في الثالث من أيلول 2008 أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق أبواب 40 محلاً تجارياً في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، حيث تمت عملية إغلاق الأبواب بواسطة لحام الأوكسجين ووضع زوايا حديدية ولحمها بأبواب المحلات التجارية . يشار هنا ان هذه المحلات التجارية مغلقة بشكل كامل منذ العام منذ العام 2000 .
بدايات الإغلاق :
بدأت عملية إغلاق المحلات التجارية في شارع الشهداء منذ العام 1994 ، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها الصهيوني ( باروخ غولدشتاين ) ضد المصلين المسلمين، وذلك في صلاة الفجر بتاريخ 25 شباط 1994، وبعدها شهدت البلدة القديمة من الخليل منعا للتجوال استمر حوالي 40 يوماً، بالإضافة الى إغلاق بعض الشوارع في البلدة القديمة كان من ضمنها شارع الشهداء، ثم قامت قوات الاحتلال بمنع أصحاب المحلات التجارية من فتح أبوابها بشكل كامل، وسمح لهم بفتح جهة واحدة من باب المتجر، (حيث ادعت قوات الاحتلال حينها أنها تود حماية السكان المحليين من اعتداء المستوطنين)، واستمر الحال على ما هو عليه حتى العام 2000 حيث ابلغ ما يسمى بالحاكم العسكري في سلطات الاحتلال أصحاب المحلات التجارية بقرار عسكري مفاده ‘ انه يحظر عليهم فتح أبواب محلاتهم إلا بإحضار أمر عسكري أو تصريح من الحاكم العسكري أو من ما يسمى بالإدارة المدنية ‘، وفي الأعوام السبعة هذه، كان منع التجوال على شارع الشهداء شبه يومي ، ومطاردة المستوطنين المقيمين في بؤرة ( الدبويا )، وعلى تل الرميدة للأهالي شبه يومية، وكان السماح لأصحاب المتاجر بفتح ( دفة واحده ) من أبواب محلاتهم يسهل على قوات الاحتلال إغلاقها وطرد أصحابها منها ، الأمر الذي سبب ضيقاً اقتصادياً لأصحاب المحلات التجارية .
في العام 2000 وحتى العام 2003 ، شهد شارع الشهداء منعاً للتجوال شبه تام ، بالإضافة الى المضايقات الاحتلالية للسكان لإجبارهم على مغادرة الشارع، حيث اضطر بعض السكان المحليين الى مغادرة بيوتهم ومحلاتهم خوفاً على حياتهم وحماية لأنفسهم فأغلقوا محلاتهم بالمفاتيح وغادروها، إلا ان بعض العوائل آثرت البقاء في بيوتها على مغادرتها لعدم مقدرتها على إيجار بيت آخر أو بناء بيت في مكان آمن، وتقدر هذه العوائل بحوالي عشر اسر من عوائل (الخطيب ، الناظر ، البايض ، فنون ، وعائلة رمضان).
وقد تفاجأ السكان بقدوم قوات الاحتلال الى المحلات التجارية في الثاني من أيلول وقيامهم بإغلاق أبوابها بلحام الأوكسجين وتشديد الإغلاق على أبوابها – علما ان هذه المحلات لم تكن تفتح إلا لإخراج بعض الأغراض منها أو لتهويتها.
إغلاق المحلات بالأوكسجين رافقه إغلاق احد البيوت للمواطنة ( فريال أبو هيكل ) وهو عبارة عن بيت قديم مساحته ( 140 ) متراً مربعاً، يقع في منتصف شارع الشهداء (طابق ثاني) وغير مسكون لأنه بحاجة الى ترميم .
طبيعة المحلات المغلقة :
يذكر سكان المنطقة بعض المحلات المغلقة ويتذكرون محتواها فمنها حوالي ( 7 محلات لبيع الزجاج وعمل البراويز تعود لآل زلوم وأبو مرخية ) ومنها ما هو صالونات للحلاقة ، بالإضافة الى محل لبيع قطع السيارات لآل السلامي، ومحل للخياطة ، بالإضافة الى محلات للأقمشة والملابس ومحل لإصلاح ماكنات الخياطة لآل القواسمي، وكذلك نادي الصحة والقوة لصاحبه حسن شبانه.
إغلاق هذه المحلات لا شك انه شكل مشكلة اقتصادية لأصحابها، وكذلك إغلاق الشارع بالكامل هجر العديد من العوائل، ولا هدف للاحتلال من كل هذا إلا التضييق على السكان لإجبارهم على مغادرة المكان للاستيلاء عليه لصالح الاستيطان والمستوطنين، حيث تكثر البؤر الاستيطانية في المكان.
ولإحكام الإغلاق على مدخل شارع الشهداء من جهة باب الزاوية فقد أقامت قوات الاحتلال حاجز تفتيش ثابت في الأول من أيلول 2005، ( عبارة عن كرفان وبداخلة ماكنة الفحص)، حيث يقوم جنود الاحتلال بتفتيش الداخل والخارج عبر هذه البوابة الالكترونية، ولدى دخولنا الى شارع الشهداء صادفنا عدد من تلاميذ المدارس وشاهدنا حجم المعاناة التي يعانوها في الدخول الى بيوتهم عبر هذه البوابة وفي حر الصيف وشهر رمضان ، وكان المرور حسب أهواء الجنود على الحاجز، وقبل خروجك من هذا الكرفان، سترى العبارات العنصرية التي كتبها جنود الاحتلال ضد العرب وباللغة العربية، حيث يتم التدقيق في بطاقة الهوية خارج هذه البوابة).
تذكير:
ومن الجدير ذكره ان اتفاقية الخليل تحوي قرار بإعادة فتح شارع الشهداء أمام الفلسطينيين فتحاً تاماً – أي لاستخدام السيارات واستخدام المحال التجارية والمنازل والتجول والمرور بحرية تامة. إلا ان هذا البند من الاتفاقية لم ينفذ في حين نفذت البنود الخاصة بمصالح المستوطنين اليهود. وأصبح شارع الشهداء بعد حوالي عشر سنوات من قرار إعادة فتحه مغلقاً وخالياً من السكان ومغلقة محلاته التجارية … كل ذلك تمهيداً للاستيلاء عليه من قبل المستوطنين وتهويده بالكامل…