- الانتهاك: الشروع في تغيير طابع المدينة التاريخية.
- الموقع: قرية سبسطية – محافظة نابلس.
- تاريخ الانتهاك: 4 حزيران 2014م.
- الجهة المعتدية: ما تسمى سلطة حماية الآثار الإسرائيلية.
- الجهة المتضررة: أهالي قرية سبسطية.
تفاصيل الانتهاك :
بين التلال الخضراء التي يتميز بها الريف الشمالي من مدينة نابلس حيث تكمن المناظر الخلابة والينابيع الوفيرة التي تميزت بها المنطقة منذ عهود طويلة، تقع بلدة سبسطية التي يحتضن كل شبر بها قصة تاريخ عريق من الحضارات والإمبراطوريات المتعاقبة منذ أكثر 3000عام، و التي استقرت في المنطقة لدرجة بات كل رواق من أروقة البلدة وحتى جوف الأرض هناك على امتداد 100 دونم يروي قصة تاريخ من الأمجاد والحضارة . لكن بالتوازي مع هذا الإرث الحضاري العظيم تشهد المناطق التاريخية في بلدة سبسطية استهداف ملحوظ من قبل المستعمرين المتطرفين وحكومة الاحتلال على حد سواء، فبين الفينة والأخرى يعمد المستعمرين الى تنظيم رحلات الى المناطق التاريخية في سبسطية، ومعظم تلك الرحلات تتم من قبل جهات منظمة كوزارة المعارف الإسرائيلية عبر تنظيم الرحلات المدرسية أو عبر مؤسسات استعمارية تدعي أنها صاحبة تاريخ في هذه الأرض بحسب الرواية الإسرائيلية المزيفة.
يشار في نفس السياق، الى أن ما تعرف بوزارة السياحة الإسرائيلية شرعت مؤخراً بتثبيت يافطات إرشادية للسياح الإسرائيليين بهدف التعريف على تاريخ المنطقة عبر روايتهم المزورة بهدف إيجاد تاريخ لهم في المنطقة.
وللأسف فقد عمدت سلطات الاحتلال إلى وضع إشارات باللغة العبرية حول الآثار، وشيّدت مرافقَ عامة لراحة المستعمرين والسياح الذين تستجَلبهم وتبثّ في أذهانهم روايتها للفترة التاريخية تلك وما تحتويها من تحريف للوقائع لإثبات الوجود اليهودي هناك!.
الصور 1-4: الآثار المستهدفة في بلدة سبسطية
وفوق هذا وذاك، يفرض الاحتلال إجراءات معقدة، تحول دون تنفيذ أي مشاريع تنموية أو حتى ترميم للآثار الموجودة إلا من خلال السلطات الإسرائيلية بصفتها المسؤولة عن إدارة تلك المنطقة والمصنفة "C" بحسب اتفاق أوسلو، وبهذا يرفض الاحتلال أي من المشاريع التنموية الخاصة بتطوير المنطقة سواء سياحياً أو حتى إعلامياً.
لمحة تاريخية عن سبسطية
أخذت "سبسطية" اسمها من "سباستي" والتي تعني باليونانية "أغوستا" أثناء حكم أولوس غابنوس لها في عام 30 قبل الميلاد. يعود تاريخ بلدة سبسطية الى القرن التاسع قبل الميلاد بنى "الملك عمري" مدينة السامرة في تلك المنطقة، لتأتي بعدها السلطة الآشورية فيما بعد، وتتحوَّل إلى مدينة "هلينية" ولكنها دمرت بعد أعوام من الحروب. وفي القرن الثاني بعد الميلاد تم تشييد المدينة مجدداً حسب الطابع الروماني من قبل الإمبراطور "سبتيموس سفيروس"، وتعود الآثار الموجودة حالياً إلى تلك الفترة.
ويذكر أن "رفات" سيدنا يحيى -عليه السلام- مدفونةً في سبسطية بعد أن قتله الحاكم الروماني هيرودوس، وأن كنيسة بيزنطية أقيمت فوق ضريحه في فترة الحروب الصليبية، ولكن القائد صلاح الدين الأيوبي بنى بجانبها مسجداً دون أن يهدمها في عام 1187، وهو الأمر الذي يبين احترام الدين الإسلامي للديانات الأخرى، كما أضاف السلطان العثماني عبد الحميد جزءاً للمسجد وأقام له مئذنة
ولعل ما يميز سبسطية أيضا البازيلكيا (البيادر) وتعود للفترة الرومانية وهو عبارة عن ساحة مستطيلة مبلطة بالحجر وما يظهر منها حاليا هو صف الأعمدة الثماني المنتصب، وكانت أرضية الممرات جانبية من الفسيفساء . و هناك "مقبرة الملوك" والتي دفن فيها أحد ملوك الرومان، ويشير مظهر المقبرة الخارجي إلى عظمة العمارة ودقتها في تلك الفترة التاريخية، وذلك من خلال دقة نقش التماثيل على القبور. وهناك المسرح الذي يقع في منتصف طريق البازيلكيا ومعبد أغسطس ويحتوي القسم السفلي منه على 14 صف من المقاعد الحجرية.
وهناك برج الدفاع الهيليني وهو جزء من النظام الدفاعي الأول للمدينة يعود للقرن الرابع قبل الميلاد. كما أنه وهناك معبد أغسطس والذي يعود للقرن الثاني الميلادي، ولا تزال هناك أجزاء من الأعمدة موجودة بين أشجار الزيتون وعلى مسافة أكثر من 800 متر وتعود لنهاية القرن الثاني الميلادي. (المصدر: مركز رواق سبسطية بالإضافة الى بلدية سبسطية).
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس