بعد قضاء 9 سنوات في محاكم المرافعات الصهيونية بعدم بناء الجدار العنصري على أراضي كريمزان الذي يضم (مدرسة ابتدائية ودير الراهبات الوردية وأراضي زراعية تعود لأهالي بلدتي بيت جالا والولجة)، إلا أن محاكم الاحتلال لن تعدل يوماً بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل، حيث أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أمس الاثنين 08/07/2015 قراراً أعطت بموجبه الضوء الأخضر لوزارة الجيش وقيادة جيش الاحتلال ببدء أعمال بناء جدار الفصل العنصري في وادي الكريمزان في بيت جالا شمال غرب بيت لحم.
وبموجب القرار فإن المحكمة حصرت قرارها السابق بوقف بناء الجدار في الكريمزان بمحيط دير راهبات السلزيان الممثل من قبل مؤسسة سانت إيف ودير الرهبان الممثل من قبل المحامي نهاد إرشيد بالإضافة إلى أراضي الأديرة، وبالتالي فإن جيش الاحتلال سوف يبدأ ببناء الجدار على أراضي أهالي بيت جالا مع ترك مقطع صغير غير مبني في الوقت الحالي بطول بضع المئات من الأمتار بمحاذاة أديرة السلزيان وأراضيها.
وفي حال بناء الجدار العنصري فإنه سيعود بالضرر الكبير على كثير من العائلات في مدينة بيت جالا نتيجة عزلهم عن أراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من مصدر معيشتهم، هذا بالإضافة إلى محاصرة دير الراهبات والمدرسة الابتدائية التابعة لها وعزلها تماماً عن مدينة بيت جالا، التي يأتي إليها الأطفال طلباً للعلم، فهي تضم بعض أطفال بيت جالا وأطفال قرية الولجة نتيجةً لقرب الموقع منهم.
وتقدر مساحة الأراضي الإجمالية التي سينهبها الجدار العنصري حوالي 52.5 دونماً، كما انه سيعزل عزلاً تاماً 3500 دونم وهي مساحة وادي كريمزان، ومزروعة بأشجار المشمش وكروم العنب، ومساحات واسعة مزروعة بأشجار حرجية تأتي إليها العائلات للتنزه واستنشاق الهواء النقي، لذلك استأنفت المؤسسات الحقوقية ضد هذا القرار الظالم والعنصري … إلا أن مرافعاتها بائت بالفشل لأن الاحتلال لا ينظر إلا لابتلاع ونهب مزيد من الأراضي تحت ذرائع "أمنية".
يرى مركز أبحاث الأراضي في قرار المحكمة العليا الإسرائيلية العنصري بأنه يعد خرقاً واضحاً وتعدياً صريحاً على حق العبادة وحق التعليم ضاربين بذلك بعرض الحائط واضعين
الحق على هامش قرار المحكمة، بالإضافة إلى ذلك يعد انتهاكاً لحق المواطنين في الوصول إلى أراضيهم والاعتناء بها، مع العلم بأن هذه الأراضي تعد مصدر رزق لبعض المواطنين ولعائلاتهم. كما أن المحكمة الإسرائيلية أصدرت قرار بعمل تسهيلات للمواطنين الذين ستعزل أراضيهم بالكامل بعد استكمال بناء جدار الفصل العنصري، معتبرين بذلك أنهم أوجدوا حلاً للمواطنين، إلا أن المواطنين يعتبرون ذلك خدعة، حيث أن الجدار العنصري المقام على الأراضي الفلسطينية حرم الكثير من المواطنين من أراضيهم المعزولة خلفه ولا يسمح بالدخول لها إلا وسط إجراءات معقدة.
تعريف بوادي كريمزان:
وادي كريمزان تبلغ مساحته 3500 دونم، يقع شمال مدينة بيت جالا ومن أراضي المدينة ويقع بين مستوطنة 'جيلو' ومستوطنة 'هارجيلو'، المقامتان على أراضي بيت صفافا وشرفات وبيت جالا، وتتربع على قمته كنيسة كريمزان ودير راهبات كريمزان إلى جانب عشرات المنازل لأهالي المدينة، عاشوا مئات بل آلاف السنوات يعتاشون من منتوج أراضيهم متخذينها مكان للهو أطفالهم بين أشجار الزيتون والمشمش والعنب والصنوبر والسرو، إلى جانب رعاية رجال الدين في الدير لهم بعدة طرق.
تعريف بمدينة بيت جالا:
تبعد مدينة بيت جالا 1 كيلومتر إلى الغرب من مدينة بيت لحم و8 كيلومتر إلى الجنوب الغربي لمدينة القدس. صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من أراضي مدينة بيت جالا, حيث قامت بمصادرة 3147 دونما (22%) من مساحة المدينة لتوسيع حدود بلدية القدس, بالإضافة إلى مصادرة الأراضي لصالح بناء المستوطنات الإسرائيلية منها:
مستوطنة 'جيلو': تم تأسيسها عام 1971 على حساب أراضي مدينة بيت جالا. تحتل المستوطنة اليوم مساحة 2738 دونما منها 1117 دونما تم مصادرتها من أراضي المدينة. يبلغ عدد المستعمرين فيها 31500 مستعمر.
مستوطنة 'هار جيلو': تم تأسيسها عام 1972 على حساب أراضي مدينة بيت جالا. تحتل المستوطنة اليوم مساحة 420 دونماً منها 314 دونم تم مصادرتها من أراضي المدينة. أكثر من 400 مستعمر.
المساحة والسكان:
ويبلغ عدد سكانها بحسب التقدير السكاني لمركز الإحصاء الفلسطيني 15,163 نسمة حتى نهاية عام 2014، وتبلغ مساحة أراضي مدينة بيت جالا 9,745 دونماً حيث قسمت حسب اتفاقيات أوسلو في العام 1995 إلى مناطق (أ) (3392 دونم)، و(ج) (6353 دونم).
اعداد: