لا تزال قوات الاحتلال والمستعمرين يمعّنون في الاعتداء على مواطني البلدة القديمة من الخليل، ولا يكاد يخلو يوماً دون تسجيل اعتداءات في تلك المنطقة التي يقطنها عشرات آلاف المواطنين، ويقيم فيها نحو (500) مستعمراً، في بؤر استعمارية ومنازل للمواطنين قاموا بالاستيلاء عليها عنوة، ويقوم جيش الاحتلال بتأمين الحراسة لهم.
ونتطرق هنا بشيء من التفصيل إلى الاعتداء الذي تعرض له المواطن سامر مطلق إبراهيم غانم( 39 عاما)، الذي قام المستعمرون برشه وزوجته بمادة سائلة أدت إلى إصابتهما واستدعت نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، بتاريخ 28/7/2018م.
ويفيد غانم بأنه عاد وزوجته وبرفقة أحد أقرباءه الأطفال ويدعى طارق ( 14 عاماً) إلى منزله الواقع في منطقة تل الرميدة في حوالي العاشرة والنصف مساءً بعد زيارة لأهل زوجته، ولدى مروره عبر الحاجز المؤدي إلى منزله وما يعرف بـ " حاجز الكونتينر" فشاهد ثلاثة من المستعمرين يجلسون على مقربة من الحاجز، ويقدر أعمارهم ما بين ( 15-18 عاماً)، فقام احد المستعمرين بتوجيه الشتائم للطفل طارق، فقام بإبعاده عن الموقع حتى لا يصل إليه المستعمرون، وتفاجأ غانم بقيام الشبان المستعمرين برش مادة سائلة على وجهه، ثم قاموا برشها على وجه زوجته أيضاً، ما أدى إلى وقوعهم أرضاً، بعد أن وصلت المادة إلى عينيه وعيون زوجته.
ويقول غانم: بأن هذا الاعتداء حدث على مرأى من جنود الاحتلال المقيمين في حاجز الكونتينر، لكنهم لم يتدخلوا لإبعاد المستعمرين أو منعهم من الاعتداء عليه، ويشير بأن المستعمرون هربوا باتجاه البؤرة الاستعمارية " رمات يشاي" وقام المواطنون باستدعاء سيارة إسعاف، وتم نقل المواطن غانم وزوجته إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج.
وفي إطار اعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال على المواطنين وممتلكاتهم في البلدة القديمة من الخليل، تم رصد الاعتداءات التالية خلال شهر تموز 2018:
- قيام جنود الاحتلال بتوقيف عمال بلدية الخليل عن العمل في حارة جابر بالبلدة القديمة، كذلك قام جنود الاحتلال بمنع العمل في ترميم منزل المواطن إسحاق محارمة، وطرد عمال لجنة الإعمار الذين كانوا ينوون إعادة ترميم المنزل.
- كما تم رصد اعتداء المستعمرين على منزل المواطن هاني العزة في تل الرميدة، حيث قام المستعمرون برشق منزل المواطن بالحجارة، وتقطيع بعض أغصان الأشجار في الحديقة المنزلية.
الصورة 1: أثار الاعتداء على منزل المواطن العزة – المصدر: المواطن المتضرر
- وفي إطار اعتداءات المستعمرين على الطواقم الطبية، تم رصد اعتداء على مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني أثناء توجهها إلى منطقة تل الرميدة لإيصال المريضة المسنة هناء أبو هيكل بعد إعادتها من المستشفى إلى منزلها، حيث قام المستعمرون باعتراض المركبة وإعاقة مرورها، مطالبين بعدم إعادة هذه المسنة إلى المنطقة والى منزلها.
- تم رصد قيام المستعمرين بقص الأسلاك الشائكة المحيطة بمصنع لسكب المعادن يملكه المواطن جواد أبو عيشة في منطقة تل الرميدة، حيث كان المواطن قد أقام السياج لحمايته من اعتداءات المستعمرين، كما يقوم المستعمرون من البؤرة الاستعمارية " رمات يشاي " بإلقاء القاذورات على منزل المواطن أبو عيشة.
- وفي سياق الاعتداءات على الحرم الابراهيمي، أفادت مديرية أوقاف الخليل بأن مستعمرون قاموا في 3 تموز 2018 بأعمال حفريات في منطقة " اليوسفية التحتا" بالحرم الإبراهيمي، وأوضحت المديرية بأن المستعمرون قاموا بأعمال الحفريات بحراسة من جيش الاحتلال، كما قاموا بإخراج الأتربة والطمم إلى خارج مبنى الحرم، كما تم رصد أعمال الحفر هذه بتاريخ 28 تموز أيضا، حيث شوهد المستعمرون وهم يُخرِجون الأتربة من الحرم الإبراهيمي، فضلا عن منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم (45) وقتا خلال شهر حزيران 2018، بحجة إزعاج المستعمرين.
- تم رصد قيام المستعمرين بشق طريق تربط مستعمرة "رمات يشاي" المقامة على أراضي تل الرميدة، لتربط المستعمرة بأراض تابعة لعائلة أبو هيكل كانت سلطات الاحتلال قد استولت عليها قبل نحو 4 سنوات، وقامت سلطة الآثار التابعة للاحتلال بأعمال حفريات وتنقيب فيها.
- كما تم رصد قيام جيش الاحتلال بنصب خيمة لجنوده في قطعة أرض تعود ملكيتها لعائلة جابر في منطقة واد الحصين شرق المدينة، حيث قام جيش الاحتلال بنصب الخيمة وأعمال تدريب في المنطقة التي تقترب منها مستعمرة " كريات أربع"، كما قام جيش الاحتلال بأعمال توسعة في محيط البرج العسكري المقام على أراضي المواطنين في تلك المنطقة.
الصورة 2: الخيمة التي نصبها جيش الاحتلال – المصدر مواطنو البلدة القديمة
- تم رصد قيام جيش الاحتلال بإغلاق المحال التجارية في منطقة " باب الزاوية" وسط مدينة الخليل، وإغلاق شارع بئر السبع، ومنع مرور المواطنين، لتأمين حركة مرور المستعمرين في الشارع، حيث اقتحموا مقاما في الشارع وأدوا فيه طقوسا دينية.
- تم رصد قيام المستعمرين بتعليق لافتات على منازل المواطنين في شارع الشهداء وسط المدينة، مكتوب عليها بالعبرية عبارات تحريضية تدعوا إلى طرد المواطنين من منازلهم، وتدعي بأن إقامتهم في منازلهم جاءت بصورة " غير قانونية".
الصورة 3: من اللافتات التي علقها المستعمرون – المصدر مواطنو شارع الشهداء
10.وفي سياق إعاقة مرور المواطنين عبر الحواجز العسكرية المقامة بالبلدة القديمة يقوم جنود الاحتلال بإغلاق هذه الحواجز والبوابات من حين لآخر لإعاقة مرور المواطنين.
الصورة 4: احد الحواجز في البلدة القديمة – المصدر: مواطنو البلدة القديمة
اعداد: