معهد اريج يرصد التوسعات الاستيطانية الاسرائيلية خلال الاعوام 2006- 2009

معهد اريج يرصد التوسعات الاستيطانية الاسرائيلية خلال الاعوام 2006- 2009

 


 


لم ترد فكرة وقف الاستيطان الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة على اجندة اي من الحكومات الاسرائيلية التي رافقت بدء العملية السلمية منذ العام 1993, حتى ان الاسرائيليين لم يبدوا اي استعداد للحديث بهذا الشان على مر السنوات الماضية بل على العكس تماما فقد استشرى الاستيطان منذ ذلك الحين بشكل غير مسبوق ، فتضاعف عدد المستوطنات وعدد المستوطنين منذ بدء عملية السلام ليصل اليوم الى 199 مستوطنة وقرابة ال 600,000 مستوطن اسرائيلي بما في ذلك منهم الموجودين في مدينة القدس الشرقية ، بل و اكثر من ذلك, فقد تضاعفت المساحات الاستيطانية خلال تلك الفترة من 69 كلم مربع (1.2% من المساحة الكلية للضفة الغربية) الى 189 كلم مربع (3.3%).

 

هذا و لم تنجح الوساطات الدولية من الدول الاوروبية و امريكا لجعل اسرائيل تجمد و لو لفترة مؤقتة نشاطاتها الاستيطانية, فكان فشلا تلو الاخر لتلك الدول بان تقرأ الرسائل الاسرائيلية بانها عازمة على الاستمرار في النشاطات الاستيطانية بكافة أشكاله و تحت كل الظروف ، حتى ان بعض الدول اصبحت تشعر بالعجز و عدم امكانية ثني اسرائيل عن وقف نشاطاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بان اتجهت الى الفلسطينيين ليقبلوا بالوجود الاستيطاني كواقع على الارض، فعجز و ضعف الدول الغربية من جهة لاخذ اي قرار من شانه الضغط على اسرائيل لوقف البناء الاستيطاني دفع بها الى تجاوز موضوع الاستيطان كنقطة ارتكازية  واساسية في عملية السلام و التركيز على ضرورة بان يقوم الفلسطينيين بجهود اكبر لايجاد بيئة اكثر استقرارا لامن اسرائيل من جهة, و من جهة اخرى عزز ضعف و عجز الدول العربية في بسط نفوذها لدعم موقف الفلسطينيين من خلال الضغط على الدول الغربية و الامم المتحدة للتحرك بشان وقف الاستيطان بان تقوم اسرائيل بتجاهل حتى المبادرات العربية الداعية للتطبيع الكامل مقابل وقف الاستيطان و الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة في العام 1967, الامر الذي ينذر بتفشي اكثر للاستيطان و خاصة ان اسرائيل قد اعدت خطط بناء استيطاني لمستوطنات الضفة و القدس بما يزيد عن 100,000 وحدة استيطانية خلال العقد القادم.

 

المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية تشهد نشاطا متزايدا في البناء خلال الاعوام 2006 و 2009

 

شهدت المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية نشاطا غير مسبوق له خلال الاعوام الماضية (2006 و 2008), حيث تزايدت وتيرة البناء في المستوطنات الاسرائيلية بالرغم من التحذيرات المتعددة التي وجهتها الادارة الامريكية لاسرائيل بوقف الاعمال الاستيطانية في في الضفة الغربية حيث ان توسيعها يمثل عقبة أمام عملية السلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين، كما أن التوسع في بناء المستوطنات يعتبر انتهاك لالتزامات دولة إسرائيل لما أعلنت عنه في مؤتمر أنابوليس في شهر تشرين ثاني من العام 2007 حيث قال في  كلمته في مدينة أنابوليس أمام الرئيس الامريكي جورج بوش و الرئيس الفلسطيني محمود عباس و الحضور أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي على أن المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي و الفلسطيني لحل النزاع ستقوم على أساس الاتفاقات الموقعة بين الجانبين (الاسرائيلي و الفلسطيني)، وقرارات مجلس الامن الدولي 242 و 338 ، وخارطه الطريق و رسالة الرئيس الامريكي جورج بوش في نيسان / ابريل 14 ، 2004 الى رئيس وزراء اسرائيل أنذاك (أرييل شارون).’ كما تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أمام أعضاء المجلس الاسرائيلي المصغر في التاسع عشر من تشرين ثاني للعام [1]2007  بتجميد النشاطات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية و ازالة البؤر الاستيطانية في خطوة اعتبرها العالم ‘بادرة حسن نية’ من الحكومة الاسرائيلية نحو دفع عملية السلام, حيث قال: ‘ تتضمن خارطة الطريق التزام صريح و واضح من قبل الحكومة الاسرائيلية بعدم بناء مستوطنات جديدة و أحياء جديدة في الضفة الغربية و عدم مصادرة ألاراضي, و علينا أن نطبق هذه الالتزامات‘.  و أضاف أولمرت في كلمتهانه من المستحيل أن نستمر بالقول أن خارطة الطريق هي رصيدا استراتيجيا لاسرائيل في نفس الوقت نتجاهل التزاماتنا تجاهها. ‘  

 

الا أن ما جاء في الدراسة التي أعدها معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) مصحوبة بتحليل لصور الاقمار الصناعية خلال الاعوام 2006 و 2009, تبين أن اسرائيل ماضية في مخططاتها الاستيطانية في المستوطنات الاسرائيلية في سباق مع الزمن لتصبح امرا واقعا على الارض الفلسطينية. جدول رقم 1 يظهر البناء الاستيطاني خلال الاعوام الماضية في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية:-

 




















































































































جدول رقم 1: البناء الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية خلال الفترة (2006-2009)

 

غرب الجدار

 

شرق الجدار

المجموع

كرافانات جديدة تم اضافتها للمستوطنات الاسرائيلية

بنايات جديدة تم اضافتها للمستوطنات الاسرائيلية

المجموع

بنايات جديدة تم اضافتها للمستوطنات الاسرائيلية

كرافانات جديدة تم اضافتها للمستوطنات الاسرائيلية

المحافظة

591

61

530

52

18

34

القدس

308

42

266

94

67

27

بيت لحم

246

30

216

250

85

165

رام الله

244

77

167

28

15

13

سلفيت

241

61

180

24

11

13

قلقيلية

0

0

0

326

79

247

نابلس

55

29

26

120

43

77

الخليل

8

0

8

63

26

37

أريحا

15

4

11

37

16

21

طوباس

6

0

6

19

10

9

طولكرم

13

7

6

2

1

1

جنين

1727

311

1416

1015

371

644

المجموع
المصدر: معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج)

 

 








 


 

 

يبين الجدول رقم 1 ان اسرائيل قد ركزت في عمليات البناء على المستوطنات الاسرائيلية الواقعة غرب جدار العزل العنصري[2] أكثر من تلك الواقع شرق الجدار الامر الذي يظهر النية الاسرائيلية في تعزيز السيطرة على هذه المستوطنات  الواقعة غرب الجدار و البالغ عددها 107 و تضم أكثر من 80 % من عدد المستوطنين الاسرائيليين الكلي في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية و تاكيد سيطرتها على منطقة العزل الغربية حال الانتهاء من بناء الجدار. و كانت المستوطنات الاسرائيلية الواقعة غرب الجدار في كل من محافظات القدس, و بيت لحم, و رام لله و سلفيت و قلقيلية قد نالت النصيب الاكبر من البناء الاستيطاني عن باقي المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية كما هو واضح في الجدول رقم 2     

 


















































































































































































































































































































































جدول رقم 2: البناء الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في منطقة العزل الغربية (بين الخط الاخضر و خط جدار العزل العنصري)

محافظة جنين

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

4

0

حناحيت

0

6

ريحان

2

5

شكيد

11

0

تل ميناشيه

17

11

المجموع

محافظة طولكرم

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

14

0

سلعيت

14

0

المجموع

محافظة قلقيلية

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

84

0

الفيه ميناشيه

3

9

عمانوئيل

12

0

تسوفيم

3

0

جفعات هامركيز

0

2

كارنيه شومرون

0

17

كيدوميم

8

0

كيدوميم زيفون

2

0

معاليه شمرون

11

10

نيفيه اورانيم

21

0

شعار تكفاه

1

0

جت

75

0

زمروت

220

38

المجموع

محافظة سلفيت

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

0

2

اليه زهاف (يتسهير)

23

0

ارييل

0

3

المنطقة الصناعية غرب أريئيل

14

0

برقان

2

4

برقان الصناعية

1

0

عيتس افرايم

15

0

كريات نيتافيم

1

10

بروقين

43

4

الكانا

13

20

جينوت شومرون

2

2

المنطقة الصناعية بالقرب من بدوئيل

18

14

بيدوئيل

28

0

ريفافا

20

10

ياكير

180

69

المجموع

محافظة رام الله

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

81

0

بيت ارييه

20

4

بيت هورون

38

0

هشمونائيم

6

0

مينورا

34

11

ميفو هورون

51

6

موديعين عيليت

0

1

متتياهو

14

0

نعاليه

0

2

عوفاريم

244

24

المجموع

محافظة بيت لحم

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

6

1

الون شيفوت

86

25


26

45

افراتا

14

6

اليعيزر

28

0

هار جيلو

22

0

نيفيه دانييل

0

2

روش تسوريم

182

79

المجموع

محافظة الخليل

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

12

11

بيت عين

1

8

كفار عتصيون

7

0

سنسانة

6

2

مجدال عوز

0

8

بيت ياتير (ميزادوت يهودا)

26

29

المجموع

محافظة القدس

عدد البنايات

عدد الكرافانات

المستوطنة

16

3

الون

30

0

المون

85

0

جفعات زئيف

4

0

جفعون

102

0

هار ادار

23

0

هار صموئيل

60

49


159

0


0

4

ميشور أدوميم

51

0

متسبيه يهود (كيدار الجديدة)

0

5

نيفيه برات

530

61

المجموع

المصدر: معهد الابحاث التطبيقية – القدس 2009

 

 







 


 








 

 

ان طبيعة التوسعات الاسرائيلية في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية أخذت منحنى مختلف عن سابقاتها حيث تميزت بتركيز الحكومة الاسرائيلية على زيادة عدد الوحدات الاستيطانية في المستوطنات الاسرائيلية و خصوصا تلك الواقعة غرب الجدار (منطقة العزل الغربية) و في محيط مدينة القدس المحتلة, الأمر الذي يؤكد عزم الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما بما كانت قد أعلنت عنه مرارا و تكرارا بضم المستوطنات الإسرائيلية الواقعة غرب الجدار بما في ذلك مدينة القدس المحتلة كأمر واقع ضمن حدود الدولة الإسرائيلية المزمع ترسيمها.

