الاحتلال يغلق طرقا زراعية في محافظة الخليل
في الوقت الذي تعلن فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن تسهيلات جديدة للفلسطينيين بإزالة بعض الحواجز – تبين أنها أقدمت بتاريخ 20 آب 2008 على إغلاق المزيد من الطرق الزراعية بالسواتر الترابية في بلدتي إذنا وبيت عوا، غرب محافظة الخليل.
بلدة إذنا:
ففي بلدة إذنا قامت الجرافات برفقة جنود الاحتلال بإغلاق طريقين زراعيين أحدهما ( ويحمل رقم -1 – على الخريطة المرفقة) يصل بين ‘خلة سعد’ ومنطقة ‘رسم النوفل’ الى الغرب من بلدة إذنا، وبدعوى (منع اقتراب السيارات العربية والمزارعين العرب من جدار الضم والتوسع ) حسب ما أفادنا به جمال نوفل مدير الارتباط المدني الفلسطيني في بلدة إذنا. وأما الطريق الآخر ( والذي يحمل رقم – 2- على الخريطة) فقد تم إغلاقه وهو يربط منطقة وادي الشومر بمنطقة بيت عيلام ، وكلاهما مناطق زراعية تتوزع بين سهول وجبال ومراعي، بعضها مزروع بأشجار الزيتون والبعض الآخر يزرع بالحبوب، وكان جدار الضم والتوسع قد ابتلع مئات الدونمات من هذه المناطق الواقعة الى الغرب من بلدة إذنا أيضاً، والتي تعود ملكيتها لعوائل ( الطميزي، اسليمية، أبو جحيشة ) وعوائل أخرى من أهالي البلدة .
هذه الطرق التي تم إغلاقها ما هي إلا امتدادات لشوارع زراعية كانت بلدية إذنا قد شقتها في المكان لتسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم في هاتين المنطقتين ، بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم من جراء جدار الضم والتوسع .
إجراءات الاحتلال هذه والتي تمثلت بإغلاق بعض الطرق الزراعية لم تكن المرة الأولى التي يضايقون بها مزارعي المنطقة، فحسب شهود عيان، فان جنود من جيش الاحتلال كانوا قد اعتقلوا قبل حوالي الشهرين، خمسة من المزارعين المتواجدين في أراضيهم التي أتى على بعضها جدار الضم والتوسع وتم اقتيادهم الى مراكز التحقيق لدى الاحتلال، وأفرج عنهم مقابل غرامات مالية، ويضيف الشهود، ان السيارات العسكرية التابعة للاحتلال والتي تمر في الشارع الاستيطاني المحاذي لجدار الضم والتوسع تقوم بمطاردتهم عبر توجيه النداءات لهم والألفاظ النابية بأن عليهم مغادرة أراضيهم، ويفسر المزارعين إجراءات الاحتلال هذه ضدهم بأنها ( تهدف الى حماية الإسرائيليين المارين عبر الجدار من اعتداءات من قبل المزارعين) حسب ادعاءات الاحتلال، علماً ان هؤلاء المزارعين أوضحوا أنهم لم يقوموا بأي اعتداء ضد من يمر عبر شارع الجدار، وان قوات الاحتلال هي من يعتدي عليهم، خصوصاً خروج جنود الاحتلال عبر بوابات وفتحات في الجدار مما يسهل عليهم – جنود الاحتلال – اختراق الجدار ومطاردة هؤلاء المزارعين.
وأفاد احد المزارعين المتضررين من هذه الحواجز الجديدة ان الهدف الحقيقي للاحتلال هو منع المزارعين من استخدام وزارعة أراضيهم المجاورة للجدار مما يجعلها مهيأة في المستقبل للمصادرة لصالح الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية. وأوضح جمال نوفل مدير الارتباط المدني الفلسطيني في بلدة إذنا انه قدم احتجاجا لدى ‘ الجانب الإسرائيلي ‘ حول إغلاق هذه الطرقات إلا انه لم يلقى أية إجابة من طرفهم.
بيت عوا
أما في بلدة بيت عوا فقد قامت جرافات الاحتلال في 19 آب 2008، بإغلاق طريقين زراعيين بالسواتر الترابية احدهما ( والذي يحمل رقم ‘3’ على الخريطة المرفقة) على مقربة من جدار الضم والتوسع في الطرف الغربي من بلدة بيت عوا، والآخر ( والذي يحمل رقم – 4- على الخريطة المرفقة) في منطقة وادي عامر شمال غرب البلدة، وتقابله من الجهة الغربية مستوطنة ‘شيكف ‘ إضافة الى جدار الضم والتوسع.
صورة 3+4: طريق زراعي مغلق في بلدة بيت عوا
إغلاق هذان الطريقان جاء بعد حصار مشدد ومنع للتجوال على بلدة بيت عوا استمر من الصباح الباكر الى ساعات ما بعد الظهر، رافقته عمليات تفتيش ومداهمات للبيوت بدعوى البحث عن ما يسميهم الاحتلال ب ‘ المطلوبين ‘ أو عن ‘ مواد ممنوعة ‘، حسب ما أفاد به مدير بلدية بيت عوا، الذي أوضح ان هذين الطريقان هما عبارة عن طريقين تم استحداثهما من قبل المزارعين في المنطقة بعد ان ابتلع الجدار ودمر الطرق الزراعية التي كانت تخدم المزارعين هناك، مضيفاً ان هذه الطرق التي تم إغلاقها لا يمكن التحرك عليها إلا بواسطة الجرارات الزراعية نظرا لطبيعتها الوعرة، والتي كانت كمنفذ للمزارعين إلا ان الاحتلال قام بإغلاقها وتدمير بعض السلاسل الحجرية في المكان، موضحاً انه قد ابلغ بعض المؤسسات كالإغاثة الزراعية والصليب الأحمر والحكم المحلي حول هذا الموضوع .
صورة 1: جرافات الاحتلال تشق طريقا غرب الجدار ومقابل أراضي المواطنين الزراعية
المزارعين المتضررين من إغلاق هذه الطرق ابدوا تخوفهم على مصير أراضيهم خصوصاً ونحن على أبواب موسم الحراثة والزراعة، حيث يصعب عليهم الآن الوصول الى أراضيهم لحراثتها وزراعتها لعدم توفر طرق بديلة نظراً لطبيعة المنطقة الوعرة والجبلية، حيث أفاد احدهم انه كان ينوي ترميم سلسلة حجرية حول أراضيه إلا ان جرافة الاحتلال قامت بتجريفها وتدميرها واستخدام حجارة السلسلة في إغلاق الطريق.
قرية البرج:
أما في قرية البرج غرب بلدة دورا فقد قامت قوات الاحتلال وفي شهر تشرين الأول 2007 من العام الماضي بإغلاق الطريق الزراعي الوحيد ( والذي يحمل الرقم – 5- على الخريطة) والواصل بين القرية وأراضيها الزراعية في الجهة الجنوبية ( السبطة، أم بغلة، وادي النفاخ) والتي تضم حوالي (ألف دونماً) من الأراضي الزراعية التي تزرع بالأشجار المثمرة والحبوب بالإضافة الى مراعي لأغنام أهالي القرية ، وجاء إغلاق هذا الطريق في بدء موسم الزراعة حيث حرم المزارعين من إيصال الجرارات الزراعية الى الأراضي وجعلهم يسلكون طرقاً جبلية وعرة من اجل إيصال الجرارات والبذور الى أراضيهم، وأدى إغلاق هذا الطريق الى قطع طرق المواصلات على المزارعين والرعاة المقيمين خارج القرية والذين كانوا يودون العودة الى القرية نظراً لاقتراب فصل الشتاء آنذاك، واثر إغلاق هذا الطريق بشكل ملحوظ على المزارعين حيث كانت تكلفة الحراثة باهظة لمن يستطيع إيصال جرار زراعي الى أراضيه عبر الطرق الجبلية، علماً ان جدار الضم والتوسع قد أتى على أكثر مائة دونم من هذه الأراضي، وأوضح عبد الجليل التلاحمة رئيس مجلس قروي البرج انه أجرى اتصالاته مع كافة الجهات المعنية من جهات زراعية وحقوقية للضغط على الاحتلال لفتح هذا الطريق إلا انه لم يجد رداً، حتى وصل به الأمر لتوجيه رسالة للامين العام للأمم المتحدة عبر مكاتب المنظمة في فلسطين، إلا ان الطريق بقي مغلقاً الى الآن، وها هي مأساة العام الماضي تتكرر ، وها هو موسم الزراعة على الأبواب، فبالإضافة الى قرية البرج، تكررت المأساة في بلدتي إذنا وبيت عوا، في اضطهاد للمزارع الفلسطيني ولكن بأسلوب جديد، فبعد ان قضم جدار الضم التوسع نسبة لا بأس بها من هذه الأراضي، عمد الاحتلال الى منع وصول هذا المزارع الى ما تبقى له من أراض خارج الجدار.
صورة 5: مواطنون يعبرون السدة الترابية التي وضعها الاحتلال في طريق البرج الزراعي بمحاذاة الجدار