الانتهاك:
شرعت آليات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ إقامة الجزء الشرقي من الجدار العنصري في قرية عزون عتمة جنوب شرق مدينة قلقيلية، وذلك بالتزامن مع بدء تنفيذ التعديل المقترح على الجدار العنصري في الجهة الغربية من قرية جيوس. تذكر أن هذا المقطع في حال تنفيذه فانه سيكون له واقع الأثر السلبي على قرى وبلدات الزاوية وعزون عتمة ومسحة، حيث انه سيقطع أواصل القرى الثلاث عن بعضها البعض، عدى عن تدمير البنية التحتية من طرق زراعية تربط هذه التجمعات، وبالتالي سيطرة الاحتلال على مساحات واسعة من الأراضي تخدم مخططات الاحتلال التوسعية..
الحاج فايق الشيخ (66عاماً) يعتبر إحدى ضحايا الاحتلال الإسرائيلي حيث تجسد معاناته مع الاحتلال ونتيجة ممارساته فقد خسر جزء كبير من أرضه وتم عزل قسم آخر منها وهو الآن مهدد بفقد مصدر دخله الوحيد ودخل عائلته الممتدة المكونة من (12 فرداً) من جراء مخططات الاحتلال الهادفة إلى إقامة الجدار العنصري، حيث تحدث لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:’ امتلك 15 دونماً من الأراضي الزراعية التي ورثتها أباً عن جد ازرعها وافلحها في كل عام باستمرار، و لكن ظلم الاحتلال الإسرائيلي لم يتركنا وشئننا فقد قام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة 7 دونماً من أرضي خلف السياج العنصري المحيط بمستوطنة شعار تكفا عام 2008م ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم ونحن محرمون من مجرد الوصول إلى أراضينا الزراعية ، وتقدمنا باعتراضات كثيرة دون أي جدوى من ذلك مع العلم أن أراضينا هي أرض طابو منذ عام 1982م، وفوق هذا كله يأتي الاحتلال اليوم ليستكمل مسلسل مصادرة الأرض حيث أبلغنا الاحتلال بأنه يعتزم إقامة الجدار العنصري في منتصف ما تبقى لنا من أراضي زراعية تحتوي على بيوت بلاستيكية في جزء منها والمقدرة بنحو 5 دونمات والجزء الأكبر مزروع بالخضار الحقلية مما يهدد ذلك مصدر دخل وقوت عائلتي، وهذا سيكون له بالغ الأثر على استقرار الوضع المعيشي لعائلتنا .. ويتساءل فماذا بقي لنا بعد أن فقدنا أراضنا؟؟!.’
تجدر الإشارة إلى أن حال الحاج فايق الشيخ يعكس حال العشرات من العائلات الفلسطينية في قرية عزون ممن أصبحوا عرضة للأطماع الإسرائيلية ومخططاته التي لا حدود لها والتي أدت إلى تدمير الزراعة وتدمير البيئة ونشر الخراب والدمار في كل مكان وتحويل الريف الفلسطيني الجميل إلى مكرهة صحية تخلو من مقومات الاستقرار.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شرع في بداية شهر تشرين الأول من عام 2012م, بتعديل مسار الجدار العنصري بهدف عزل قرية عزون عتمة عن الأراضي المحتلة عام 1948م, وبهدف مصادرة ما تبقى من أراضيها الزراعية. من جهته أكد السيد عبد الكريم أيوب سكرتير المجلس القروي في عزون وناشط في حقوق الإنسان لباحث مركز أبحاث الأراضي: أن الجدار بالمقطع الجديد الذي يبنى حديثًا يحرم أهالي القرية أكثر من 70 % من أراضيها الزراعية، ووصف عمليات الاحتلال بالقرية بالجريمة المنظمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي التي لا تبحث سوى عن النزاع والدمار لا للسلام والاستقرار’.
ويحيط بالقرية ثلاث مستوطنات هي ‘اورانيت’ ‘شعارات تكفا’ و’الكنا’، بالإضافة إلى جدار من الجهة الغربية والجنوبية وآخر من الشمال. ويشار إلى أن قرية عزون عتمة يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ 1500 نسمة، تعتمد بشكل كبير على الزراعة المروية والزيتون حيث يوجد بالقرية مجموعة من الآبار الارتوازية وتقع على خط التماس بين الضفة الغربية والداخل المحتل ولا تبعد عن بلدة كفر قاسم بالمثلث المحتل سوى كيلو متر واحد.