شهدت الأعوام الثلاثة ( 2017-2019 ) قيام المستعمرين بإنشاء ست بؤر استعمارية جديدة على أراضي المواطنين المصادرة في محافظة الخليل.
فمن خلال المتابعة الميدانية لفريق البحث الميداني في مركز أبحاث الأراضي، لوحظ قيام المستعمرين بإقامة هذه البؤر على بعد مئات الأمتار من مستعمرات كبرى مقامة منذ سنوات سابقة، كما لوحظ أن هذه البؤر الجديدة قد أقيمت على أطراف المحافظة الغربية والجنوبية والشرقية، وتحديداً على أراضي بلدات ( دورا، بني نعيم، يطا، السموع، الظاهرية، سعير).
وقد بدأ المستعمرون بإقامة معظم هذه البؤر من خلال جلب شاحنات مغلقة وإسكان عائلة أو أثنيتن من المستعمرين المتدينين فيها، ويتم اختيار الشاحنات للسكن فيها ولسرعة تحريكها ونقلها إلى موقع مستهدف طارئ، حيث يتم وضع الشاحنة والإقامة فيها لمدة من الزمن، كما يتم إيقاف هذه الشاحنة على إحدى التلال القريبة من مستعمرة قائمة، وخارج المخطط الهيكلي لها، وما إن تقوم السلطة المحلية في المستعمرة بتزويد الشاحنة بالخدمات، حتى تقوم أسرة المستعمرين بجلب مباني جاهزة ” كرفانات” أو بناء مساكن من ألواح الصفيح المعزول، لتصبح هذه البؤرة شيئا فشيئاً أمراً واقعاً على الأرض.
بدايات إقامة بعض البؤر الاستعمارية على أراضي محافظة الخليل
وتهدف هذه البؤر الاستعمارية، رغم صغر حجمها، إلى فرض السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي المواطنين، حيث لوحظ بأن القاطنين في هذه البؤر يملكون قطعان مواشي، ويقومون برعيها في أراضي المواطنين، بينما يمنعون الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى مساحات شاسعة من أراضيهم حول البؤرة، كما يقومون بزراعة مساحات من الأراضي المستولى عليها حول البؤرة، وتوفر قوات الاحتلال الحماية الأمنية لهذه البؤر.
كما تهدف هذه البؤر إلى خلق تواصل جغرافي ما بين المستعمرات الكبرى المقامة سابقاً، أو إلى تحويلها إلى مستعمرات جديدة كبرى في المستقبل، أو ضمها للمستعمرة القائمة كأحياء استيطانية جديدة، حيث قامت حكومة الاحتلال بشرعنة العديد من هذه البؤر، عبر إعداد مخططات تفصيلية وإقامة البنى التحتية ومدها بالخدمات ومنحها تراخيص بناء، بالرغم من عدم اعتراف حكومة الاحتلال بهذه البؤر في بدايات إنشاءها، حيث كانت تسميها بالبؤر العشوائية أو غير المعترف بها!.
وكانت الصحافة العبرية قد كشفت في شهر كانون الأول 2018 بأن “اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع” بحثت مشروع قانون “التسوية 2″، والذي يهدف إلى شرعنة (66) بؤرة استيطانية مقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” قد قرر في أيار/ مايو 2017، تشكيل طاقم خاص للاعتناء بملف شرعنة البؤر الاستيطانية، وخصّص له ميزانية وصلت إلى 10 ملايين شيكل (3 ملايين دولار أمريكي) سنويا لمدة ثلاث سنوات.
فيما يلي البؤر الاستعمارية الجديدة المقامة على أراضي المواطنين في محافظة الخليل في الأعوام (2017- 2019)، فهي التالي:
- نيجهوت فارم: وقد بوشر العمل على إقامتها في شهر شباط من العام 2018، على أراضي فقيقيس، غرب بلدة دورا، وهي من البؤر الزراعية، حين قام المستعمرون بشق طريق ترابي يصل ما بين مستعمرة ” نيجهوت” وسفح جبل إلى الغرب من المستعمرة، ثم قاموا بجلب شاحنة وإسكان أسرة فيها، كما جلبوا قطيعاً من المواشي وأقاموا حظائر لها، ويقوم أبناء هذه الأسرة برعي مواشيهم في أراضي المواطنين، ومطاردة الرعاة من أبناء المنطقة، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم، لمزيد من الاطلاع، إضغط هنا.
كما تم تزويد هذه البؤرة بالكهرباء من مستعمرة ” نيجهوت”، وبدأت تكبر شيئا فشيئاً، حيث أقيم إسطبل صغير للخيول، وعدد من الخيام والبركسات للمواشي، كما تم في شهر تموز 2019 أقامة مبنى من ألواح الصفيح المعزول في هذه البؤرة.
بدايات أقامة ” نيجهوت فارم” – شباط 2018
توسع البؤرة ” نيجهوت فارم” – أيلول 2019
ومن التجمعات الفلسطينية التي تقع على مقربة من هذه البؤرة، قرية فقيقيس من الجهة الشرقية، وبلدة بيت عوا من الجهة الغربية، ومن الشمال والغرب قرى المجد وسكة وطواس.
- بني حيفر جنوب: وقد بوشر العمل على إقامتها في شهر أيار 2018، في منطقة “الحمرا” ببلدة بني نعيم، وإلى الجنوب الشرقي من مستعمرة ” بني حيفر” ، وهي بؤرة زراعية، حيث قام المستعمرون بشق طريق يربط ما بين مستعمرة ” بني حيفر” وقطعة ارض على تلة مقابلة للمستعمرة، ثم جلبوا شاحنة وأقاموا فيها، كما جلبوا قطيع مواشي وأقاموا حظائر لها في المكان، ويقومون برعي مواشيهم في أراضي المواطنين، ويحاولون السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي من خلال منع المواطنين ورعاة المواشي من مواطني البلدة من الوصول إليها، وتوفر قوات الاحتلال الحماية للأسرة المقيمة في هذه البؤرة التي تتلقى خدماتها من مستعمرة ” بني حيفر”، لمزيد من الاطلاع، اضغط هنا
- أسيئايل غرب: وقد أقيمت مطلع العام 2018، على أراضي بلدة السموع، وتقع إلى الغرب من مستعمرة ” أسيئايل” المقامة منذ العام 2002، وتعود بدايات إقامة هذه البؤرة إلى جلب شاحنة على عجلات، وإسكان عائلة من المستعمرين المتدينين فيها، كما تم جلب قطيع من المواشي إلى الموقع، وقام المستعمرون بإنشاء حظائر وخيام لإيواء المواشي، التي يقومون برعيها في أراضي المواطنين، ومحاولة السيطرة على المراعي والأراضي المحيطة بهذه البؤرة، كما تتلقى البؤرة خدماتها من مستعمرة” أسيئايل”.
ومن التجمعات السكانية الفلسطينية القريبة من هذه البؤرة، خربة الرظيم وخربتي ودادي والخرابا ومن الجهة الشمالية أطراف بلدة السموع.
- سوسيا – شرق: وقد أقيمت مع بدايات العام 2019 على أراضي بلدة يطا الجنوبية الشرقية، وإلى الشرق من مستعمرة” سوسيا” و تتلقى خدماتها منها. وتعود بدايات إقامة هذه البؤرة إلى قيام مجموعة من المستعمرين بنصب خيمة إلى الشرق من الشارع الالتفافي (طريق 317)، وشق طريق ترابي يصل الشارع الالتفافي بموقع إقامة الخيمة، كما باشروا بأعمال حفر وتسوية الأراضي في محيط الخيمة، وقاموا بجلب مواد بناء إلى الموقع والشروع بأعمال بناء فيه.
أعمال بناء في البؤرة الاستعمارية” سوسيا شرق” – ايلول 2019
ومن التجمعات السكانية الفلسطينية القريبة من هذه البؤرة، قريتي سوسيا العربية ووادي جحيش من الجهة الغربية، ومن الشرق قرية بير العد، ومن الجنوب قرية هريبة النبي، ومن الشمال قريتي قواويس وشعب البطم.
- شبتايس فارم: وهي البؤرة المقامة في العام 2017م، على أرضي بلدة الظاهرية الشرقية، وتقع هذه البؤرة إلى الجنوب من البؤرة الاستعمارية ” حافات مور” وتبعد عنها حوالي ( 300متر) وكلاهما يقعان إلى الشرق من مستعمرة ” تينا عوماريم”، ويربطهما بمستعمرة ” تينا” طريق معبد بطول حوالي ( 1.5 كم)، وهذه البؤرة ذات طابع زراعي وتتألف من حوالي ( 15) منشأة، غالبيتها حظائر وخيام للمواشي، حيث يملك المقيمون في هذه البؤرة قطعان كبيرة من المواشي، وتعتمد البؤرة على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية، كما تتلقى خدماتها من مستعمرة ” تينا عوماريم” .
وتقع خربتي زنوتا والطيران إلى الشرق من هذه البؤرة، كما تقع خربتي الرهوة ووادي السمسم إلى الغرب منها.
وينفذ المستعمرون المقيمون في هذه البؤرة إعتداءتهم على رعاة المواشي من أهالي المنطقة إنطلاقا من هذه البؤرة، ويمنعون الرعاة من الوصول إلى أراضيهم ومراعيهم وآبار المياه المنتشرة في المنطقة، لمزيد من الاطلاع، اضغط هنا
- بني كيدم فارم: وهي البؤرة المقامة منذ العام 2017، على أراضٍ مصادرة تابعة لبلدة سعير شرق الخليل، حيث قام المستعمرون أيضاً بجلب شاحنة مغلقة وإيقافها على التلة المقابلة لمستعمرة ” بني كيدم” وإسكان عائلة من المستعمرين فيها، وتقع هذه البؤرة إلى الشرق من مستعمرة ” بني كيدم” وتبعد عنها حوالي ( 500م)، كما قامت الأسرة المقيمة في هذه الشاحنة بجلب قطيع من المواشي، وبناء الحظائر والبركسات لها، ويقومون برعي مواشيهم في أراضي المواطنين المحيطة بهذه البؤرة، وطرد الرعاة من أهالي المنطقة، لبسط السيطرة على أكبر قدر من الأرضي حول المستعمرة والبؤرة الجديدة.
جانب من البؤرة الاستعمارية ” بني كيدم فارم” – أيلول 2019
وتطل هذه البؤرة الجديدة، وكذلك مستعمرة ” بني كيدم” على مناطق ( جورة الخيل، القانوب، شعب السير) وغيرها من أراضي بلدتي الشيوخ وسعير.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه البؤر يتم إنشاؤها دون تلقي مالكي الأرض أية أوامر بالاستيلاء على أراضيهم، وفي حال قيامهم بالاعتراض على إقامة هذه البؤر حتى تقوم قوات الاحتلال بطردهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم المُستولى عليها، وإصدار أوامر عسكرية بطردهم من الموقع وحظر تواجدهم فيه.
اعداد: