واصل مستوطنو ‘يتسهار’ للمرة الثانية على التوالي خلال شهر أيلول 2008 عدوانهم على المزارعين في قرى عصيرة القبلية وبورين، حيث تركزت الاعتداءات في الأراضي الغربية و الجنوبية من تلك القرى، حيث قام المستوطنين من خلالها بمهاجمة العديد من الأراضي الزراعية والبيوت وإلحاق ضرر بها.
يشار إلى أن المستوطنين قاموا بإحراق نحو 64 دونماً من الأراضي الزراعية في منطقة الوجه الشامي جنوب قرية بورين، علماً بأن الأراضي الزراعية التي تم إحراقها هي أراضي زراعية خصبة و غير مستغلة بسبب قربها من محيط مستعمرة ‘يتسهار’، علماً بأن الأراضي الزراعية تعود ملكيتها لأكثر من 8 عائلات من القرية.
يشار إلى أن اعتداءات المستوطنين طالت عدداً من المنازل في قرية عصيرة القبلية ، حيث يوجد 13 منزلاً من منازل قرية عصيرة القبلية تعود ملكيتها لعائلة مخلوف يسكنها نحو 65 فرداً – وتبعد مسافة 200م – عن مستعمرة ‘يتسهار’ وتعرضوا إلى هجوم من قبل المستوطنين الذين قاموا بتكسير زجاج عدد من تلك المنازل في المنطقة والتعرض للمواطنين الذين يسكنون في تلك المنازل بالضرب المبرح.
يذكر أن قطعان مستعمرة ‘يتسهار’ يقدمون بين فترة وأخرى إلى النزول إلى الأراضي الزراعية المحيطة بالمستعمرة والاعتداء على رعاة الماشية الفلسطينيين و المزارعين في القرى المجاورة، بالإضافة إلى سرقة الأغنام التي بحوزتهم، حيث يعتبر المواطن محمد حامد(72عاماً) من قرية عصيرة القبلية شاهداً على هذا الاعتداء حيث تعرض إلى الضرب المبرح وإلى سرقة 15 رأساً من الأغنام التي بحوزته وذلك خلال شهر نيسان من عام 2004م، حتى الحمير لم تسلم من السرقة من قبل المستعمرين حيث تكررت عملية سرقة الحمير أكثر من مرة في المنطقة، مثلما حدث مع المواطنين إبراهيم محمد مخلوف، عبد الباسط محمد احمد، حتى خلال مواسم الزيتون في كل عام ورغم وجود تنسيق مسبق ما بين المجالس القروية و البلدية وما بين الارتباط المدني عن طريق الصليب الأحمر بالسماح للمزارعين بجني ثمار الزيتون وفلاحة أراضيهم الزراعية، إلا أن مستعمري مستعمرة يتسهار لا يألون جهداً في مضايقة المزارعين من خلال إطلاق الرصاص الحي تجاههم إلى مطاردتهم بين الجبال والتسبب في حدوث إصابات بين صفوف المزارعين و بث روح الخوف و الرعب تجاههم إلى سرقة منتجات الأراضي الزراعية في بعض الأحيان، حيث يعتبر ما حدث مع السيد هاني عبد الرؤوف شحادة ( 35عاماً) شاهداً ذلك الأمر، حيث أصيب المواطن هاني برصاص حي في الرقبة ونقل على أثرها إلى المستشفى في حالة خطرة و ذلك أثناء التصدي للمستعمرين أثناء قيامهم بالاعتداء على بعض النسوة خلال موسم قطف الزيتون في قرية عصيرة القبلية عام 2005.
نبذة عن تاريخ وموقع المستعمرة:
أقيمت مستعمرة يتسهار عام 1983 على أراضي المزارعين الفلسطينيين في قرى بورين و عصيرة القبلية جنوب غرب مدينة نابلس وذلك كنواة استعمارية صغيرة على التلال التابعة لتك القرى، ومن ثم أخذت المستعمرة بالتوسع لتصادر عشرات الدونمات الزراعية من قرى (بورين، عصيرة القبلية، عوريف، مادما، حوارة) حيث يبلغ مسطح البناء في المستعمرة حتى عام 2005 نحو 158دونماً و المساحة الإجمالية للأراضي المصادرة للمستعمرة نحو 1800دونماً، و تقع ضمن الحوض الطبيعي رقم (8) على أجزاء من قطع الأراضي المسماة (سلمان الفارسي، المرج، جبل الندى، خليل سلامة المهر) حيث يوجد في المكان الذي أقيمت على أراضيه المغتصبة مقام القائد المسلم سلمان الفارسي و الجبل المحيط عرف بجبل سلمان الفارسي نسبة له.
يذكر أن مستعمرو مستعمرة ‘يتسهار’ شرعوا في الفترة في عام 2007 بإجراء سلسلة خطوات من اجل جلب عدد إضافي من المستعمرين إلى مستعمرة يتسهار وذلك عن طريق وضع عدد من الكرفانات المتنقلة على أراضي قرية عصيرة القبلية الشرقية و المصادرة لصالح تلك المستعمرة حيث تبعد الكرفانات مسافة تبلغ نحو 1كم تقريباً عن مسطح البناء لتلك المستعمرة، وذلك في خطوة لتوسيع مسطح البناء لتك المستعمرة، بالإضافة إلى ما تقدم طالت عمليات التوسعة في مستعمرة يتسهار شق طرق داخلية داخل المستعمرة بهدف التأسيس لبنية تحتية تمهد لتطوير المستعمرة وترسيخ قواعدها في المنطقة حيث أن تلك الطرق أصبحت لا تبعد سوى مسافة 1كم عن بيوت المواطنين في قرية عصيرة القبلية، مع العلم أن المستعمرة تضم اليوم مدرسة لتعليم التوارة وسكن للطلبة بالإضافة إلى حضانة للأطفال.
ومن الجدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال سعت لربط مستعمرة يتسهار بتجمع المستعمرات الكبيرة في المنطقة وذلك بهدف تعزيز المستعمرات في المنطقة وتسهيل حركة تنقل المستعمرين وتسهيل تقديم الخدمات لهم، حيث قامت سلطات الاحتلال بشق طريق التفافي يربط مستعمرة يتسهار من الجهة الشمالية بالطريق الالتفافي رقم(60) المؤدي إلى مستعمرة (شافي شمرون) شمال محافظة نابلس، كذلك شق طريق في الجنوب الشرقي لربطها بمستعمرة ايتمار مرورا بمعسكر حوارة ألاحتلالي في شارع القدس نابلس عبر أراضي بلدة حوارة، حيث أدت تلك العملية إلى تدمير و إتلاف عشرات الدونمات الزراعية من قرى عصيرة القبلية وعوريف وحوارة.
بالإضافة إلى ما تقدم، وفي خطوة خطيرة من نوعها اعتبرت سلطات الاحتلال جبل سلمان الفارسي القريب من مستعمرة يتسهار جمعية محمية طبيعية للمستعمرة، وهذا يعني حرمان الفلسطينيين من قرى بورين وحوارة التصرف بتلك الأراضي والتي تقدر بعشرات الدونمات الزراعية وتحويلها إلى محمية للمستعمرة وبالتالي تخضع إلى قوانين المستعمرة.