مقدمة:
أطلقت الحكومة الاسرائيلية العنان لكل أجهزة الاحتلال بهدم ومصادرة وقلع وحرق وإغلاق وقتل وتشريد المئات بل الالاف من الفلسطينيين من اجل فرض المزيد من الحقائق على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة. بل وقد تصاعدت هجمتهم أيضاً على أراضي ومساكن ومزارع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي أراضي الجولان العربي.
فقد بلغ حصاد واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه وأجهزته خلال عام 2011 في كافة محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس بهدم حوالي (200) مسكن ومنزل.
وتهديد أكثر من (500) مسكن آخر بالهدم، وهدم ما يزيد على (400) منشأة، وتهديد أكثر من (300) منشأة أخرى من خلال سياسة جعل ترخيص البناء ضرباً من المستحيل وجعل الهدم مكلفاً ودفع الفلسطينيين لهدم بيوتهم بأيديهم وهذا من أبشع أصناف التعذيب السادي.هذا وبلغت مساحة الأراضي المعتدى عليها خلال هذا العام حوالي ( 12000) دونماً منها حوالي (11000) دونماً مصادرة والباقي تهديد بالإخلاء القسري. هذا فضلاً عن تجريف وحرق وتخريب ما يزيد عن (2000) دونماً من الأراضي الزراعية.
أما الأشجار في فلسطين فقد أصاب الضرر الكلي والجزئي ما يزيد عن 20,000 شجرة 50% منها تم اقتلاعها أو حرقها بالكامل هذا فضلاً عن سكب المياه العادمة ( المجاري) على الأراضي المشجرة التي تتلف الشجر والزرع والتربة. وقد كان نصيب شجرة الزيتون حوالي (3408) شجرة متضررة منها (1800) شجرة تضررت بالكامل وتجلى ذلك خلال موسم قطاف الزيتون، حيث بلغ عدد اعتداءات المستوطنين والجيش على المزارعين وأشجارهم حوالي ( 73) اعتداءاً، وخلال شهرين في الموسم فقط.
وقد تضاعفت الاعتداءات على منطقة الأغوار هدماً وتشريداً ومصادرة بصورة توضح المخطط الإسرائيلي للسيطرة التامة على الأغوار. وطبعاً لم تسلم المساجد حيث تصاعد هذا العام الاعتداءات عليها بتشجيع رسمي وحماية من الجيش، فقد بلغ عدد المساجد المعتدى عليها 23 مسجداً، من هدم وتهديد وحرق وتشويه.هذا فضلاَ عن الاعتداءات على المسجد الأقصى من حفريات وانتهاكات وتدنيس حرمات .
أما قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً فقد تواصلت أعمال القصف للمباني والتجريف للأراضي المحيطة بالقطاع وبدأوا بعمل شريط أمني جديد داخل أراضي القطاع سيودي بآلاف الدونمات الزراعية والمباني الريفية. وقد تصاعدت أعمال التهويد للقدس واستبعاد أهلها كما حدث لشعفاط بلدة ومخيم. وفي داخل فلسطين المحتلة سنة 1948 شرعة حكومة الاحتلال مصادرة 800000 دونماً من أراضي عرب النقب، وقرية العراقيب هدمت لأكثر من 40 مرة.وأراضي الجليل ووادي عارة لم تسلم من المصادرة بتوسيع المدن والمستعمرات الإسرائيلية وحصر القرى والمدن الفلسطينية.أما الاعتداءات على أحياء يافا العربية فهي متواصلة وتتجلى فيها عنصرية هذا الكيان.
كل هذه الاعتداءات من أجل خدمة المشروع الإسرائيلي الاستيطاني التهجيري الاحلالي على كامل ارض فلسطين لمنع إنشاء كيان فلسطيني قابل للحياة أولاً… ولتشريد الفلسطينيين عن أرضهم ثانياً. وعليه فالبناء متواصل في 115 مستعمرة إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية خلال هذا العام، وفي 15 مستعمرة أخرى يتم تجريف الأراضي الفلسطينية المجاورة وتمهيدها لتوسيع المستوطنات عليها، هذا فضلاً عن إنشاء حوالي 50 منشأة صناعية وحدائق على الأراضي الفلسطينية المغتصبة في الضفة خلال هذا العام.
إن مركز أبحاث الأراضي والحركة الفلسطينية للحق في السكن وكافة مؤسسات حقوق الإنسان إذ تنظر بخطورة بالغة للتصعيد الإسرائيلي لتؤكد على أن ما بني على باطل فهو باطل ولا بد من إزالته مهما طال زمن الاحتلال. يحدوها الأمل من خلال مواقف شعوب العالم الرافضة للظلم والتي وقف ممثليها إجلالاً لهذا الشعب وإقراراً بحقه في الدولة المستقلة كاملة السيادة من خلال وقوفهم المتكرر والمشحون بالعواطف الصادقة مصفقين طويلاً للخطاب الفلسطيني في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني أبو مازن … وقالت كلمتها الفصل في وجه الطغيان الاستعماري المتحكم بمجلس الأمن المهيمن على الأمم المتحدة.
اعداد:
مركز أبحاث الاراضي – القدس