أظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي (كوبرنيكوس) لقطاع غزة المحتل في العاشر من شهر اذار من العام 2024، ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي نجحت من فرض واقع جغرافي جديد في قطاع غزة المحتل من خلال العملية العسكرية التي تشنها على قطاع غزة المحاصر منذ بداية شهر تشرين أول 2023. وتتمثل العملية العسكرية الإسرائيلية في عزل منطقة شمال قطاع غزة عن باقي محافظات القطاع في خطوة من شأنها أن تلعب دورا كبيرا في فرض مزيدا من السيطرة الإسرائيلية على القطاع.
وفي تحليل لصور الأقمار الصناعية الصادرة فقد تبين أن سلطات الاحتلال تمكنت من شق طريق فاصل متواصل، يخضع للسيطرة الإسرائيلية، يمتد من نهاية شارع الرشيد المحاذي لشاطئ البحر، ليتقاطع في منتصفه مع شارع صلاح الدين وانتهاءا بالحدود الشرقية لقطاع غزة المحتل، بطول 7 كم وعرض يتراوح ما بين 10-12 متر.
الصورة 1-2: الطريق الاسرائيلي الذي يفصل شمال قطاع غزة المحتل عن باقي محافظات القطاع
ويبلغ طول المنطقة العازلة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة ووصولا الى مناطق جنوب مدينة غزة، 14.4 كم، بنسبة 36% من الطول الكلي للقطاع (40 كم طول القطاع) وتشمل كل
من مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا ومدينة غزة ومخيم الشاطئ (بتعداد سكاني يقدر ب 1,2 مليون فلسطيني). وبلغت مساحة المنطقة المعزولة حوالي 114 كم مربع، أي ما يعادل تقريبا ثلث المساحة الاجمالية لقطاع غزة المحتل (32%) البالغة 362 كم مربع.
ومن الواضح جدا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تطيل من أمد العملية العسكرية في قطاع غزة المحتل بشكل متعمد ومنظم، بالرغم من التدمير الهائل للبنية التحتية بجميع اشكالها والممتلكات العامة والخاصة في القطاع وبالرغم من الدعوات الدولية لوقف العنف والتصعيد، الا انها تتجاهل هذه الدعوات وتواصل استهداف المناطق السكنية والأراضي في ظل ازدياد عدد الضحايا الفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وتهدف هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية في المقام الأول إلى تحقيق أهداف جيوسياسية، بمحاولة إعادة السيطرة الكاملة على القطاع وتقويض أي مظاهر للسيطرة الفلسطينية فيه.
اعداد:
معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)