بدأت اسرائيل بتنفيذ مخطط نظام عزل الشوارع العنصري الذي أعلنت عنه في شهر تشرين أول من عام 2004 و الذي يقضي بتخصيص الشوارع الالتفافية الاسرائيلية الحالية للمستوطنين الاسرائيلين في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية و منع السكان الفلسطينيين من استخدامها, عوضا عن ذلك, تقوم اسرائيل ببناء شبكة طرق بديلة للفلسطينيين فقط تصل القرى الفلسطينية بعضها ببعض بأنفاق و تصادرمساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية و ذلك لضمان استغناء السكان الفلسطينيين عن استخدام الطرق الالتفافية الاسرائيلية. و يذكر بأن مخطط هذه الطرق يستغرق وقتا أطول و جهدا أكبر و يحد من التواصل الجغرافي الطبيعي بين مدن و قرى الضفة الغربية.
و استمرارا لخطط العزل و الفصل في الضفة الغربية, سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي مجلس محلي العيزرية في السابع و العشرين من شهر شباط 2007 خارطة تشير فيها الى بناء شبكة طرق جديدة على أراضي قريتي العيزرية و الطور شرق مدينة القدس تمتد بطول 13 كم و ذلك بحسب ما جاء في الدراسة التي قامت بها وحدة نظم المعلومات الجغرافية في معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) للخارطة, حيث سوف تخترق هذه الشبكة الجزء الشرقي و الاوسط لأراضي العيزرية و تعزل مساحات شاسعة من أراضي القرية بالاضافة الى تلك المقرر عزلها بحسب مخطط جدار العزل العنصري في المنطقة. و تقدر المساحة التي سوف تقوم عليها شبكة الطرق 809 دونما, منها 567 دونما من أراضي قرية العيزرية و 242 دونما أخرى من أراضي قرية الطور. انظر الخارطة
و من الواضح من المخطط الاسرائيلي بأن الهدف الاساسي لمشروع الطرق الجديدة هو تحويل خط سير الفلسطينيين من على الطريق الالتفافي رقم 417 و الذي يمر بمحاذاة مستوطنة معاليه أدوميم و بالتالي تحويل الفلسطينيين عن الطريق الالتفافي رقم 1 و الذي يستخدمه الفلسطينيين للوصول لمحافظات الشمال. و من هنا يمكن قراءة المخطط الاسرائيلي على أن خيار الشبكة الجديدة للطرق الفلسطينية هي تكرس لخطة عزل الاراضي شرقي القدس المحتلة و خاصة المحيطة بمستوطنة معاليه ادوميم و تحديدا الحي المزمع تطويره و الذي يحمل اسم ‘ E1’ . و بناء عليه فان مخطط الطرق الجديدة سيعزل ما مساحته 56% من مساحة الاراضي الزراعية و المعدة للعمران في العيزرية و وضع السكان المقدسيين فيها خارج منطقة الجدار المحيطة بالقدس تمهيدا لفصل العيزرية عن القدس جغرافيا. و تأتي شبكة الطرق المقترحة اسرائيليا استكمالا لمخطط اسرائيلي لربط جنوب الضفة الغربية بشمالها و ذلك من خلال طريق يمتد من شرق مدينة بيت ساحور في محافظة بيت لحم وصولا الى أبو ديس و العيزرية و الى عناتا شمال شرق مدينة القدس و الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2004. و هنا تجدر الاشارة بأن شبكة الطرق الاسرائيلية المقترحة هي احدى الوسائل الاسرائيلية للسيطرة على تحركات الفلسطينيين حيث ان المحاور الرئيسية لتلك الطرق ستكون ضمن مناطق واقعة تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة مما سيمكنها من فرض الحواجز و نقاط التفتيش على تلك الطرق و ذلك تكريسا لسيطرتها على حرية الحركة في الاراضي الفلسطينية.
هذا و بالاضافة الى ما ذكر فان شبكة الطرق المقترحة من قبل الاسرائيليين ستعمل على تحويل سير الفلسطينيين من الطرق الالتفافية الاسرائيلية و بالاخص طريق التفافي رقم 417 و طريق التفافي رقم 1 و اللذان يصلان مستوطنات الشرق (مستوطنات الاغوار) بمستوطنات القدس و داخل اسرائيل الى شبكة طرق منفصلة كليا عن الشوارع الالتفافية الاسرائيلية مما سوف يساعد اسرائيل في احكام سيطرتها على الطرق الالتفافية الاسرائيلية في الوقت نفسه حرمان الفلسطينيين حقهم في حرية الحركة والتنقل داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة كما يكفله لهم البند 13 في الاعلان العالمي لحقوق الانسان وفي البند 12 في الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية حيث أن اهمية الحق في حرية الحركة والتنقل هو ضرورة لتحقيق حقوق اخرى راسخة في الاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، منها الحق في العمل (بند 6)، الحق في ظروف حياتية ملائمة (بند 11)، الحق في الصحة (بند 12)، الحق في التعليم (بند 13) و حقوق اخرى نصت عليها الاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية.