أقدمت عائلة قراعين في 22 تموز 2016 والتي تقيم في حي واد حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى على هدم غرفة سكنية مضافة إلى مسكن، وذلك بحجة البناء بدون ترخيص، الغرفة تم بنائها من البناليت وهي بمساحة 24 مترمربع والهدف من بناءها هو السكن.
وأفاد المواطن عبد محمد محمد قراعين لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: "في عام 2012 قمت ببناء هذه الغرفة من البناليت بهدف أن يستخدمها ولدي عدي للسكن فيها، وكان يستخدمها منذ ذلك الوقت لغاية هدمها، وبعد الانتهاء من بناء الغرفة حضرت بلدية الاحتلال وقامت بتصوير البناء وسلمتنا قرار بهدمها بحجة البناء بدون ترخيص، فقد قمنا ببناءها بدون الحصول على رخصة لعلمنا المسبق أن بلدية الاحتلال لا تمنح أحداً رخصة بناء في حي واد حلوة، بل وفي سلوان بشكل عام. وفي 4 تموز 2016، تسلمنا عبر البريد المسجل دعوة للمثول أمام محكمة البلدية، وهناك تسلمنا قراراً يقضي بهدم الغرفة أو أن تقوم بلدية الاحتلال بهدمها وتغريمنا تكاليف الهدم، بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 30 ألف شيقل، وأمهلونا شهر لتنفيذ الهدم.
وقد قررنا ان نقوم بتفكيك الغرفة خوفاً من أن تقوم البلدية بهدمها وتغريمنا، وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 22 تموز 2016، حيث تم تفكيك الغرفة وتصويرها قبل وبعد من أجل تسليم الصور لبلدية الاحتلال من أجل إثبات أنه قد تم إزالة البناء."
يذكر أن الغرفة هي مضافة إلى مسكن قديم تبلغ مساحته 100 متر مربع، يسكنه 6 أفراد، والحاجة إلى إضافة غرفة كانت حاجة ملحة للعائلة التي هي واحدة من مئات العائلات المقدسية التي هي بحاجة مُلحة إلى وحدات سكنية إضافية لتغطي حالة الازدياد في عدد سكان المدينة المحتلة، هذا الأمر الذي تواجهه وتحاربة دولة الاحتلال مستخدمة جميع الوسائل التي تمنعهم من البناء والتوسع لكي تدفع الفلسطيني المقدسي إلى مغادرة المدينة المحتلة.
صورة 1+2: الغرفة السكنية قبل تفكيكها وهدمها – واد حلوة / سلوان
صورة 3: المواطن قراعين أثناء قيامه بتفكيك الغرفة السكنية بعد أن أجبرته بلدية الاحتلال على ذلك
صورة 4+5: الغرفة السكنية بعد تفكيكها
الهدم الذاتي – جريمة في حق الإنسانية:
تعريف : هو أن يقوم صاحب المنشأة مجبراً على تنفيذ عملية هدم منشأته بنفسه بصمت، وهذا النمط من الهدم يعتبر قديماً جديداً، كان نمطاً قديماً يتم في الظلام بعيداً عن الإعلام حرجاً وخجلاً في أن يصرح المواطن بأنه "خرب بيته أو منشأته بيده رغم أن أعداد حالات الهدم هذه كثيرة إلا أنها اليوم في ازدياد مما دفع المواطنين ضحايا الهدم "الإجباري الذاتي " بالتصريح عنها وفضحها.
إن هذا النوع من الهدم يستهدف أهالي القدس المحتلة بهدف تهجيرهم منها ضمن مشروع تهويد القدس حيث يعتبر من الخروقات الصارخة للحق في السكن وجريمة في حق الإنسانية لا يقبلها أي منطق.
وان ذريعة الهدم الذاتي كأي ذريعة للاحتلال وهي " البناء بدون ترخيص" (( بيتك قائم بدون ترخيص فهو غير قانوني وعليك هدمه وإزالته في أقرب فرصة، وأن تقوم بتصوير البناء بعد هدمه وتسلمها إلى قسم التفتيش عن البناء والتنظيم في البلدية، مع تحديد تاريخ كسقف زمني ينفذ فيه المالك هدم بيته – خط احمر لا يمكن تجاوزه-، وفي تاريخ تحدده البلدية ستنعقد محكمة البلدية للشؤون المحلية للنظر في عدم تنفيذك قرار الهدم وستفرض عليك غرامة مالية، وستقوم البلدية بهدم وإزالة بيتك على نفقتك أي انك ستدفع تكلفة تنفيذ قرار هدم بيتك إلى بلدية الاحتلال، وإذا لم تدفع ستُسجن إلى حين دفع ما هو مطلوب منك، فيضطر المواطن مجبراً على هدم مسكنه بنفسه)).
هذا وحسب التوثيق الميداني لمركز أبحاث الأراضي فإن بلدية الاحتلال أجبرت أصحاب 85 مسكناً على هدم مساكنهم بأنفسهم خلال الست سنوات الأخيرة (2010 -22 تموز 2016)، مما أصبح ما يزيد عن 529 مواطن بلا مأوى أكثر من نصفهم أطفال يعيش معظمهم حياة خوف ورعب دون استقرار ولا أمان.
يوضح الرسم البياني عدد المساكن المهدومة – هدماّ ذاتياً- خلال الخمس سنوات الماضية ( 2010 –22 تموز 2016)م
الآثار السلبية التي تلحق بالأسرة عند تنفيذ عملية الهدم الذاتي:
يعد الهدم الذاتي من أشد أنواع الهدم ألماً وقهراً … ليس كالهدم الذي ينفذه الاحتلال … فعند قيام الاحتلال بهدم المسكن فالأسرة تبقى متماسكة حاقدة على الاحتلال خاصة الأطفال … بينما عندما ينفذ أمر الهدم رب الأسرة ويهدم المسكن الذي يأوي أسرته تُظهره أمام أبنائه بأنه ضعيف لا يحميهم ولا يوفر لهم الأمن والأمان مما يجعل الأسرة مفككة تشعر بعدم الاستقرار (( فرب الأسرة الذي من المفروض أن يحميهم ويبني لهم مأوى يلائمهم يقوم بهدم مأواهم)) … فلذلك يحبط الأطفال نفسياً ويعيشون حياة ممزقة مأساوية تنعدم فيها الثقة بالأسرة والمجتمع وبالتالي الثقة بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك الخسائر المادية التي سيتكبدها المواطن، وشقاء عمره كله يذهب هدراً.
هدف الاحتلال من استخدام هذا النوع في القدس المحتلة:
- تهجير الفلسطينيين من القدس المحتلة لتصبح غالبية يهودية.
- تُظهر أن الفلسطينيين يهدمون بيوتهم بأنفسهم اعترافاً منهم بخطئهم.
- يبرئ الاحتلال نفسه من جريمة الإخلاء والهدم.
- يوفر الاحتلال على نفسه تعقيدات إجراءات ومواجهات واحراجات الهدم.
- عدم تنفيذ الهدم الذاتي يشكل مصدر دخل مربح للاحتلال ( إصدار مخالفات بآلاف الشواقل).
- تخفي العدد الحقيقي لأعمال الهدم الصامت ”الذاتي“.
- ترك آثار نفسية صعبة على الأسر الفلسطينية.
- إسقاط عقدة يهودية تاريخية مزمنة حيث لطخوا جبين التاريخ بأنهم (( يخربون بيوتهم بأيديهم)).
اعداد: