يشكو أهالي قرية ياسوف و قرية اسكاكا من تواجد عدد كبير من رعاة الأغنام من المستعمرين الذين يقيمون في مستعمرة ‘تفوح’، حيث أن هذه الظاهرة بدأت منذ حوالي 5 سنوات، حيث يقدم رعاة الأغنام المستوطنين على إطلاق الأغنام في المناطق المعروفة باسم زعترة، جبل السويد، منطقة التين الشامي، والتي تقع في الجهة الشمالية والشمالية الغربية من قرية ياسوف وعلى بعد 1كم من بيوت القرية، علماً بأن هذه الأراضي في معظمها مزروعة بأشجار الزيتون حيث يقدر عمر أشجار الزيتون في تلك المنطقة بحوالي 70 عام حيث يشار أن رعاة الأغنام يتعمدون تخريب الأشجار من خلال إطلاق الأغنام عليها بالإضافة إلى قيام عدد من المستوطنين بشكل متعمد بقص أغصان الأشجار باستخدام الآلات الحادة حيث هذا ما أفاد به عدد من شهود العيان من مزارعي قرية ياسوف ، بالإضافة إلى ذلك فان جيش الاحتلال يمنع المزارعين في قرية ياسوف على الاقتراب من أراضيهم الزراعية القريبة من مستوطنة تفوح مما شجع ذلك رعاة الأغنام المستعمرين على استغلالها كمراعي لهم.
علاوة على ذلك، فان البؤرة الاستعمارية ‘رحاليم B ‘ الواقعة بين قريتي ياسوف واسكاكا، أصبح المستعمرين الذين يسكنونها مصدر خطر على الأراضي الزراعية حيث انه بحسب إفادة المزارعين في القرية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: (( يعمد عدد كبير من المستعمرين على إطلاق أغنامهم بشكل كبير ومتعمد في محيط البؤرة الاستعمارية، مما أدى إلى إتلاف عدد كبير من المحاصيل الحقلية والقمح و التي تزرع في تلك المنطقة المحيطة بالبؤرة الاستعمارية)).
هذا ويمنع المستوطنين الناس من الوصول إلى أراضيهم الزراعية حيث برزت هذه المشكلة منذ تأسيس البؤرة الاستعمارية عام 2002م، حيث أدت هذه المشكلة إلى حرمان الكثير من الفلسطينيين من مصدر دخلهم الوحيد وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.
وأفاد مجلس قروي ياسوف لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: (( حاول قسم كبير من المزارعين من أهالي القرية تقديم شكوى ضد المستوطنين إلى شرطة الاحتلال إلا أنهم في كل مرة يصلون فيها إلى مدخل مستعمرة ‘ارائيل’ يتم إرجاعهم من هناك بحجة عدم امتلاك التصاريح اللازمة لدخول المستعمرة بالإضافة إلى ذلك فان استهتار الشرطة التابعة للاحتلال في كثير من قضياهم والمماطلة في الرد عليها دفع عدد كبير من المزارعين إلى الشعور باليأس والإحباط في حل مشكلتهم مع المستعمرين)).
السياسة الإسرائيلية ورعي الأغنام:
عبر سنوات الاحتلال قامت قوات الجيش وحرس الحدود الإسرائيلي وحراس الطبيعة بمطاردة رعاة الأغنام الفلسطينيين وحظروا عليهم دخول المراعي التي كانوا يستخدمونها تاريخياً وذلك بحجة أن الأغنام تعمل على إتلاف التنوع الحيوي النباتي وان من واجبهم حماية الطبيعة منهم، وبذلك تم ترحيل البدو من أماكنهم وتم إغلاق المراعي بأوامر عسكرية ومصادرة الأراضي.
والآن يحدث العكس فالرعاة أصبحوا مستوطنون يهود والمراعي أصبحت الأراضي الزراعية الفلسطينية، والسلطات الإسرائيلية أصبحت لا تتدخل ولا منعهم من تدمير الطبيعة وتخريب الزراعة.وتدخلها فقط يكون لحمايتهم في حال حاول أصحاب الأراضي الفلسطينيين طردهم منها أو إلقاء حجارة عليهم. فأصبح الراعي الإسرائيلي مطلق الحرية في استخدام الأراضي الفلسطينية، واعتراض طريقهم ممنوع.
معلومات عامة عن قرية ياسوف:
تقع قرية ياسوف شمال شرق مدينة سلفيت تحديداً على بعد 7كم عنها، وهي في محافظة سلفيت. يبلغ مجموع السكان في القرية حتى بداية عام 2007م نحو 2000 نسمة بواقع 260 أسرة في القرية، يعتمد 87% على الزراعة والأعمال الحرة كمصدر أساسي للدخل لديهم وما تبقى فيعملون في الوظائف الحكومية والخاصة.
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 8550 دونماً، منها 1000 دونماً عبارة عن مسطح القرية، منها 300 دونماً خاضعة بشكل مباشر للنشاط الاستعماري من خلال إقامة المستعمرات على أراضي القرية مثل مستعمرة تفوح المقامة منذ عام 1982 ( عسكرية و مدنية) و التي صادرت نحو 200 دونماً من أراضي القرية حتى عام 2005 وذلك في الجهة الشمالية من القرية، بالإضافة إلى النقاط الاستعمارية العشوائية والتي أقيمت منذ بداية الانتفاضة عام 2000م، و هي ‘رحاليم B’ الواقعة الى الجهة الجنوبية من القرية بالإضافة إلى مستعمرة تفوح الجديدة في الجهة الشرقية من القرية حيث تصادر البؤرتان الاستعماريتان ما مساحته 100 دونماً من القرية.
ويشار في هذا الصدد، أن مواطني القرية اصبحو يعانون من مشاكل المستعمرات بشكل يومي، حيث يتمثل ذلك في منع المستعمرين لأهالي القرية من استخدام الطرق الزراعية للوصول إلى أراضيهم الزراعية وذلك عن طريق إغلاق تلك الطرق بالسواتر الترابية، كذلك اقتلاع أكثر من 1000 شجرة زيتون مثمرة في محيط مستعمرة ‘تفوح’ من قبل المستعمرين هناك، إلى إطلاق أعداد كبيرة من الخنازير البرية المتوحشة في أراضي القرية والتي تسببت في إتلاف عدد كبير من الأراضي الحقلية في القرية، إلى إلقاء المياه العادمة من المستعمرات إلى الأراضي الزراعية في القرية حيث تسبب ذلك في حدوث حالات كثيرة من الأمراض في القرية، علاوة على إتلاف الأراضي الزراعية في القرية.
بالإضافة إلى ما تقدم، أقدمت سلطات الاحتلال إلى مصادرة نحو 80 دونماً في عقد السبعينات من القرن الماضي بهدف إقامة عدد من الطرق الالتفافية، ومن ابرز هذه الطرق طريق رقم (60) حيث يمر مقطع من هذا الطريق بطول 3كم و بعرض 16م في أراضي القرية الشرقية، كذلك طريق رقم (505) المعروف بعابر السامرة والذي يمر بأراضي القرية الشمالية بطول 2كم وبعرض 16م، حيث أدت هذه العملية إلى اقتلاع وتدمير أكثر من 1200 شجرة زيتون مثمرة.
ومن الجدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال أقدمت خلال عام 2004 إلى مصادرة نحو 300 دونماً من أراضي القرية الشمالية تحديداً على المفترق الذي يربط طريق رقم (60) بطريق رقم (505) والمعروف بمفترق زعترة وذلك بهدف إقامة حاجز احتلالي يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها و التسبب في حدوث معاناة يومية للمواطنين في المحافظات و القرى المجاورة و تحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
يذكر إلى أن سلطات الاحتلال أقدمت على إغلاق القرية منذ عام 2002 وحتى نهاية عام 2005 وذلك بوضع بوابة حديدية على مدخل القرية الشمالي والذي يربطها بطريق رقم (505) مما تسبب في حدوث معاناة كبيرة لأهالي القرية والقرى المجاورة وأدى إلى صعوبة الحركة والتنقل لأهالي القرية، و ثم التسبب في حدوث مشاكل اقتصادية واجتماعية و نفسية لأهالي القرية.