شرعت قوات الاحتلال الاسرائيلي بتجريف مساحات جديدة من اراضي مدينة بيت جالا لغرض بناء جدار العزل في المدينة. و كانت الجرافات الاسرائيلية قد جرفت بضعة دونمات من أراضي يملكها سكان مدينة بيت جالا و تقع بالقرب من طريق النفق هذا بالاضافة الى اقتلاع عدد من أشجار الزيتون المثمرة في الموقع نفسه. و تأتي هذه الخطوة الاسرائيلية لتكمل ما قد بدأته الجرافات الاسرائيلية في شهر كانون أول من العام 2006 حيث استغلت انشغال سكان المدينة بالاحتفالات الدينية و شرعت بتركيب مقاطع اسمنتية كبيرة الحجم في المنطقة المحاذية لشارع الانفاق في اطار تنفيذ المخطط الاسرائيلي الذي يقضي ببناء جدار العزل حول شارع الانفاق و عزله تماما عن باقي اراضي مدينة بيت جالا و منع الفلسطينين من استخدامه قطعيا ليصبح تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة. و تعود الاراضي الفلسطينية التي تقوم الجرافات الاسرائيلية بتجريفها حاليا لعدد من العائلات الفلسطينية من مدينة بيت جالا, عرف منها عائلة أبو عمشا, عوض, أبو شايبة, مرزوقة, خميس, الحذوة و غنيم. انظر الخارطة
 |
و يأتي مخطط الجدار في المنطقة المحيطة بشارع الانفاق ضمن الامر العسكري الاسرائيلي الذي تسلمه اهالي مدينة بيت جالا في التاسع و العشرين من شهر كانون ثاني عام 2006 و يحمل رقم 06/01/ت و الذي يقضي بمصادرة عشرات الدونمات من الاراضي الزراعية الواقعة في محيط منظقة شارع الانفاق. و جاء هذا الامر العسكري ليستبدل أمرين اسرائيلين اخريين كانا قد صدرا في العام 2004 لبناء الجدار في منطقة شارع الانفاق. انظر الامر العسكري
 |  |
و يعتبر شارع الانفاق نقطة الوصل بين المستوطنات الاسرائيلية الواقعة غرب مدينة بيت لحم (مستوطنات مجمع غوش عتصيون) و المستوطنات الاسرائيلية الواقعة شمال مدينة بيت جالا ( مستوطنات جيلو. هار جيلو و جفعات هماتوس) و تلك المقامة داخل مدينة القدس. و قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بشق شارع الانفاق عقب اتفاقيات اوسلو في العام 1995 على حساب أراضي مدينة بيت جالا بهدف ربط المستوطنات الاسرائيلية بعضها ببعض.
و تجدر الاشارة بان ما تقوم به اسرائيل في مدينة بيت جالا يأتي ضمن خطة جدار العزل الذي سيطوق محافظة بيت لحم من جهاتها الثلاث الشمالية, الغربية و الجنوبية بطول 53 كم, تم انجاز 16.5 كم منها. هذا و من المتوقع أن يتم انجاز معظم مسار الجدار في محافظة بيت لحم قبل نهاية العام الحالي.
ان استمرار اسرائيل بعمليات تجريف الاراضي الزراعية و اقتلاع الاشجار المثمرة لصالح بناء جدار العزل العنصري هو مخالف لجميع القوانين و الاعراف الدولية و و يعتبر أيضا تجاهل علني لاحد أهم قرارات الشرعية الدولية, قرار رقم 242 الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عام 1967 و الذي بنص على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي التي احتلتها في عدوان 1967 و الذي يؤكد أيضا ‘عدم جواز الاستيلاء على الاراضي بالحرب، والحاجة الى العمل من أجل احلال سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمان’.
