في أول اعلان لها منذ بداية العام الجديد, صرّحت وزارة الإسكان الإسرائيلية اليوم عن إضافة 1000 وحدة سكنية جديدة لمستوطنة هارحوما ‘ أبو غنيم’ في إطار خطة تسعى فيها إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية حول مدينة القدس. و يعتبر هذا التصريح و هو ليس الآخير من نوعه, انتهاك لقرارات الأمم المتحدة بما فيها : قرار مجلس الأمن رقم 452 (عام 1979) و الذي يدعو ‘ حكومة وشعب إسرائيل، على وجه السرعة، إلى وقف أنشاء وتشييد وتخطيط المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، بما في ذلك القدس’ و قرار مجلس الأمن رقم 446(عام 1979) و الذي ‘ يقرر أن السياسات والإجراءات الإسرائيلية بإقامة مستوطنات على الاراضي الفلسطينية وأراض عربية أخرى محتلة منذ 1967 لا تستند إلى أي أساس قانوني و تشكل عائقا خطيرا تجاه عملية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط فضلا عن ذلك كونه مخالفا لبنود اتفاقيات السلام الموقعة و التي تدعو لتجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. و يشكل تصريح وزارة الاسكان امتداد لتصريحات سابقة تتعلق بالمستوطنة, ففي عام 2003 أصدرت وزارة الإسكان الإسرائيلية ‘عطاءات’ لإضافة 186 وحدة سكنية جديدة لمستوطنة أبو غنيم و تلتها عطاءات أخرى خلال عامي 2004 و 2005 لإضافة ما يقارب أل 1350 وحدة سكنية جديدة للمستوطنة.
و تعتبر مستوطنة هارحوما ‘أبو غنيم’ ثالث أكبر المستوطنات الإسرائيلية في محافظة بيت لحم و البالغ عددها 19 مستوطنة إسرائيلية هذا بالاضافة الى 19 بؤرة استيطانية تم انشاها في الفترة الواقعة ما بين 1996 و 2004. و تحتل المستوطنة اليوم ما يزيد عن 2000 دونما تم مصادرتها من أهالي مدينة بيت لحم, بيت ساحور, صور باهر و أم طوبا. و يقطن المستوطنة اليوم ما يقارب ال 4000 مستوطن إسرائيلي يشكلون 15% من عدد الوحدات السكنية الموجودة داخل المستوطنة و المجهزة لاستيعاب 25000 مستوطن اسرائيلي تنوي بلدية القدس توطينهم في المستوطنة بحسب المخطط الهيكلي للمستوطنة. انظر الصورة
و بحسب المخطط الهيكلي الصادر عن بلدية القدس للمدينة و ضواحيها, يظهر جبل أبو غنيم و الذي أقيمت عليه المستوطنة ضمن المناطق المصنفة ‘بالمناطق الخضراء’ يمنع البناء عليها و تفرض عليها الحماية بموجب قوانين خاصة لأهميتها البيئية الخاصة. و عقب احتلال إسرائيل للضفة الغربية بما فيها (القدس الشرقية) و قطاع غزة ، استخدمت إسرائيل قوانين التنظيم و البناء لصالحها من أجل الحد من النمو العمراني الفلسطيني حيث بدأت و منذ الأيام الأولى للاحتلال بإغلاق مناطق شاسعة بإعلانها مناطق خضراء يمنع البناء عليها في القدس الشرقية شكلت ما يزيد عن 40% من مساحة المدينة المحتلة على الاقل, كما تم اعداد مخططات بناء استيطاني عليها حيث تم اعادة تصنيف تلك الاراضي الى مناطق عمران كما هو الحال في العديد من القرى الفلسطينية الموجودة في محيط القدس و كذلك ‘جبل أبو غنيم’ حيث تم تحويلها من منطقة خضراء إلى مستوطنة إسرائيلية.
بناء مستوطنتين جديدتين بالقرب من مستوطنة أبو غنيم (هار حوما)
كما يكشف المخطط الهيكلي الذي أعدته بلدية القدس الإسرائيلية عن وجود مستوطنتين جديدتين في المنطقة المجاورة لمستوطنة هار حوما ( مستوطنة ابو غنيم) في محافظة بيت لحم، الأولى تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمستوطنة هار حوما ( مستوطنة ابو غنيم) بينما تقع الثانية في الجهة الشمالية الغربية للمستوطنة . و هذا من المتوقع ان تقبع هاتان المستوطنتان على حوالي 1080 دونما اضافية من الاراضي الفلسطينية حيث يكشف المخطط الهيكلي أن المنطقة السكنية التابعة لمستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) المصادرة قد تصل مساحتها إلى 1410دونما، مما سوف يشكل زيادة قد تصل نسبتها الى 350% من مساحتها الحالية و البالغة 400 دونما. و سوف تحتل مستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) و المستوطنتين الجديدتين (حال الانتهاء من بنائهما) ما مساحته 2500 دونما مجتمعات .
مستوطنة أبو غنيم و جدار الفصل العنصري
استطاعت اسرائيل من خلال بنائها لجدار العزل العنصري حول مدينة القدس اعادة ترسيم حدود جديدة لبلدية القدس للمرة الثانية و ذلك بعد احتلالها للمدينة في العام 1967. هذا و يظهر مسار جدار العزل العنصري حول القدس عزم و تخطيط اسرائيلي للسيطرة على مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية الغير المأهولة بالسكان و كذلك لضم المستوطنات الاسرائيلية لحدودها الجديدة ضمن مشروع مخطط ‘ القدس الكبرى’ الذي تسعى اسرائيل من خلاله الى خلق نوع من التواصل بين المستوطنات الإسرائيلية في مدينة القدس و حولها في الوقت نفسه قطع أوصال التجمعات الفلسطينية الواقعة شرق مدينة القدس و التي ستعزل بشكل كامل عن باقي مدن الضفة الغربية. هذا و يشمل مخطط ‘القدس الكبرى’ ضم أربعة تجمعات استيطانية إسرائيلية من أصل ستة تسعى إسرائيل إلى ضمها من خلال خططها اللامتناهية في الأراضي الفلسطينية المحتلة; و هي: تجمع معاليه أدوميم, تجمع جفعات زئيف, تجمع غوش عتصيون و تجمع مودعين عيليت (كريات سيفر) هذا بالاضافة الى مستوطنات جيلو, هار جيلو و مستوطنة أبو غنيم.
يأتي اعلان وزارة الاسكان الاسرائيلية عشية زيارة كونداليسا رايس للمنطقة و طرحها للمبادرة السياسية بانشاء دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة و اعتماد جدار الفصل العنصري اساسا لحدود هذه الدولة. و الواضح أن هذه المبادرة الامريكية تنسف اسس عملية السلام و مرجعيته و هي الارض مقابل السلام و تطبيق قرارات مجلس الامن 242 و 338 , حيث تحاول أمريكا تغيير هذه المرجعية من خلال المبادرة المطروحة و التي سترسخ عزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني و تثبت سلخ منطقة العزل الغربية و مساحتها 10% من الضفة الغربية و منطقة الاغوار البالغ مساحتها 27.5% و اقامة دولة فلسطينية متقطعة الاوصال في حين تستمر اسرائيل في توسعاتها الاستيطانية و تهويد الاراضي الفلسطينية بحيث لا يكون هناك مجال لدولة فلسطينية على كافة التراب الفلسطيني الذي تم احتلاله عام 1967. انظر الخارطة