في السادس عشر من شهر شباط من العام 2015، صادقت بلدية القدس "الاسرائيلية" على مشروع مكب النفايات الصلبة (رقم 13900) الذي سيقام على 543 دونم من الاراضي الفلسطينية الواقعة بين بلدتي العيسوية وعناتا ومخيم شعفاط.
حيث ينتظر هذا المشروع الموافقة النهائية عليه منذ 2013، حيث في ذاك الوقت عملت بلدية القدس الاسرائيلية على تطوير مشروع مكب النفايات الصلبة، وحصل حينها على موافقة اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية القدس، وتم تجميد الموافقة عليه من قبل رئيس بلدية القدس الاسرائيلي نير بركات الى يومنا هذا. وبعد عن حصل مشروع مكب النفايات الصلبة على المصادقة النهائية من رئيس بلدية القدس الاسرائيلية "نير بركات"، سيتم عرض المشروع على الرأي العام لتقديم الاعتراضات عليه.
موقع مشروع مكب النفايات رقم 13900
يتوسط مكب النفايات الصلبة المنوي انشاءه بلدتي عناتا والعيسوية ومخيم شعفاط، الواقعة الى الشمال من مدينة القدس المحتلة، وترتبط هذه الارض التي من المخطط اقامة مكب النفايات عليها مع منطقة (E1) التي تسعى اسرائيل لاستخدامها للبناء الاستيطاني بحيث يتم ربط مدينة القدس المحتلة بمستوطنة معالي ادوميم الاسرائيلية، الواقعة الى الشرق مدينة القدس. وقد دأب المستوطنين الاسرائيلية في الضغط على الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة للمضي قدوما في تنفيذ مشروع (E1) والذي سيعمل على تنفيذ مشروع "القدس الكبرى". وفي حال تنفيذ هذا المشروع، سيتم فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها مما يقطع اوصالها، وبالتالي يهدم "الحل السلمي على اساس دولتين".
مشروع مكب النفايات الصلبة رقم 13900، سيحتل مساحة تصل الى 543 دونم من الاراضي الفلسطينية الواقعة في واد قاسم ووادي كابينا، وسيتم استخدام ما يقارب 13 دونم من هذه الاراضي لعمل شبكة طرق تخدم هذا المكب المنوي اقامته. بالإضافة الى ان مكب النفايات الصلبة عبارة عن واد بعمق 745 متر. وبحسب المخطط الاسرائيلي، سيتم ردم الوادي بمخلفات البناء، بحيث ان بعد مضي 20 عاما على استخدام المنطقة كمكب للنفايات الصلبة ومخلفات البناء سيتم تحويل المنطقة من وادي الى تلة وبالتالي انشاء حديقة وطنية اسرائيلية جديدة في المنطقة.
أن عملية استخدام هذه المنطقة (واد قاسم ووادي كابينا) من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية سواء للبناء الاستيطاني أو لإنشاء مكب للنفايات الصلبة سيعمل على فصل بلدات شمال شرق القدس عن المدينة المحتلة.
"اسباب مختلفة والهدف واحد" اعتراضات المستوطنين الاسرائيليين على مكب النفايات الصلبة:
على ما يبدو المصادقة على مشروع مكب النفايات الصلبة المنوي اقامته على اراضي العيسوية وعناتا، لن يلقى التأييد الاسرائيلي المطلوب، وذلك بسبب أن المستوطنين الاسرائيليين، وبالأخص الذي يقطنون في مستوطنة "التلة الفرنسية"، كانوا يأملون بتحويل هذه النقطة الاستراتيجية التي تربط مدينة القدس بمشروع E1 المستقبلي، بتحويله الى منطقة سكنية وليس الى مكب نفايات. حيث ان رئيس بلدية القدس الاسرائيلية نير بركات اعلن خلال حملته الانتخابية عام 2009 عن نيته تحويل هذا الوادي الى منطقة سكنية وذلك تمهيدا لتنفيذ مشروع "البوابة الشرقية" أو "بوابة القدس" بحيث ترتبط المنطقة المستهدفة بمشروع E1 وبمستوطنة معالي ادوميم الاسرائيلية. ولكن على ما يبدو ان نير بركات تراجع عن ما اعلن عنه في ذلك الوقت، والدليل المصادقة على تحويل تلك المنطقة الى "مكب للنفايات الصلبة ومخلفات البناء". من الجدير ذكره أن تنفيذ مشروع E1 واستخدام منطقة واد قاسم ووادي كابينا (منطقة مشروع مكب النفايات الصلبة) سواء للبناء الاستيطاني أو كمكب للنفايات، يعزز تنفيذ المشروع الاسمى لدى "اسرائيل" وهو "مشروع القدس الكبرى"، ويعزز من سيطرة اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، مما يؤثر بشكل سلبي على المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة بشكل خاص، الذي سيثر وبشكل حتمي على التوسع العمراني والنمو الطبيعي لكل من بلدتي العيسوية وعناتا، حيث تصبح كلنا البلدتين محاصرات من جميع الجهات سواء بالمستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية أو المشاريع الاستيطانية كمشروع مكب النفايات الصلبة المنوي اقامته.
المتضرر الوحيد المواطن الفلسطيني:
أما في ما يخص الفلسطينيين، حيث ان هذه الاراضي تم مصادرتها من اصحابها الاصليين (الفلسطينيين) لصالح المشاريع الاستيطانية الاسرائيلية، فبالإضافة الى حرمان الفلسطينيين في بلدتي العيسوية وعناتا من استخدام اراضيهم سواء في الزارعة أو التوسع العمراني، سيتم استخدام المنطقة كمكب للنفايات الصلبة، والذي يعد امرأ ذات مكرهة صحية وبيئية على المواطنين الفلسطينيين وعلى الاراضي الفلسطينية. ومن الجدير ذكره هنا أنواع النفايات الصلبة: النفايات المنزلية وهي مخلفات ناتجة من المنازل والمطاعم والفنادق. النفايات الناتجة من النشاط الزراعي والحيواني سواء أكان مخلفات نباتية أو عضوية. مخلفات الصناعة. مخلفات ناتجة عن البناء والإنشاءات المختلفة. وبالتالي ستأثر الفلسطينيين القاطنين في بلدتي عناتا والعيسوية من مضار هذا المكب، على الناحيتين الصحية والبيئية، حيث يتوسط المكب مناطق سكنية فلسطينية.
في الختام:
تختلف الاسباب والهدف واحد: السيطرة على الاراضي الفلسطينية لصالح المشاريع الاستيطانية. مكب نفايات صلبة، أو منطقة سكنية سيتم استخدام الاراضي لخدم المستوطنين وأطماعهم. وعلى ما يبدو ان الانتخابات الاسرائيلية القادمة ستجلب المزيد من المشاريع الاستيطانية لخدم المستوطنين الاسرائيلية وكسب اصواتهم الانتخابية، بحيث كل حزب، وزير ونائب في الكنيست يسعى ليظهر بأفضل مظهر امام المستوطنين الاسرائيليين بشكل خاص، لكسب وجوده في الحكومة، على الرغم من الضغطات الدولية التي تمارس على اسرائيل لوقف جميع نشاطاتها الاستيطانية، والعودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)