بالشرعية الدولية و قرارات الأمم المتحدة ، و يشدد على ضرورة تحميل إسرائيل مسؤولية ممارستها لمختلف الانتهاكات في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، و يدعو إلى وضع حد لسياسة اللامبالاة الإسرائيلية تجاه رغبة المجتمع الدولي في أن تلتزم إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة بما فيها : قرار مجلس الأمن رقم 452 (عام 1979) و الذي يدعو ‘ حكومة وشعب إسرائيل، على وجه السرعة، إلى وقف أنشاء وتشييد وتخطيط المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، بما في ذلك القدس’ و قرار مجلس الأمن رقم 446(عام 1979) و الذي ‘ يقرر أن السياسات والإجراءات الإسرائيلية بإقامة مستوطنات على الاراضي الفلسطينية وأراض عربية أخرى محتلة منذ 1967 لا تستند إلى أي أساس قانوني و تشكل عائقا خطيرا تجاه عملية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط .’