شرعت آليات الحفر والبناء الإسرائيلية في نيسان 2016م بالبدء في أعمال بناء مشروع مجمع تجاري ضخم يقع على أراضي بلدة بيت جنينا وجزء من أراضي قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، المحاذية للمنطقة الصناعية "عطروت"، والملاصق لجدار الضم والتوسع. ويعود هذا المشروع التجاري الضخم إلى رجل الأعمال الإسرائيلي "رامي ليفي" والذي يمتلك أكبر شبكة سوق تجاري في دولة الاحتلال، عدا عن فروعه التي أقامها داخل المستوطنات الإسرائيلية المقامة داخل الضفة الغربية المحتلة، ويتم تنفيذ هذا المشروع من خلال شركة التعهدات والبناء الإسرائيلية "موريا" والتي تشارك في بناء مشاريع الاحتلال في المناطق المحتلة .
وأفاد الأستاذ خليل التفكجي مدير قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية : " في عام 1970 قامت سلطات الاحتلال بمصادرة 1200 دونم، وفي أواسط السبعينيات تم بناء ما تعرف بالمنطقة الصناعية عطروت على تلك الأراضي المصادرة، وفي عام 1982م قامت سلطات الاحتلال بمصادرة 182 دونماً من الأراضي الواقعة في نفس المنطقة بحجة "المصلحة العامة" . ومن جهة أخرى، فإن هذا المشروع يأتي ليوجه ضربة للمحلات التجارية العربية في المنطقة وحولها. فمعظم المحلات التجارية التموينية تعتمد في مدخولها على السكان المقدسيين المقيمين في الأحياء المحيطة في المنطقة مثل بيت حنينا وشعفاط ."
وفي لقاء مع أحد التجار المقدسيين في حي بيت حنينا حول هذا المشروع، أفاد قائلاً: " إن إقامة مشروع سوق "رامي ليفي" في المنطقة سوف يقضي وينهي علينا. خاصة بعد أن تم عزل مدينة القدس عن الضفة الغربية من خلال جدار الفصل، حيث كان المواطنون في الأحياء والبلدات المحيطة يتسوقون من عندنا، وكانت الحركة التجارية نشطة . لكن بعد بناء الجدار تراجعت، وأصبحنا نعتمد في دخلنا على المواطنين المحليين في المنطقة. ومع إقامة مشروع سوق "رامي ليفي" سوف يقضى علينا. فشبكة "رامي ليفي" معروف عنها بأنها تقوم ببيع المنتجات الغذائية بأسعار منخفضة كونها شبكة ضخمة وإنتاجها محلي والأهم أن الدولة تقف وراءها وتدعمها، حتى ولو باعت بأقل الأسعار فإن خسائرها لا تذكر، لكن نحن الفلسطينيين أصحاب المحلات التجارية الصغيرة، فإن دولة الاحتلال وبلديتها وضرائبها ومؤسساتها تقف في وجهنا !! وما نقوم بتحصيله باليد اليمنى نقوم بدفعه للدولة ومؤسساتها باليد اليسرى. إضافة لذلك، المستعمر رامي ليفي سوف يقوم بتوفير ساحة ضخمة كمصف للسيارات كشكل من أشكال الخدمة لراحة المستهلك. لكن هنا لا يوجد مصفات كافية لكافة المحلات، عدا عن أن موظفو بلدية الاحتلال والشرطة يقومون بتحرير مخالفات لسيارات الزبائن والتحميل بشكل يومي. ومع كل هذا يأتي رامي ليفي ليقضي على ما تبقى لنامن رزق ..!!"
إن هذا المشروع يأتي استكمالاً لمخططات دولة الاحتلال التي بدأتها منذ الأسبوع الأول لاحتلال المدينة عام 1967م من أجل الوصول إلى هدفها الرئيسي وهو "تهويد مدينة القدس" من التوسع الاستيطاني، وخلق شبكات طرق لربط الكتل الاستيطانية ببعضها البعض، وبناء المجمعات التجارية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، من أجل الحفاظ على تعزيز مكانة القدس الخاصة باعتبارها عاصمة لإسرائيل ومدينة يهودية، والوصول إلى أغلبية يهودية وأقلية عربية في المدينة المحتلة.
اعداد: