مع بداية العام الجديد، تجددت معاناة طلاب قرية بيت أمين الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية حيث لا يوجد مدرسة ثانوية في القرية ممن يدفع عدداً كبيراً من الطلبة إلى التوجه إلى مدرسة عزون عتمة للدراسة، ويتوجه نحو 45 طالباً وطالبة من قرية بيت أمين إلى مدرسة قرية عزون عتمة الثانوية وذلك عبر البوابة الوحيدة المقامة على الجدار الفاصل الذي يفصل قرية عزون عتمة نهائياً عن محيطها الفلسطيني، و بالتزامن مع افتتاح العام الدراسي الجديد أعلنت قيادة جيش الاحتلال عن إجراءات جديدة تخص طلبة المدارس من قرية بيت أمين الذين يدرسون في مدرسة عزون عتمة للذكور، حيث تنص تلك الإجراءات على إخضاع الطلبة للفحص المشدد من خلال إدخالهم إلى غرفة خاصة بعملية التفتيش والفحص تقع على بعد 20 متراً من الجهة الغربية بالنسبة لبوابة عزون عتمة، و ذلك أثناء عملية دخولهم عبر البوابة المقامة على الجدار الفاصل في قرية عزون عتمة.
يشار إلى أن تلك الخطوة كان لها بالغ الأثر السلبي على نفوس الطلبة لما يشاهدونه وما يسمعونه بشكل يومي عن أعمال تنكيل وضرب من قبل جنود الاحتلال لعدد من المواطنين والمغادرين عبر بوابة عزون عتمة، وبعد إتباع هذا الإجراء الجديد يتعرض الطلبة بشكل يومي لأعمال إذلال لهم حيث يجبرون على إخراج ما في حقائبهم يومياً أمام الحاجز بهدف تفتيشها من قبل جنود الاحتلال، علاوة على التأخير الذي يلحق بهم نتيجة عملية الاحتجاز، علاوة على أن المدرسة التي يدرسون بها ملاصقة لمستوطنة ‘شعاري بتكفا’ مما يزيد من وتيرة القلق لديهم من اعتداء المستوطنين عليهم في أية لحظة أو قيامهم بعرقلة تقديم الخدمات التعليمية في مدرستهم.
يذكر أن عام 2008 شهد عدد من الاعتداءات على عدد من المواطنين وطلبة المدارس على بوابة عزون عتمة مما تسبب بإلحاق أضرار جسيمة بهؤلاء المواطنين، وكان من أبرزها قيام جنود الاحتلال خلال شهر نيسان 2008 باحتجاز 4 حافلات كانت تقل عدداً كبيراً من الطلاب من قرية عزون عتمة أثناء عودتهم من الرحلة المدرسية من الأغوار الفلسطينية وذلك عند الساعة 7مساءً عند بوابة عزون عتمة، حيث ادعى جنود الاحتلال حينها بوجود مشاكل أمنية تؤخر مرور الحافلات إلى قرية عزون عتمة، مما أدى ذلك إلى حدوث اشتباكات بين الطلبة وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص المطاطي باتجاههم و قاموا بالاعتداء على قسم منهم بالضرب المبرح، مما أدى إلى نقل عدد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
من جهة أخرى، فرضت سلطات الاحتلال على جميع الهيئة التدريسية الحصول على تنسيق مسبق من قبل الاحتلال للسماح لهم بالمرور إلى مدرستي عزون عتمة، حيث توجد في عزون عتمة مدرستان الأولى للبنات والأخرى للذكور، حتى المشرفين وموظفو مديريات التربية والتعليم أصبحوا بحاجة إلى تنسيق للسماح لهم بالمرور إلى المدرستين، مما اثر ذلك بشكل كبير على مستوى تحصيل الطلبة في تلك المدارس، رغم المحاولات التي بذلت من اليونيسيف و المنظمات الحقوقية لحل هذه المشكلة، إلا أن سلطات الاحتلال لا تتوانى في وضع العقبات من اجل ضرب قطاع التعليم في تلك المنطقة.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن قوات الاحتلال لم تدخر جهداً في سبيل ضرب قطاع التعليم في فلسطين بشتى الوسائل، فكم سمعنا عن وقوع شهداء بين صفوف الطلبة خلال فترة انتفاضة الأقصى أو اقتحام مدارس و تحويلها إلى ثكنات عسكرية أو حتى سرقة محتويات المدارس من أثاث أو مقاصف مثلما حدث في المدارس الإسلامية في مدينة رام الله ومدينة الخليل في الأشهر الأولى من عام 2008.
معلومات عامة عن قرية عزون عتمة:
تقع إلى الشرق (3 كم ) عن الخط الأخضر وهي قرية فلسطينية محتلة عام (1967 ) ويبلغ عدد سكانها (1750) نسمة ويعمل سكانها في الزراعة بنسبة (80%) وفي العمل داخل إسرائيل بنسبة (15%) والباقي في التجارة والوظائف.
تحيط بالقرية مستعمرة ‘شعاري تكفا’ من الجهة الشرقية والشمالية وتكاد بيوت المستعمرة أن تلاصق بعض البيوت في القرية والمستعمرة محاطة ومسيجة بسياج من الأسلاك يفصلها عن عزون عتمة من جهتي الشرق والشمال وذلك منذ تأسيس المستعمرة والتي سيطرت على ما يزيد عن (1500) دونماً من أراضي القرية والقرى المجاورة (سنيريا، مسحة، بيت أمين، الزاوية) وهي أراضي مزروعة بالزيتون واللوزيات والحبوب.
من الجهة الغربية تحيط بها مستعمرة ‘اورانيت’ التي أسست عام (1983) على مساحة تزيد على (2000) دونماً والمستعمرة محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة وهذا يعني أن القرية مغلقة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية منذ العام (1981) ولا يمكن الدخول إليها إلا من خلال البوابات الرئيسية لكل مستعمرة وهي بوابات رئيسية عليها حراسة أمنية أما من الجيش الإسرائيلي أو أمن المستعمرة ولا يسمح لأي فلسطيني من دخول هذه المستعمرات إلا بتصريح خاص ومع ذلك لم يحدث أي حادث امني في كلا المستعمرتين ولم يرتكب أي مواطن من عزون عتمة ولا من القرى المجاورة أي عمل امني أو جنائي في هذه المستعمرات.