يعتبر تجمع معاليه أدوميم من أخطر التجمعات الاستيطانية الموجودة في الضفة الغربية و ذلك لكونها موجودة ضمن محافظة القدس فضلاً عن أنه يشكل خطراً جغرافياً على تواصل جنوب و شمال الضفة الغربية و عازلاً لمنطقة القدس عن باقي محافظات الضفة مما يشكل عائقاً أمام تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة ذات تواصل جغرافي عاصمتها القدس الشريف. و مع بداية المشروع الإسرائيلي لعزل الضفة الغربية و تقطيع أوصالها من خلال بناء جدار الفصل العنصري حظيت منطقة تجمع معاليه ادوميم باهتمام خاص من قبل اللجنة القائمة على مسار الجدار و ذلك لخصوصية الموقع و تقاربها المستمر مع الجزء الشرقي من مدينة القدس حيث تم وضع خطط جديدة تحت مسمى E 1 يهدف لبناء تجمع سكاني جديد تابع لمستوطنة معاليه أدوميم يهدف إلى ربط المستوطنة مع قلب المدينة و في نفس الوقت قطع الطريق على القرى و البلدات الفلسطينية الموجودة هناك (أبو ديس, العيزرية, الطور, العيسوية و عناتا) من حقوقها التاريخية في التوسع العمراني, هذا بالإضافة إلى خلق حزام عمراني إسرائيلي عائق أمام وجود مناطق اتصال جغرافية طبيعية بين الشمال و جنوب الضفة الغربية.
الجدار حول تجمع معاليه أدوميم
خضع مسار الجدار الفاصل العنصري المحيط بتجمع معاليه أدوميم الاستيطاني لأكثر من تغيير منذ الإعلان عن عزم إسرائيل إنشاء الجدار في الضفة الغربية و مدينة القدس, هذا و قد كان مسار الجدار في المنطقة هناك قد تم الإعلان عنه بحسب خارطة مسار الجدار على الموقع الالكتروني للجيش الاسرائيلي بتاريخ 30/6/2004 حيث بلغ طول مسار الجدار حول تجمع معاليه أدوميم 33 كيلومتر في حين أن مساحة الأراضي التي سيتم عزلها عن أصحابها خلف الجدار قد بلغت 39 ألف دونم (39 كم²) و التي تشكل ما مساحته 0.7% من مساحة الضفة الغربية, منها 11500 دونم (11.5 كم²) مستغلة إسرائيليا حيث تتواجد فيها مستوطنة معاليه أدوميم المنطقة الصناعية التابعة لها ميشور أدوميم بالإضافة إلى عدد من المواقع العسكرية. هذا و قد بلغت مساحة الأراضي التي سيتم بناء الجدار عليها بحسب المسار في حينه 2 كم². انظر الخارطة
تعديل مسار جدار الفصل في العام 2005
تحت ضغط دولي و شعبي فلسطيني و على خلفية قرار محكمة لاهاي الدولية الصادر بشهر تموز 2004, عكفت الحكومة الإسرائيلية على تعديل مسار الجدار في الضفة الغربية, و في حين أن بعض التعديلات الطفيفة أو الغير جذرية قد حدثت على مسار الجدار في مناطق مختلفة من الضفة الغربية إلا أن ذلك لم يشمل مسار الجدار الخاص بمحافظة القدس, بل على العكس فقد أظهره المسار المعدل لجدار الفصل بأن مسار الجدار حول تجمع معاليه أدوميم قد زاد بنسبة 40% عن المسار السابق ليصبح طول الجدار بحسب التعديل على الخارطة الموجودة على الموقع الالكتروني للجيش الاسرائيلي 46 كم, كما أظهرت الخارطة و بحسب المسار الجديد بأن المساحة التي سيتم ضمها داخل الجدار في تجمع معاليه أدوميم قد أصبحت 62 ألف دونم (62 كم²) أي بزيادة قدرها 59% عن المساحة في العام 2004, كما أصبحت مساحة تجمع معاليه أدميم و التي تبلغ 1% من مساحة الضفة الغربية تضم 8 مستوطنات إسرائيلية بالإضافة لمعاليه أدوميم و ميشور أدوميم, متسبه يهودا, كفار أدوميم, كيدار, ألون, نفيه برات و ألمون التي تعرف أيضاً باسم ‘عناتوت’. في حين أن القضايا القانونية المرفوعة أمام المحاكم الإسرائيلية من قبل المواطنين الفلسطينيين للطعن بقانونية إقامة الجدار في محيط القدس أو بحسب ما يعرف أيضاً بغلاف القدس, و التي ما تزال تنتظر حكماً قضائياً في الموضوع, باغت جيش الاحتلال الاسرائيلي أصحاب الأراضي الفلسطينية بإصدار 4 أوامر عسكرية بتاريخ 15/8/2005 إشارة بالبدء بالاستعداد لبداية العمل في مسار الجدار في محيط تجمع معاليه أدميم تحت ما يسمى ‘وضع يد لأغراض عسكرية لإقامة الجدار’ تأتي بمجموعها على 1585 دونم, و هي جزء من المسار المخطط في المنطقة هناك.
لعبة الأرقام الإسرائيلية
في الوقت الذي تسعى إسرائيل فيه لتجريد الفلسطينيين من أراضيهم تستمر كذلك بسرد الأكاذيب و نشر معلومات تضليلية خاصة فيما يتعلق بالمساحة المصادرة لمل يسمى بالإغراض العسكرية, ففي حين أن الأربع أوامر الصادرة لخط مسار الجدار في تجمع معاليه أدميم قد أفادت بأن مساحة الأراضي المصادرة تبلغ 1585 دونم, أكدت وحدة المعلومات الجغرافية في معهد الأبحاث التطبيقية- أريج, بأن المساحة الفعلية للأراضي المصادرة و بحسب الخرائط الإسرائيلية المرفقة للأوامر العسكرية الأربع تبلغ فعلياً 1800 دونم أي بزيادة قدرها 215 دونم عن المساحة المذكورة في الأوامر العسكرية. و تعتبر لعبة الأرقام جزءاً من الأوامر العسكرية الإسرائيلية تهدف بالأساس إلى تضليل المواطنين الفلسطينيين و خلط الأمور بهدف خلق بلبله و تضارب في ما بين المعلومات الموجودة في الأوامر العسكرية و ما يحدث على أرض الواقع.
شارون يعزز الاستيطان في الضفة الغربية مقابل انسحاب غزة
أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون إعلانه خلال خطة فك الارتباط (قيد التنفيذ) مع غزة بأنه سيقوم بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية في المقابل و قد تزامن هذا الإعلان مع إصدار الأوامر العسكرية الإسرائيلية بمصادرة الأراضي لصالح بناء الجدار حول تجمع معاليه أدوميم مما ينذر بعزم رئيس الحكومة الاسرائيلي بتنفيذ كامل خطته بضم تجمع معاليه أدوميم تحت لواء بلدية القدس الإسرائيلية, الأمر الذي يضع التطلعات الفلسطينية و الدولية بقيام إسرائيل بانسحابات من عدد أكبر من مستوطنات الضفة الغربية في بوتقة الخطر, الأمر الذي يؤذن بإعادة انفجار حلقة العنف مرة أخرى و حدوث انتكاسة جديدة للعملية السلمية.
|
|
أريج
|