على سفوح التلال الشمالية لقرية كفر اللبد جنوب محافظة طولكرم، حيث الموقع الجغرافي المميز المطل على السهل الساحلي الفلسطيني، عدى عن كونه يشكل حلقة وصل بين عدة قرى وبلدات جنوب المحافظة وهي قرى سفارين، شوفة، بيت ليد، حيث ترقد هناك وعلى مساحة 30 دونم الموقع الأثري "خربة سمارة" والتي يعود تاريخها الى العصر الروماني وتحتوي على العديد من القبور والقلاع والساحات الفسيفسائية التي ترمز الى عراقة المكان وأهمية موقعه الجغرافي لدى الروم الذي استخدمه في إحكام السيطرة على كامل المنطقة، فكل حجر هناك يحكي قصة تاريخ تعكس الأهمية الاستراتيجية للمنطقة التي تقالبت عليها الحضارات المختلفة.
الاحتلال يزور تاريخ المنطقة:
تجدر الإشارة الى أن الاحتلال الاسرائيلي بعد أن كسب الرهان على الأرض يسعى اليوم الى كسب الرهان على التاريخ، عبر تزوير التاريخ وتغير معالم المناطق التاريخية لكي تتفق مع الرواية الإسرائيلية المزيفة، فكانت خربة سمارة والمعروفة سابقاً باسم " تل شومر" – هذا المعلم التاريخي الأصيل – إحدى المعالم التاريخية التي سعى الاحتلال الى السيطرة عليها وتزوير آثارها، حيث استغل الاحتلال الاسرائيلي قرب الموقع الأثري من مستعمرة " عناب" في السيطرة على الموقع الأثري، بل وتحويله الى مكان سياحي مستباح بالنسبة للمستعمرين يصلون ويجولون هناك، تحت أعين جنود الاحتلال الذين يوفرون الحراسة والأمان لهم، على حساب المزارع الفلسطيني الذي يطرد من ارضه المحيطة بالموقع الأثري، ويحرق محصوله الزراعي والتي كان آخرها حرق محاصيل القمح للمزارع موفق جبارة من قرية كفر اللبد وذلك بهدف الضغط عليه وإبعاده عن الموقع الأثري.
الصور 1+2: الموقع الاثري المستهدف في خربة سمارة
سرقة لآثار تتم بالجملة:
يشار الى ان اتفاق أوسلو خصص ما لا يقل عن 83% من المناطق التاريخية في الضفة الغربية بحسب معطيات وزارة السياحة والآثار ضمن المناطق المصنفة C، وهذا يعني ضمنياً ان تلك المواقع تخضع تحت إشراف الاحتلال المباشر لها، في حين ان دور وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بها يكاد ان يكون معدوماً.
ومن هنا شرع الاحتلال لنفسه حق سرقة الآثار والمواقع التاريخية، عبر سرقة الفسيفساء وسرقة الحجارة نفسها وسرقة الأواني الفخارية سواء من خلال المستعمرين أنفسهم أو عبر لصوص محليين يرتبط معظمهم مع الاحتلال و يأتمرون بأوامره.
ومما لاشك فيه ان خربة سمارة، لم تغب عن ذهن الاحتلال الاسرائيلي، فكما يشير السيد اياد جبعيتي رئيس بلدية بيت ليد- عملية منظمة عبر سرقة الآثار نفسها وسرقة الحجارة الرومانية ونقلها بواسطة سيارات إسرائيلية الى داخل المستعمرات المجاورة، وبهذا تكون خربة سمارة شاهداً حياً على جريمة جديدة تضاف الى المئات من الجرائم الإسرائيلية المتعلقة بسرقة الآثار والمواقع التاريخية الفلسطينية.
اعداد: