- الانتهاك: تجريف أراضي زراعية.
- الموقع: منطقة " ظهر صبح" جنوب بلدة بديا.
- تاريخ الانتهاك: 28/02/2018م.
- الجهة المعتدية: مستعمرون متطرفون.
- الجهة المتضررة: عدد من المزارعين في بلدتي كفر الديك وبديا.
منطقة ظهر صبح، المنطقة التي امتيازات بطابع خاص والتي لطالما عرفت بموقعها الاستراتيجي الهام المطل على السهل الساحلي الفلسطيني، وعلى كامل التجمعات الفلسطينية والمستعمرات المحيطة في محافظة سلفيت، عدى عن كونها بمثابة لوحة فنية جميلة تعكس تاريخاً عريقاً حل في المنطقة، فالآثار الرومانية والإسلامية التي تزين المنطقة لأكبر شاهد على عظم تلك المنطقة على مر الأزمان، هذا بالأهمية الحالية كونها حلقة وصل تربط الأرياف الفلسطينية في محافظة سلفيت بعضها ببعض.
يذكر ان تلك المنطقة كغيرها من المناطق الفلسطينية المشرفة والمطلة تشهد منذ عقود طويلة مخططات إسرائيلية متتابعة بهدف السيطرة على كامل المنطقة وإلحاقها إلى قائمة المناطق الخاضعة للنشاطات الاستعمارية التوسعية.
تفاصيل الانتهاك:
ففي يوم الأربعاء الموافق 28 شباط 2018م قامت مجموعة من المستعمرين وتحت حماية جيش الاحتلال بتجريف وتسوية ما لا يقل عن 155 دونم في تلك المنطقة وذلك بهدف زراعتها وتحويلها إلى ما يعرف بكيبتوس زراعي إسرائيلي والتي يدعي الاحتلال أنها – أراض دولة-، علماً بأن هناك 12 دونماً من ضمن تلك الأراضي المعتدى عليها جرى تأهيلها وزراعتها حديثاً مع مطلع العام الحالي من خلال زراعتها بغراس الزيتون بدعم من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية ضمن مشروع تخضير فلسطين والممول من منظمة الأغذية والزراعة العالمية، حيث جرى اقتلاع وتخريب ما لا يقل عن 310 غرسات زيتون مزروعة هناك، والمملوكة للمزارع علي محمد الشيخ علي من بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت.
الجدول التالي يبين أصحاب الأراضي المتضررين ضمن 155دونما من اعتداء المستعمرين الأخير، بحسب سجلات حصر الاضرار في محافظة سلفيت…
الجدول التالي يبين أسماء أصحاب الأراضي المتضررة ومعلومات عنها:
المواطن المتضرر |
الموقع |
المساحة المتضررة |
طبيعة استغلال الارض |
علي محمد الشيخ علي |
كفر الديك |
12 |
مزروعة بغراس الزيتون 310 غرسة |
فوزات عبد الرحيم الأقرع |
بديا |
11 |
غير مستغلة لمنع الاحتلال من وصولها |
فواز عبد الرحيم الأقرع |
بديا |
17 |
|
احمد عبد الرحيم الأقرع |
بديا |
9 |
|
بدران مصطفى محمد بعدين |
بديا |
16 |
|
زهران مصطفى محمد بعدين |
بديا |
8 |
|
سليمان مصطفى محمد بعدين |
بديا |
4 |
|
رائد سليم أبو سيف |
بديا |
9 |
|
يوسف أمين أبو سيف |
بديا |
6 |
|
لؤي فايز أبو سيف |
بديا |
11 |
|
معزوز قاسم عقل |
بديا |
17 |
|
عزام قاسم عقل |
بديا |
6 |
|
نهاد احمد مصطفى بركات |
بديا |
14 |
|
غازي فايق رضا |
بديا |
6 |
|
يوسف فايق رضا |
بديا |
9 |
|
المجموع |
155 |
|
المصدر: حسب سجلات حصر الأضرار في محافظة سلفيت.
الصور 1-3: جرافات الاحتلال في منطقة ظهر صبح والتي تقوم بتجريف الأراضي لتحويلها لأراضي زراعية لصالح المستعمرين
وحول حقيقة ما يجري في تلك المنطقة من تطورات متلاحقة: أفاد جمال جماد مسؤول ملف الجدار والاستيطان في محافظة سلفيت لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
" في عام 1985م اصدر ما يسمى قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية قراراً عسكرياً بوضع اليد على 1200 دونماً من أراض منطقة " ظهر صبح" وذلك ضمن أراض قرى كفر الديك، بروقين، بديا، سرطة، حيث منع جيش الاحتلال المزارعون من تنفيذ أي مشاريع تنموية في تلك المنطقة أو حتى زراعة الأرض هناك بقوة السلاح، علماً بأن تلك الأراضي كانت تستغل بزراعة القمح والحبوب وقسم آخر في زراعة الزيتون لعقود طويلة، وفي عام 2014م وبعد مداولات طويلة في أروقة محاكم الاحتلال، استطاع عدد من المزارعين من استعادة اراضيهم، في حين وبحسب اللجنة الفنية للأراضي والمسوحات الإسرائيلية في "بيت ايل" والتي تشكلت بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية لتقصي الوقائع هناك، تم الإشارة الى وضع اليد على 452 دونم من أصل 1200 دونم وذلك ضمن الحوض الطبيعي رقم 2 والقطع " 2017، 2106، 2110، 1907، 2110" من منطقة ظهر صبح من أراض بلدتي كفر الديك وبديا، على اعتبارها أراض دولة، حيث قامت ما تعرف الادارة المدنية الاسرائيلية بتضمينها لأحد المستعمرين، ليبدأ هنا مسلسل تجريف الأرض وتسييجها على مراحل، فكانت المرحلة الأولى تسوية 300 دونم وإحاطتها بالسياج الفاصل، واليوم يتم استكمال المخطط بتسوية وتجريف ما تبقى من أراض وهي 155 دونم تقريباً".
رئيس لجنة المزارعين في بلدة بديا الحاج يوسف ابو صفية عبر عن الواقع المرير الذي جرى مؤخراً بالقول:
" كنا قديماً نفلح منطقة ظهر صبح، وكانت تعج المنطقة بالحيوية على اعتبارها مصدر دخل المئات من العائلات في المنطقة ككل حيث كانت تزرع الأراضي هناك قبل عام 1990م بالقمح والشعير، عدى على اعتبارها منتزه ومصيف للسكان، لكن الاحتلال لم يرق له ذلك، حيث صعد من وحشية الاعتداءات بحق المزارعين، مما اثر ذلك على حيوية المنطقة وبالتالي تحولت تدريجياً إلى أراض غير مستغلة من الناحية الزراعية في مجملها، باستثناء بعد القطع التي بشكل يوصف بالمخاطرة حاول بعض المزارعين البقاء فيها وفلاحتها، وفي عام 2014م قام الاحتلال بتضمين الأرض إلى مجموعة من المستعمرين بهدف فلاحتها وزراعتها، وكان بعض المزارعين من بينهم المزارع علي محمد الشيخ علي حريصاً على زراعة أرضه بهدف حمايتها من بطش الاحتلال ومن الزحف الاستيطاني المتسارع هناك، وذلك عبر زراعتها بغراس الزيتون خلال مطلع العام الحالي 2018م، الا ان هذا لم يرق للمستعمرين الذين بدعم من الاحتلال قاموا بإحضار جرافة وتدمير أرضه واستكمال تجريف من تبق من أراض وهي 155 دونم ممن يصفها الاحتلال بأراض الدوله:"
يذكر ان أطماع الاحتلال لم تتوقف عند ذلك الحد، بل أصبحت كافة الاراض المحيطه بأراض الدولة بحسب وصف الاحتلال أيضا هي مهددة بالمصادرة بهدف ضمها الى نفوذ سلطة المستعمرين، مما دفع الاغاثة الزراعية الفلسطينية الى تنفيذ بعض المشاريع التنموية بهدف حماية الارض، مما عزز ذلك قدرة المزارع على الوصول الى ارضه، لكن الاحتلال قام بتدمير جزء من تلك المشاريع و قد قام فريق مركز أبحاث الأراضي بتوثيق كافة اعتداءات الاحتلال هناك خلال تلك الفترة..
وحول نشاطات الاغاثة الزراعية هناك، تحدث بكر حماد مدير الاغاثة الزراعية في محافظة سلفيت لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:
" لقد قامت الإغاثة الزراعية باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي وتنفيذ عدد من الآبار لجمع المياه وشق طرق زراعية في منطقة ظهر صبح المهددة بالمصادرة في الاعوام 2010 – 2013م ، لكن الاحتلال قام بتدمير جزء كبير منها بحجة عدم الترخيص ضمن ما يعرف بالمناطق المصنفة C لكن هذا لم يمنع إرادتنا على البقاء هناك و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أراضي".
الباحث الحقوقي رزق ابو ناصر أشار الى ان كافة ما يجري في منطقة ظهر صبح من عربدة وتجريف للأراضي يعكس في جوهره بوجود مخطط تهويدي ضخم يحط بالمنطقة، بحيث تكون منطقة ظهر صبح جزء من المخطط، حيث أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:" هناك مخطط إسرائيلي للسيطرة على معظم أراضي محافظة سلفيت، فعلى ارض الواضع هناك مخطط تسلسلي يبدأ من الغرب عبر ربط مستعمرة "ليشم" بمستعمرة "علي زهاف" ومنها بمستعمرة "بروخين" وتكون منطقة ظهر صبح هي حلقة الوصول في ذلك، لتصبح المنطقة ضمن تكتل ضخم يربطها بتجمع "ارائيل" و" بركان" و مستعمرة "تفوح"، مما يخلق تواصل لتلك التجمعات الاستعمارية على كافة أراض المحافظة المهددة، وهذا من المؤكد سوف ينعكس على الوجود الفلسطيني هناك.
ورغم ما يجري في المنطقة من مؤامرات ومكائد، يبقى المزارع الفلسطيني سيد المواقف، حيث لم يتوقف عن المحاولة للعودة الى ارضه رغم كافة القيود هناك، فالانتماء إلى الأرض أقوى من كل مخططات الاحتلال عبر زرع المستعمرون الغرباء في الارض التي لطالما رفضت وجودهم وسوف تحبط مخططاتهم مهما طال الزمن.
اعداد: