قلع أشجار زيتون معمرة ومصادرة أراضي في بيت حنينا – القدس
شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي في الساعة السابعة صباح يوم 23 حزيران 2008، بتجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين الزراعية في قرية بيت حنينا التحتا، الواقعة شمال غرب القدس، والهدف من ذلك هو بناء مقاطع جديدة من جدار الضم والتوسع الإسرائيلي. هذا ووصلت آليات وجرافات تابعة للقوات الإسرائيلية معززة بجنود من حرس الحدود الى موقع ‘الزوايا’ بالقرب من واد لفتا، وقاموا بإعلان المنطقة ‘ عسكرية مغلقة’ يمنع التجوال فيها، وذلك لمنع أهالي القرية من اعتراض أو عرقلة عمل الجرافات، إلا ان المواطنون وأصحاب الأراضي قاموا بالتصدي للجرافات و’البلدوزرات ‘ الإسرائيلية التي شرعت بتجريف أراضيهم، وقامت القوات الإسرائيلية بإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين نتيجة استخدامها للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة ضد أصحاب الأراضي الزراعية.
جاء ذلك عقب القرار العسكري بمصادرة 5500 دونماً من أراضي القرية لاستكمال بناء جدار الضم والتوسع العنصري.
ومن ابرز الانتهاكات الإسرائيلية التي تعرضت لها قرية بيت حنينا التحتا:
مصادرة 2500 دونماً من أراضيها الزراعية عام 2004، لصالح إقامة جدار الضم والتوسع الإسرائيلي، مما عزلها عن امتدادها الجغرافي الذي يصلها ببيت حنينا شمالاً وعن أراضيها الزراعية شرقاً وجنوباً.
شق شارع استعماري جديد يفصل ما بين بيت حنينا التحتا وبيت حنينا الفوقا ليشكل حدوداً جديدة تعزل قرية بيت حنينا عن محيطها بشكل كامل.
في أيار 2008 تم إصدار قرار عسكري إسرائيلي بمصادرة 5500 دونماً أخرى لاستكمال بناء جدار الضم والتوسع.
القرار الجديد:
في أيار 2008 اصدر المسؤول العسكري عن المنطقة قراراً جديداً بمصادرة 5500 دونماً أخرى لاستكمال بناء جدار الضم والتوسع، وفي الثاني من حزيران 2008 قام ضابط الارتباط الإسرائيلي بإبلاغ سكرتير مجلس قروي بيت حنينا ‘ صالح دعاجنة’ شفوياً بقرار المصادرة، الأمر الذي رفضه أهالي القرية وأصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة, حيث قاموا بمشاركة مجموعة من المتضامنين بمسيرات احتجاجية ضد القرار الجائر بحق أراضيهم.
وبعد إعلان القرار، قام مجلس قروي بيت حنينا بتوكيل المحامي محمد دحلة من اجل تمثيل أهالي القرية أمام المحاكم الإسرائيلية بهدف منع المصادرة وإيقاف الأمر العسكري، إلا ان الأوامر العسكرية لها اليد العليا داخل مؤسسات القضاء الإسرائيلية, بسبب ما يسمونه ‘دواعي أمنية’.
صورة 3+4: آثار التدمير بعد يومين من أعمال التجريف المستمرة
تنفيذ القرار صدمة كبرى لأهالي بيت حنينا التحتا:
في صباح 23 حزيران 2008 فوجئ أهالي القرية بوصول الآليات والجرافات الإسرائيلية، وقيامها بمباشرة أعمال التجريف والتي تشكل ما مساحته 5500 دونماً, مزروع منها حوالي 450 شجرة زيتون رومي, يعود عمره الى مئات السنين.
ملكية الأراضي:
وحسب ما أفاد المجلس القروي فإن الأراضي المستهدفة تعود لعائلات: عليان، النجار، أبو زاهرية، أبو حمدي، وجميعهم يملكون أشجار زيتون مزروعة على الأراضي المصادرة.
وبحسب ما أفاد به المواطن صالح دعاجنة سكرتير المجلس القروي لباحث مركز أبحاث الأراضي:’ (( هذه أشجار تعود للعصر الروماني, وبيت حنينا تشتهر بعراقة الزيتون فيها وإنتاجيته العالية، فكل شجرة تدر حوالي 4 تنكات زيت، هذا وان سعر التنكة الواحدة يصل الى 120 دولاراً, وفي حال استمر التجريف فان الخسائر فادحة ستلحق بالمزارعين الذين يعتمدون على الزيتون و زيته كأحد أهم مصادر رزقهم))
ويضيف دعاجنة:
(( منذ صباح 23 حزيران وهناك 4 خيالة يقومون بتفريق الأهالي بواسطة أجساد خيولهم الضخمة, الأمر الذي أدى الى إصابة بعض المحتجين، وتجمع قسم آخر من الأهالي على سفح الجبل المحاذي للأراضي المصادرة, وفوجئوا بالخيالة وهراوات الجنود تنهال عليهم, فتفرقوا عنوة و حرموا من حقهم في أراضيهم وحقهم في الدفاع عنها))
بحُرقة وحسرة يشاهدون أهالي القرية عن بُعد أشجار الزيتون المعمرة تقتلع:
وبسبب الحراسة العسكرية المشددة ومنع الأهالي من الوصول الى أراضيهم، يرى أهالي القرية عن بُعد أشجار الزيتون العريقة وهي تُقلع من مكانها التي غرست فيه على مدار أكثر من 1500عاماً وينظرون الى أشجارهم بحرقة وحسرة، الأمر الذي تسبب بإصابة رئيس المجلس أحمد النجار بنوبة قلبية حادة عندما حاول الوصول إلى الأراضي المستهدفة وتصدى له جيش الاحتلال ومنعه من الوصول.
وبعدها طالب سكرتير مجلس قروي بيت حنينا قوات الاحتلال بالسماح للجنة مصغرة (سكرتير وأعضاء من مجلس قروي بيت حنينا بالإضافة الى 6 من أصحاب الأراضي) بالدخول الى المنطقة العسكرية المغلقة لمعرفة ما يحصل على ارض الواقع فشاهدوا الآليات والجرافات تقتلع مئات أشجار الزيتون المثمرة.
لقد حاول أهالي القرية التوجه الى أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني وشخصيات أخرى محلية و دولية من اجل إيقاف أمر المصادرة, دون جدوى. فالسياسة الإسرائيلية التي لا تستثمر فرصة من اجل عزل السكان الفلسطينيين والتضييق عليهم وخنق حياتهم ومصادرة أراضيهم مستمرة, متجاهلة حق الإنسان الفلسطيني و المقدسي بحياة كريمة, و ضاربة بعرض الحائط الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحفظ حقوق المواطنين القابعين تحت الاحتلال. فقد نصت المادة 47 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب: ‘لا يحرم الأشخاص المحميون الذين يوجدون في أي إقليم محتل بأي حال من الأحوال ولا بأي كيفية من الانتفاع بهذه الاتفاقية… بسبب قيام دولة الاحتلال بضم كل أو جزء من الأراضي المحتلة’
سياسة مصادرة الأراضي مستمرة:
ان سياسة مصادرة الأراضي وتجريفها واقتلاع أشجارها مستمرة خاصة داخل مدينة القدس المحتلة, وها هي تتكرر في حلقتها الجديدة عازلة بيت حنينا التحتا عن أراضيها الزراعية وعن محيطها الجغرافي وحتى عن مقبرة البلدة نفسها، يذكر ان بيت حنينا هي من أكثر المناطق استهدافاً حيث شهدت منذ بداية العام 2008 أكثر من 30 انتهاكاً إسرائيليا تمثل بهدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء الجدار، حيث هدم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2001 حتى نهاية أيار 2008 في بيت حنينا نحو ( 175) مسكناً.
حدود قرية بيت حنينا :
تمتد حدود بيت حنينا من قلنديا شمالاً و حتى شعفاط جنوباً تواجه عدة مخططات استيطانية وعمليات شق شوارع جديدة.