 

المستوطنات الاسرائيلية و القانون الدولي

 

يشكل استمرار إسرائيل في النشاط الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس خرقاً للقانون الإنساني الدولي و حقوق الشعب الفلسطينية وأراضيه وانتهاكا للقوانين و الاعراف الدولية. وفيما يلي أهم النصوص الواردة في القوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وتمنع المساس بالحقوق والأملاك المدنية والعامة في البلاد المحتلة وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة.

 

1- قرارات مجلس الأمن



  • القرار رقم 242 لسنة 1967: و الذي يدعو الى انسحاب القوات الإسرائيلية المسلحة من الأراضي التي احتلتها في العام 1967, و  يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، والحاجة إلى العمل من اجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة ان تعيش فيه بامان.


  • القرار رقم 446 لسنة 1979 الذي اكد على عدم شرعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس و اعتبارها عقبة خطرة في وجه السلام في الشرق الأوسط.


  • القرار رقم 452 لسنة 1979 : و يدعو فيه مجلس الأمن سلطات الاحتلال الإسرائيلية وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 بما فيها القدس.


  • القرار رقم 465 لسنة 1980 : الذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك, وطالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات.

2- قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة



  1. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 20/12/1972، و الذي طالبت فيه إسرائيل الكف عن عدد من الإجراءات والممارسات، منها (بناء مستوطنات إسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة ونقل بعض السكان المدنيين من إسرائيل إلى الاراضي العربية المحتلة).


  2. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 15/12/1972، الذي طلبت فيه الجمعية العامة من إسرائيل أن تكف عن ضم أي جزء من الأراضي العربية المحتلة وتأسيس مستوطنات في تلك الأراضي، ونقل السكان اليها.


  3. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 7/12/1973، الذي أعربت فيه الجمعية العامة عن القلق البالغ لخرق إسرائيل لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وجميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتغيير معالم الأراضي المحتلة أو تركيبها السكاني واعتبرتها انتهاكا للقانون الدولي.


  4. قرار الجمعية العامة بتاريخ 29/11/1974 الذي أعربت فيه الجمعية العامة عن أشد القلق من ضم إسرائيل لبعض أجزاء الأراضي المحتلة وإنشاء المستوطنات ونقل السكان إليها.


  5. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 15/12/1975، والمكون من أربعة أقسام، وقد دانت في القسم الأول جميع الإجراءات التي تمارسها إسرائيل في الأراضي المحتلة، واصفة تلك الممارسات بأنها تشكل انتهاكات خطيرة لميثاق الأمم المتحدة وعائقا أمام إقرار سلام دائم وعادل في المنطقة، مؤكدة أن هذه الإجراءات تعتبر لاغية وباطلة، وليس لها أساس من الشرعية.


  6. قرار الجمعية العامة الصادر في 28/10/1977، الذي أكد في البند الأول منه على أن جميع التدابير والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 لا صحة لها قانونا، وتعد عرقلة خطيرة للمساعي المبذولة للتوصل إلى سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، كما تأسف الجمعية العامة بشدة لاستمرار إسرائيل في تنفيذ هذه التدابير وخاصة إقامة المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة.

3- اتفاقية لاهاي/ 1907:-



  • المادة 46: الدولة المحتلة لا يجوز لها أن تصادر الأملاك الخاصة.


  • المادة 55: الدولة المحتلة تعتبر بمثابة مدير للأراضي في البلد المحتل، وعليها أن تعامل ممتلكات البلد معاملة الأملاك الخاصة.

4- معاهدة جنيف الرابعة/ 1949



  • المادة 49: لا يحق لسلطة الاحتلال نقل مواطنيها إلى الأراضي التي احتلتها، أو القيام بأي إجراء يؤدي إلى التغيير الديمغرافي فيها.


  • المادة 53: لا يحق لقوات الاحتلال تدمير الملكية الشخصية الفردية أو الجماعية أو ملكية الأفراد أو الدولة أو التابعة لأي سلطة في البلد المحتل.


  • المادة 147: ان تدمير واغتصاب الممتلكات علي نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلي نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية هو مخافة جسيمة. 







[1] قبل اسبوع من تاريخ انعقاد مؤتمر انابوليس في السادس و العشرين من شهر تشرين ثاني من العام 2007

 

 

 

 

 


 

 
Categories: Settlement Expansion